- تسببت الحادثة في توترات واحتجاجات من الأهالي وفصائل فلسطينية، مع تدخل الأمن لتفريق الجمع ومصادرة كاميرات المراقبة، وتبرير الأمن تواجدهم للحفاظ على الأمن.
- أثار مقتل أبو الفول احتجاجات وتنديد من كتيبة طولكرم وحركتي حماس وجهاد الإسلامي، معتبرين الحادث اغتيالاً، وأعلنت الأجهزة الأمنية أن القضية قيد التحقيق.
كشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" ملابسات مقتل الشاب أحمد أبو الفول، وهو أحد عناصر كتيبة طولكرم في "سرايا القدس" (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي)، الذي أطلقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الليلة الماضية عليه النار خلال قيادته مركبته في منطقة دوار السلام وسط مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، وملاحقتها له.
وبحسب المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، فإن المقاوم أبو الفول كان يتنقل بمركبته خارجًا من مخيم طولكرم باتجاه منطقة دوار السلام جنوب، ولم يكن مسلحا، وعند رؤيته وجود دوريات وحواجز للأجهزة الأمنية على الطريق، غيّر مساره، إلا أن مركبتين مدنيتين لاحقتاه حتى وصل إلى طريق فرعي ضيق وأطلقت أكثر من عشر رصاصات بشكل مباشر عليه. وهذا هو المقاوم الثاني من عناصر كتيبة طولكرم الذي تقتله السلطة الفلسطينية في غضون شهر، حيث قتل المقاوم معتصم العارف على أيدي الأمن الفلسطيني في 2 إبريل/ نيسان الماضي، وهو ما أثار احتجاجات حينها.
وفي أعقاب الحادثة، تجمّع أهالي المنطقة بجانب المركبة التي أطلق عليها النار، لكن سرعان ما انتشرت الأجهزة الأمنية التي فرّقت تجمّعات الناس وأطلقت النار في الهواء. وقالت مصادر "العربي الجديد": "صادرت قوات الأمن كاميرات المراقبة من العمارات السكنية والمحلّات المحاذية لموقع الحادثة، وتم نقل جثمان الشاب أبو الفول بمركبات مدنية إلى مستشفى رفيديا في نابلس، حيث كانت إصابته حينها حرجة".
وتقول الأجهزة الأمنية الفلسطينية إنها تتمركز في المنطقة الغربية بشكل مستمر منذ فترة، بحجّة وجود أشخاص لا تعرف هويتهم يلجؤون لأحد المنازل المحاذية لمنطقة دوار السلام، ويتم فيها تصنيع عبوات متفجرة، وفق المصادر ذاتها التي أشارت إلى أن المنطقة تبعد عن مخيم طولكرم الذي خرج منه أبو الفول مسافة تقدر بكيلومتر واحد. وتابعت المصادر: "اندلعت اشتباكات عنيفة بين أفراد الكتيبة المسلحين وبين الأجهزة الأمنية، حيث لم تشهد طولكرم اشتباكاً مسلحاً كما جرى ليلة أمس، حيث ألقيت عشرات العبوات المتفجرة صوب مقر المقاطعة (مقر الأجهزة الأمنية الفلسطينية)".
وأحمد أبو الفول (30 عاماً) من سكّان مخيم طولكرم وأحد عناصر كتيبة المخيم، وهو معتقل سياسي سابق لدى الأجهزة الأمنية، ومن أبرز المطاردين لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي حاولت اغتياله في آخر اقتحاماتها لمخيم نور شمس، حيث كان ينشط بالعمل المقاوم مع كتيبة طولكرم في مخيمي نور شمس وطولكرم.
وإثر الحادثة، أصدر الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية طلال دويكات بيانًا جاء فيه: "في سياق العمل المعتاد والمنوط بأجهزة الأمن الفلسطينية لحماية أمن المواطنين وأثناء وجود دورية من قوات الأمن على دوار السلام في مدينة طولكرم قام أحد الأشخاص باستهداف أفراد الدورية بإطلاق النار المباشر عليهم، وفي إطار التعليمات المستدامة لقوى الأمن لدرء المخاطر والتدرج باستخدام القوة بما يتناسب مع حجم الخطر الذي تتعرض له قوى الأمن قام الأفراد بالرد على مصدر إطلاق النار والذي أدى لإصابة مطلق النار عليهم وتم نقله لمستشفى رفيديا للعلاج".
وتواصل "العربي الجديد" مع نائب محافظ طولكرم، فيصل سلامة، الذي قال بخصوص مقتل أبو الفول: "ربما حصل تسرع في إطلاق النار خلال إنفاذ القانون بعد عدم استجابة الشاب المقتول لأوامر الأجهزة الأمنية، والقضية قيد التحقيق، والتواصل جارٍ مع أهله لرأب الصدع". وبينما لم يقدم سلامة تفاصيل وافية عن الحادث، أشار إلى أنه سيتم تسليم جثمان أبو الفول إلى أهله اليوم بعدما تم التشريح.
وفي بيان عسكري مقتضب، اتهمت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، أجهزة أمن السلطة باغتيال المقاوم المطارد أحمد أبو الفول. وجاء في بيانها: "هذه الجريمة تمامًا مثل أي عملية اغتيال من قبل الوحدات الخاصة الإسرائيلية، وإجهاض كُل عمل أو مشروع جهادي في الضفة الغربية". كما نددت حركتا حماس وجهاد الإسلامي بقتل أجهزة الأمن الفلسطينية المقاتل في كتيبة طولكرم أحمد أبو الفول. وبمقتل أبو الفول، بات عدد من قتلتهم الأجهزة الأمنية في ظروف مختلفة إما على خلفية عملهم المقاوم أو خلال احتجاجات نصرة لغزة، ثمانية فلسطينيين، وذلك منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.