هكذا تجنّد روسيا مقاتلين سوريين لإرسالهم إلى أوكرانيا: خريطة المناطق والتجهيزات اللوجستية
تتوالى المعلومات عن تحضيرات تجرى في عدد من المناطق السورية لتجنيد مقاتلين بهدف إرسالهم للقتال إلى جانب روسيا في غزوها لأوكرانيا. وتشير معطيات عدة إلى نشاط تقوم به موسكو في أكثر من منطقة سورية لتجنيد مقاتلين سوريين للقتال إلى جانب قواتها، في العملية العسكرية التي بدأتها موسكو في 24 من الشهر الماضي، ودخلت السبت يومها السابع عشر، فيما أصبحت القوات الروسية على مشارف العاصمة كييف.
ووفق ناشطين وشبكات محلية، فإن عمليات التجنيد تتم عبر المندوبين المرتبطين بروسيا، والعاملين على تجنيد المرتزقة سابقاً للقتال في ليبيا وفنزويلا، الذين بدأوا بتجهيز قوائم بأسماء الراغبين في القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، مستهدفين مدن الساحل السوري، وجنوب سورية، إضافة إلى عناصر التسويات في ريف دمشق.
وفي هذا السياق، نقل "تجمّع أحرار حوران" عن مصدر في فصيل اللواء الثامن المدعوم من روسيا قوله إن روسيا طلبت من الفيلق الخامس التابع للنظام السوري إرسال بعض من قواته إلى روسيا، كما طلبت ذلك من قوات "النمر" التابعة للفرقة 25 ومليشيا الدفاع الوطني في بعض مناطق ريف حماة، مشيراً إلى أن الضباط الروس اشترطوا أن يكون المتطوع مقاتلاً سابقاً في سورية، تحت إمرة ضابط روسي حصراً.
وأوضح المصدر أن اللواء الثامن "لم يعد على قيود الفيلق الخامس منذ التسويات الأخيرة التي شهدتها محافظة درعا في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي"، مشيراً إلى أن التبعية الإدارية أصبحت لصالح شعبة المخابرات العسكرية 265 في محافظة السويداء، وبالتالي فإن اللواء لا يتلقى أية أموال من الجانب الروسي، بل يتلقى معظم عناصره رواتب شهرية من شعبة المخابرات العسكرية".
التعبئة في ريف حمص
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن القوات الروسية طلبت من الفيلق الخامس التابع لها الاستعداد لاستقبال منتسبين جدد إلى الفيلق في مطار تدمر العسكري، بهدف إرسالهم إلى روسيا وزجهم في حرب أوكرانيا، إذ تسعى روسيا إلى ذلك عبر تقديم إغراءات مالية وحصص غذائية لعائلات المقاتلين. وأوضحت أن العملية تستهدف الشبان في تدمر والسخنة وخربة التياس والقريتين وعدة قرى وبلدات أخرى في ريف حمص الشرقي.
جنوبي دمشق
كذلك بدأت القوات الروسية قبل أيام بتنظيم قوائم بأسماء المتطوعين من أبناء بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوبي دمشق الراغبين في القتال إلى جانب القوات الروسية، تمهيداً لنقلهم إلى أوكرانيا، وفق موقع "صوت العاصمة" المحلي.
وأضاف الموقع أن عملية تنظيم القوائم تجرى بإشراف المدعو أبو هاني شموط، قائد فصيل "لواء العهدة العمرية" المعارض سابقاً، والمترجم الخاص للروس في المنطقة، والمسؤول عن تجنيد المرتزقة من أبناء المنطقة لصالح القوات الروسية منذ سنوات.
وأوضح أن القوات الروسية تهدف إلى ضم المقاتلين السابقين إلى جانب قواتها في ليبيا والراغبين في تجديد عقودهم القتالية في عملية التجنيد للقتال في أوكرانيا، إلى جانب آخرين من غير المجندين سابقاً، مشيراً إلى أن العملية لا تزال مقتصرة على تنظيم قوائم الأسماء وإرسالها إلى قاعدة حميميم العسكرية لاستصدار موافقات أمنية للمرتزقة المتقدمين بطلبات التجنيد.
وبحسب الموقع، فإن العملية تضمّنت وعوداً بمنح رواتب شهرية تصل إلى 2000 دولار للعنصر الواحد، بحسب المهام والاختصاصات.
شمالي حماة
وفي السياق أيضاً، افتتحت قوات النظام باب التطوع في منطقة شمالي حماة ومنطقة السخنة شرقي حمص لتأسيس تشكيل عسكري جديد.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن عملية التجنيد تحصل من خلال عقود مدنية، لمدة زمنية مفتوحة، وينصّ العقد على العمل لصالح شعبة المخابرات العسكرية فرع 217 والأمن القومي تحت إشراف "حزب الله" اللبناني.
وأضاف المرصد أن المجند يمنح بطاقة صادرة عن مكتب الأمن الوطني خلال 30 يوماً، ويحظى بموجب البطاقة بالحماية الكاملة، إضافة إلى تسوية فورية لأوضاع الفارين من الخدمة الاحتياطية بشكل نظامي، مع تقديم المسكن والمأكل براتب 175 ألفاً شهرياً.
ولم يتضح ما إذا كان هدف هذه الحملة إرسال مقاتلين إلى أوكرانيا أم بهدف ترميم النقص في العنصر البشري لدى قوات النظام ومليشياته عبر إقامة تشكيل عسكري جديد يستطيع تغطية النقص البشري في بعض الجبهات التي تقاتل عليها قوات النظام، في ظل الحديث عن استقدام النظام تعزيزات عسكرية إلى محاور التماس في ريف إدلب ودفعه بتعزيزات مشابهة إلى منطقة البادية.
وفي السياق أيضاً، رجّح مراسل عسكري إسرائيلي أن يكون الجيش الروسي قد شرع في نقل بعض قواته المتمركزة في سورية إلى أوكرانيا.
وعرض إيتي بلومنتال، المراسل العسكري لقناة كان الرسمية، على حسابه في تويتر، مسار طائرة حربية روسية تنتقل من سورية باتجاه أوكرانيا.
وفي وقت سابق، قالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة، التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن روسيا سحبت عدداً من مقاتلي مليشيا "فاغنر" (الروسية)، ومليشيا "صائدو داعش" (الروسية) من سورية، للقتال إلى جانب قواتها في حربها ضد أوكرانيا.
إدانة أميركية
واعتبر أن بوتين أساء التقدير باختياره طريق الحرب على مسار الدبلوماسية، وبدأ ذلك من خلال عدد من المؤشرات، كحاجة الاتحاد الروسي إلى سحب ما يسمّى بالمتطوعين من المسارح الأخرى.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أمس أنه وافق على نقل آلاف "المتطوعين" من منطقة الشرق الأوسط للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن معظم المتقدمين بالطلبات من دول الشرق الأوسط، إذ تجاوز عدد الطلبات 16 ألفاً، بحسب وسائل إعلام روسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي، إن معظم الذين يريدون ويطلبون القتال هم مواطنون سوريون ومن دول الشرق الأوسط.