اعتقل "جهاز الأمن العام"، الذراع الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام" في (منطقة إدلب)، قيادياً بارزاً ينضوي ضمن جماعة "أنصار الإسلام" المتمركزة في مدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، وأيضاً في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وتحديداً منطقة جبل التركمان، وجزء بسيط منها في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي الشمالي.
وأكدت مصادر مُطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن دورية أمنية تابعة لجهاز الأمن العام مؤلفة من قرابة الـ 20 عنصراً، داهمت قبل يومين منزل القيادي "أبو الدرداء الكردي" (عراقي الجنسية)، وهو أحد قادة الصف الأول لدى جماعة "أنصار الإسلام" العاملة في (منطقة إدلب)، واعتقلته ضمن منزله الكائن في مدينة حارم الواقعة على الحدود السورية - التركية، شمالي غرب محافظة إدلب، واقتادته إلى سجن "الزئبقي" (سيئ الصيت)، والذي يحتوي غالبيته على معتقلين متشددين من جماعة "حراس الدين" وباقي الجماعات الإسلامية المتشددة، والواقع بالقرب من بلدة دركوش بريف إدلب الغربي.
ويبدو أن "هيئة تحرير الشام" اتخذت قرارها باستئصال جماعة "أنصار الإسلام" على غرار تنظيم "حراس الدين" المتشدد، والمُتهم بمبايعته لتنظيم "القاعدة"، وذلك عقب الاعتقالات الأخيرة التي طاولت عدداً من قيادات وعناصر الجماعة، في حين يأتي اعتقال "أبو الدرداء الكردي" استكمالًا لسلسلة من الاعتقالات السابقة التي نفذتها "هيئة تحرير الشام" عبر جهازها الأمني ضد قيادات وأفراد جماعة "أنصار الإسلام " في سورية، في ظل اعتقال الهيئة لأبرز شخصيات الجماعة، وهو "أبو عبد الرحمن الكردي" القائد العسكري العام لجماعة "أنصار الإسلام".
وكان "جهاز الأمن العام" قد اعتقل مطلع يونيو/ حزيران العام الفائت 2021، كلاً من عمار الكردي، وعبد الرحمن الشامي، وعبد المتين الكردي، وأبو علي القلمون، وهم قادة عسكريون يعملون ضمن جماعة "أنصار الإسلام"، والتي بايعت سابقاً وبشكلٍ غير مُعلن تنظيم "حراس الدين" المتشدد.
وتتركز غالبية مقرات جماعة "أنصار الإسلام" في محيط مدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، وفي منطقة دوير الأكراد ضمن منطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة، وفي جبل التركمان شمالي شرق محافظة اللاذقية، ويبلغ تعداد عناصرها وقادتها نحو 250 شخصاً بينهم 150 مهاجراً من الكُرد الإيرانيين والعراقيين، و100 من السوريين.
وأشارت مصادر مُقرّبة من الجماعة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "زعيم الجماعة في سورية يدعى أبو الحسن الكردي، وهو إيراني الجنسية، ونائبه العام يدعى أبو سعيد الكردي، وهو أيضاً إيراني الجنسية"، لافتةً إلى أن "هيئة تحرير الشام تُحضر لعمل عسكري في الوقت القريب ضد الجماعة، بسبب احتضان الجماعة لفلول من قيادات تنظيم حراس الدين في الآونة الأخيرة".
وكانت "هيئة تحرير الشام" قد تمكنت، مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني العام الفائت 2021، من استئصال جماعة "جند الله" المتشددة، والتي يقودها "أبو حنيفة الأذري" على جبهة جبل التركمان شمالي شرق محافظة اللاذقية، شمال غرب سورية، وذلك بعد معارك واشتباكات بين الطرفين دامت أسبوعين، أدت إلى مقتل وجرح نحو 35 عنصراً من الجماعة ومقاتلي الهيئة، بالإضافة إلى تمكن الهيئة من إبعاد جماعة "جنود الشام" التي يقودها مسلم الشيشاني عن المنطقة وزجها على خطوط التماس بريف حلب الغربي، من خلال اتفاق أُبرم بين قادة عسكريين من الهيئة مع قائد الجماعة.
وكانت جماعة "أنصار الإسلام"، بالإضافة إلى جماعة "شام الإسلام" التي تتمركز في جبل التركمان شمال شرق اللاذقية، والتي تضم نحو 400 مقاتل بينهم 150 مقاتلاً وقيادياً (مغربي الجنسية)، بالإضافة لـ 50 مقاتلاً (سوادني الجنسية)، والبقية من العناصر السوريين، قد أبرموا اتفاقاً سابقاً مع هيئة تحرير الشام بعدم الانجرار وراء التنظيمات الإسلامية المتشددة مثل تنظيم "حراس الدين" المتشدد، لا سيما أن الجماعتين لم تتدخلا أبداً في اقتتال الهيئة مع التنظيم ضمن منطقة إدلب، في حين أكد الباحث عباس شريفة، العامل في مركز "مشارق ومغارب"، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد، أن "الجماعتين مرتبطتان بهيئة تحرير الشام، وتعملان تحت إمرة الهيئة، ومن المستبعد أن تتعاطى الهيئة مع هاتين الجماعتين بما أنهما تحت إمرتها".
وانضمت جماعة "أنصار الإسلام" ضمن غرفة عمليات "وحرّض المؤمنين" التي شُكلت في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018، إلى جانب تنظيم "حراس الدين"، وجماعة "أنصار التوحيد"، العاملة في منطقة إدلب، و "جبهة أنصار الدين" العاملة بريف حلب الغربي،
وحينها أعلنت الغرفة رفضها اتفاق "سوتشي" الموقّع بين تركيا وروسيا، في سبتمبر/ أيلول عام 2018، بخصوص إنشاء منطقة منزوعة السلاح المعروف باتفاق منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).