هل تتسع الحرب بين حزب الله وإسرائيل عقب الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق؟

02 ابريل 2024
دبابة إسرائيلية في منطقة الجليل الأعلى، 1 نوفمبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بعد ستة أشهر من الحرب "الحذرة"، تصاعدت التوترات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله"، مع توسع الضربات الإسرائيلية في لبنان واستهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى لمقتل قيادي بالحرس الثوري الإيراني.
- الردود الإسرائيلية تعكس استعداداً لإمكانية حرب شاملة، مع إجراء استطلاعات للرأي وحملات توعوية لرفع الوعي بشأن الاستعدادات للحرب، مما يشير إلى حساسية الأجهزة الإسرائيلية تجاه التطورات.
- "حزب الله" وحلفاؤه الإيرانيون يواجهون تحديات جديدة بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية، مع تساؤلات حول طبيعة الرد المحتمل، مما يرفع من احتمالية تصعيد الصراع إلى حرب شاملة.

بعد نحو ستة أشهر من الحرب "الحذرة" بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله"، يشير محللون إسرائيليون إلى أن استمرار توسّع الضربات الإسرائيلية في لبنان، وكذا استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق والتي أسفرت عن اغتيال قيادي في الحرس الثوري الإيراني، أمس الاثنين، قد يؤدي إلى خروج الحرب عن سيطرة إسرائيل.

وتأخذ دولة الاحتلال الإسرائيلي احتمال نشوب حرب شاملة على الحدود الشمالية على محمل الجد، وهو ما ألمح إليه أيضاً عدد من المعلقين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين.

وكتب يوسي يشواع، في مقال له على صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، أنه في حالك كانت إسرائيل بالفعل هي من تقف وراء الهجوم على القنصلية الإيرانية "فهذا إنجاز كبير على الجبهة الشمالية، ولكن من جهة أخرى هو تذكير لحاجة حقيقية من أجل تهيئة عموم الجمهور إلى حرب شاملة أمام حزب الله والجهات الموالية لإيران".

وكان الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، قد أدى إلى مقتل العميد محمد رضا زاهدي، وهو من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني.

واعتبر الكاتب أن إيران لجمت حتى الآن "حزب الله" من توسيع الحرب، ولكن السؤال كيف سيرد "محور المقاومة" الآن.
وكشفت "يديعوت أحرونوت" عن مناقشات جرت في 28 مارس/ آذار الماضي برئاسة وزير الأمن الاسرائيلي، يوآف غالانت، عرضت الجبهة الداخلية خلالها حملات إعلامية تهدف إلى ملاءمة التوقعات مع المواطنين الإسرائيليين في حال تدهورت الأمور بالفعل إلى حرب شاملة.

وفي غضون ذلك، طلب غالانت إجراء استطلاع للرأي يفحص مواقف الجمهور الإسرائيلي بشأن الجبهة الشمالية، ولم تتضح بعد الأسئلة التي سوف تطرح، ومدى تأثيرها في القرارات المتعلقة بالأمن القومي، ولكن هذا يدل، بحسب الصحيفة، على الحساسية التي تتعامل بها الأجهزة الإسرائيلية مع القضية.
ويأتي الاستطلاع أيضاً لفحص مدى جهوزية الجمهور للحرب في الشمال، وعلى خلفية نية الجبهة الداخلية إطلاق حملة توعوية، تخشى في الوقت ذاته أن تؤدي إلى حالة إرباك، كونها ستوضّح للإسرائيليين السيناريوهات المحتملة لحرب مع "حزب الله"، وتهدف إلى رفع الوعي بشأن احتمال نشوب حرب مقبلة والاستعدادات لها.
وتتساءل الأوساط الإسرائيلية عن تأثير إطلاق حملة من هذا النوع على الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، ورد فعله عليها.
من جهته، يرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، أن اغتيال المسؤول الإيراني هو ضربة لإيران ولـ"حزب الله" في لبنان وخطوة نحو التصعيد في الشمال، موضحاً أن إسرائيل و"حزب الله" كانا حذرين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من الوصول إلى حرب شاملة، ولكن إسرائيل بالذات هي من رفعت الرهان، والضربة في دمشق تضع نصر الله على مفترق طرق. 

واعتبر هارئيل أن هذا الاغتيال "المنسوب إلى إسرائيل"، يرفع المواجهة بين إسرائيل وإيران وحزب الله إلى نقطة جديدة، وربما يشكّل الفصل الأخطر على الجبهة الشمالية منذ بداية الحرب في قطاع غزة قبل نحو ستة أشهر.
وقال الكاتب إن "الحديث لا يدور فقط عن أكثر من 300 قتيل من حزب الله والمنظمات الفلسطينية الناشطة معه، في هجمات إسرائيلية، بل إن أهداف الهجمات توسّعت تدريجياً لتطاول أيضاً مسؤولين كبار في قوات الرضوان في حزب الله، وكذلك في الحرس الثوري الإيراني، وحركة حماس في لبنان، كما أن عمق الهجمات يتسع".

وأشار المحلل إلى أن دمشق كانت هدفاً أيضاً قبل الحرب، من خلال هجمات وُجّهت بالأساس ضد الجهود الرامية لتعزيز قوة "حزب الله".

وذكر الكاتب أن "حزب الله" أطلق آلاف القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، وكان حذراً إلى حد كبير في اختيار الأهداف، لكن "السؤال الآن حول إنّ كان نصر الله وشركاؤه الإيرانيون سيقررون توجيه رسالة أخرى، ويصعّدون ردهم (...)  وفي حال حدوث خطوة كهذه فإنها ستختصر الطريق نحو نشوب حرب". 

وفي أعقاب سلسلة من الاغتيالات منذ بداية الحرب، تساءل المعلق والصحافي المتخصص في الأمن القومي، رونين بيرغمان، في "يديعوت أحرونوت"، إن كان حسن نصر الله يستكفي هذه المرة أيضاً برد رمزي أم سيختار رداً أشد بكثير، يدرك بأنه قد يشكل من خلاله خطراً على نفسه أيضاً، ومن هناك ستكون الطريق إلى حرب شاملة قصيرة.

واعتبر الكاتب أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لديه "إنجازات كبيرة في الشمال ولكنها تتضرر، لأن حكومة إسرائيل تراوح مكانها في جميع المجالات، والاحتواء الذي أبدته إسرائيل في البداية تحول من ميّزة إلى عبء"، كما أن "إسرائيل أخلت السكان، ولكن هذا الإخلاء لا يمكن أن يستمر لوقت طويل، وقد يؤدي إلى حملة عسكرية".

وزعم الكاتب أن "إسرائيل تفضّل حلاً دبلوماسياً، وأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية متفائلة بأن هذا ممكن، لكن بالمقابل فإن نصر الله لن يدخل إلى مفاوضات مع المبعوث الأميركي إلى المنطقة عاموس هوكشتاين، طالما أن الحرب مستمرة على قطاع غزة".

المساهمون