هنية يبشر بمرحلة جديدة لترتيب البيت الفلسطيني عبر الانتخابات

03 يناير 2021
هنية بعث لعباس برسالة اعتبرت اختراقاً في موقف "حماس" من الانتخابات (محمود حمص/ فرانس برس)
+ الخط -

أكّد رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) إسماعيل هنية، مساء اليوم الأحد، أنه تلقى رسالة خطية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتزامه بإجراء الانتخابات، وتحقيق مبدأ الشراكة الفلسطينية في بناء المؤسسات الفلسطينية "كشعب واحد ووطن واحد وقيادة واحدة وقرار واحد". 

وكان هنية قد بعث لعباس قبل أيام رسالة اعتبرت اختراقاً في موقف "حماس" من التتالي في الانتخابات، بعد اشتراطها التزامن، وفيها موافقة رسمية من الحركة التي تسيطر على قطاع غزة بالذهاب لانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني متتالية في غضون ستة أشهر.

وأمس، أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن عباس تسلم رسالة خطية من هنية، نقلها أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب.

وبعد الاطلاع على الرسالة، رحّب أبو مازن بما جاء فيها بشأن "إنهاء الانقسام وبناء الشراكة وتحقيق الوحدة الوطنية، من خلال انتخاباتٍ ديمقراطية بالتمثيل النسبي الكامل، انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتتالي والترابط"، وتأكيده "التزام حركة "فتح" بمسار بناء الشراكة والوحدة الوطنية". 

وقال هنية، في كلمة تلفزيونية عممتها "حماس": "أكدنا (في الرسالة) استعداد الحركة لاستئناف الحوار الفلسطيني، ولإنجاز اتفاق وتفاهم فلسطيني لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بالتوالي والترابط"، مشيراً إلى أنه "يجب أن تنتهي العملية الانتخابية الديمقراطية والحرة والنزيهة في غضون ستة أشهر، وبضمانة الدول الشقيقة ورعايتها ومتابعتها".

رحب أبو مازن بما جاء في رسالة هنية بشأن "إنهاء الانقسام وبناء الشراكة وتحقيق الوحدة الوطنية، من خلال انتخاباتٍ ديمقراطية بالتمثيل النسبي الكامل، انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتتالي والترابط"

 

ويبدو من خلال بعض التسريبات أنّ موقف "حماس" الجديد جاء مدعوماً بوعود من مصر وقطر وتركيا وروسيا بأن تجرى كل الانتخابات الفلسطينية، وبذلك تتبدد مخاوف الحركة من أنّ يكون الهدف من الانتخابات هو نزع الشرعية عن المجلس التشريعي الذي حلّه الرئيس عباس في وقت سابق، والذي تحظى "حماس" بأغلبيته.

وقال هنية إنّ تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام "هدف سامٍ يسعى إليه الجميع، وننتظر لحظة الإعلان الحقيقي عن إنجاز اتفاق وطني فلسطيني يدشن هذه المرحلة، وينهي هذا الانقسام"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ حركته "تجاوبت مع كل المحاولات السابقة لإنهاء الانقسام". 

وأوضح أنّه "في حوار القاهرة الأخير توقف النقاش عند نقطة التتالي والترابط والتزامن في الانتخابات"، وأنّ "حماس"، ومعها العديد من الفصائل، كانت ترغب في التزامن "حرصاً على إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني كله على مبدأ الشراكة".

 

ورغم فشل جولة الحوار الأخيرة في القاهرة، والتي تزامنت مع إعلان عودة التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل، أعيدت خطوط الاتصال بين "حماس" و"فتح". 

وأشار هنية إلى أنّ حركته "تعاطت مع هذه التحركات، وتفهمت ضرورة استئناف مسار الحوار الوطني الفلسطيني"، مؤكداً: "إننا أمام مرحلة جديدة وواعدة لإنجاز اتفاق فلسطيني يفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة وتاريخية في مسيرة شعبنا الفلسطيني".

وشدد على أنّ حركته "ترضى بإرادة الشعب الفلسطيني وبخياراته الحرة والنزيهة والعادلة"، وأنها "متمسكة بإجراء الانتخابات الشاملة"، معتبراً الانتخابات "أرقى وسيلة تلجأ لها الشعوب لتحدد خياراتها وتعبر عن إرادتها وتدير خلافاتها لتخرج من كل ذلك بسلام". 

وذهب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" بعيداً بالتأكيد أنّ أمام الفلسطينيين "استحقاقات ليست سهلة داخلياً على صعيد ترتيب البيت الفلسطيني، وعلى صعيد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة في ظل واقع المنطقة المعقد"، في إشارة إلى التطبيع المتنامي بين دول عربية وإسرائيل.