هل يخسر مرشح تحالف ميركل أمام ائتلاف "إشارات المرور"؟

30 يوليو 2021
تدبير لاشيت لأزمة الفيضانات لم يكن مرضياً (كريستوف سطاش/ فرانس برس)
+ الخط -

يسود حال من التململ داخل "الاتحاد المسيحي"، مع تراجع أرقامه وفق استطلاعات الرأي الأخيرة، وعودة الخضر ليتجاوز نسبة 20%، وذلك مع تراجع أسهم زعيم "الحزب المسيحي الديمقراطي"، أرمين لاشيت، مرشح "الاتحاد" لخلافة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
ويسود الانطباع بأن السقطات والأخطاء التي وقع بها لاشيت خلال الأسابيع الأخيرة، كانت العامل الأساسي والمؤثر لتراجع حضور الحزب العريق، بعد أن كان قد اقترب من نسبة 30%، وخلق تصورا واضحا لما يمكن أن تكون عليه نتائج لانتخابات البرلمانية العامة المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وكان استطلاع رأي لمعهد "فورسا" قد أبرز أخيراً أن "الاتحاد المسيحي" يخسر نقطتين مئويتين، بحصوله على ما نسبته 26% من الأصوات، فيما ينال "الخضر" بنسبة 21%، فيما تراجع "الاشتراكي" نقطة واحدة ويحل ثالثا بنسبة 15%، و"الليبرالي الحر" 12%، و"البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف بنسبة 10%. أما حزب "اليسار" فيحصل على 7% من الأصوات.
وأوضحت تقارير إعلامية ألمانية أن تصريحات ومواقف لاشيت خلال الفيضانات التي غمرت أجزاء كبيرة من ولاية شمال الراين فستفاليا التي يترأس حكومتها لم تكن مرضية. وظهر الأخير في موقع أحد الفيضانات بطائرة هليكوبتر استخدمت فيما بعد لإنقاذ العديد من المنكوبين. وتم رصده في خلفية الكاميرا وهو يضحك أثناء تصريح رئيس الجمهورية، فرانك فالتر شتاينماير، عند زيارته مناطق الفيضانات، عدا عن التأخير بعض الشيء في اتخاذ التدابير اللوجستية والمساعدات العاجلة. 
ومع وجود المرشح لاشيت في وضع لا يحسد عليه، أبرزت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايوتنغ" أن الخوف الكبير لدى الحزب الشريك في بافاريا (الاجتماعي المسيحي)، هو ألا يحكم "الاتحاد المسيحي" على المستوى الفيدرالي. وسمت الصحيفة سيناريو الرعب هذا بائتلاف "إشارات المرور"، أي أن يحكم "الاشتراكي" مع "الخضر" و"الليبرالي الحر".

وقد يتحقق هذا السيناريو إذا استطاع "الاشتراكي" و"الخضر" الحفاظ على الأرقام نفسها في استطلاعات الرأي، وبقاء "الليبرالي الحر" عند المستوى نفسه. عندها سيكون "الاتحاد المسيحي" أمام مخاطرة واقعية للغاية، ويمكن لمرشح "الاشتراكي" لمنصب المستشار، السياسي المخضرم أولاف شولز، أن يفوز بالمنصب ويخالف توقعات المشككين حتى داخل حزبه. وهذا ما يخشاه "الاجتماعي المسيحي" البافاري بزعامة ماركوس زودر، رغم الانطباعات السائدة بأن هناك غياب للتفاهمات السياسية بين الأطراف الثلاثة المعنية.
في غضون ذلك، شرع زعيم "الليبرالي الحر"، كريستيان ليندنر، في التعاطي مع النتائج المرتقبة بواقعية معتبراً أن باقي الأحزاب لا يمكن أن تتجاوز حزبه في الائتلاف المقبل، ويشترط قبل إجراء الانتخابات الحصول على وزارة المالية الاتحادية لفرملة الديون ومنع الزيادات الضريبية.
واعتبر ليندنر في مقابلة صحافية أن "الاتحاد المسيحي" بات بحكم الفائز في الانتخابات وسيحتفظ بمنصب المستشار، في وقت يستبعد فيه لاشيت فكرة التخفيض الضريبي.

المساهمون