أكدت مصادر متطابقة لـ "العربي الجديد" قيام السلطة الفلسطينية بتوقيع فواتير عائدات الضرائب وهي الخطوة التي تسبق تحويل عائدات الضرائب للبنوك الفلسطينية، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ إعلان السلطة الفلسطينية في مايو/ أيار قطع العلاقات والتنسيق الأمني مع إسرائيل.
وأكدت مصادر سياسية رفيعة لـ"العربي الجديد" " لم يعد هناك ما يمنع استلام عائدات الضرائب "المقاصة" من إسرائيل، وذلك بعد فوز المرشح الأميركي جو بايدن، إذ لم تعد "صفقة القرن" موجودة على الطاولة كما كان يرغمنا دونالد ترامب على ذلك طيلة الوقت".
وقال المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "سوف نأخذ عائدات الضرائب الآن دون أن ندفع أي ثمن سياسي كما كان يريد ترامب".
وكانت القيادة الفلسطينية قد توصلت في اجتماع سابق لها إلى "ضرورة النزول عن الشجرة وتبريد العلاقة مع إسرائيل" وفتح حوار مع الإدارة الأميركية لإدارة الأزمة، سواء فاز دونالد ترامب، أو فاز منافسه جو بايدن الذي أعطى وعوداً وتطمينات للفلسطينيين، لأن أي حوار مع الإدارة الأميركية بعد الانتخابات بغض النظر عن الفائز مرهون بتبريد العلاقات مع إسرائيل والنزول عن الشجرة، أي العودة عن القرارات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية ضد التصعيد الإسرائيلي والأميركي السياسي والمالي ضدها.
وأكدت مصادر مصرفية متطابقة قيام السلطة الفلسطينية بتوقيع فواتير عائدات الضرائب يوم الخميس الماضي، وإرسالها إلى وزارة المالية في دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الخبير الاقتصادي جعفر صدقة لـ"العربي الجديد" بادرت القيادة الفلسطينية بتوجيه وزارة المالية لتوقيع كشوف المقاصة وإرسالها للإسرائيليين كما هي العادة في نهاية كل شهر، وقد تم ذلك فعلاً الخميس الماضي بعد يومين فقط من يوم الاقتراع في الانتخابات الأميركية".
وتابع:" الآن باتت الكرة في ملعب إسرائيل والتي لم تحول المقاصة على الأقل حتى يوم أمس".
وقال صدقة: "تبلغ قيمة الأموال التي رفضت السلطة الفلسطينية استلامها منذ مايو/ أيار الماضي نحو 3 مليارات شيكل أي 900 مليون دولار وهي عن الأِشهر الخمسة الماضية منذ يونيو/ حزيران وحتى وأكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
وكان "العربي الجديد" قد نشر في الثامن والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نية القيادة الفلسطينية تبريد العلاقة مع إسرائيل في حال فوز أي من ترامب أو بايدن للخروج من مأزقها السياسي والمالي، وأنها كانت على كل الحالتين تسعى لتبريد العلاقة مع إسرائيل كمقدمة لفتح حوار مع أي من إدارتي المرشحين، لكن فوز بايدن جعل القيادة الفلسطينية تتنفس الصعداء، إذ قدم فريقه وعودا وتطمينات للقيادة الفلسطينية بأنه لن يعاملها كسابقه ترامب".
وكشفت "العربي الجديد" في حينه عن وجود "حوار رسمي ووعود من بايدن، ترتبط بنقاط عدة هامة، وهي اعترافه بحلّ الدولتين، وإعادة الاتصالات مع منظمة التحرير وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن (أغلق في 2018)، وإلغاء دمج القنصلية الأميركية بالسفارة الأميركية في القدس، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية"، بالإضافة إلى التراجع عن قطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، واستئناف المساعدات المالية للفلسطينيين".