قالت مصادر برلمانية مطلعة في مصر، إن رئيس حزب "حُماة الوطن" جلال هريدي (فريق سابق في الجيش)، هو من سيرأس الجلسة الإجرائية لمجلس الشيوخ يوم الأحد المقبل، بوصفه أكبر الأعضاء سناً، إذ يبلغ من العمر 91 عاماً، وتليه في السن الفنانة سميرة عبد العزيز (86 عاماً)، وهي الجلسة التي ستشهد انتخاب رئيس المحكمة الدستورية السابق، رئيس حزب "مستقبل وطن" عبد الوهاب عبد الرازق (72 عاماً) رئيساً للمجلس.
ومن المرتقب أن يصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً جمهورياً، خلال ساعات قليلة، يتضمن أسماء 100 عضو معين في مجلس الشيوخ، وهو ما يعادل ثلث عدد أعضاء المجلس بموجب الدستور، والذي سيشمل مجموعة من رؤساء الأحزاب الموالية، مثل رئيس حزب "الوفد" بهاء أبو شقة، ورئيس حزب "التجمع" سيد عبد العال، ورئيس حزب "الشعب الجمهوري" حازم عمر، ورئيس حزب "المؤتمر" عمر صميدة، ورئيس حزب "مصر الحديثة" نبيل دعبس، ورئيس حزب "إرادة جيل" تيسير مطر.
وأضافت المصادر في حديث خاص، أن انتخاب عبد الرازق في منصب رئيس مجلس الشيوخ جاء بتعليمات رئاسية، بعد فرضه في منصب رئيس حزب "مستقبل وطن" قبل عامين من دون انتخاب، بالمخالفة للائحة الحزب، وهو الذي يُنظر إليه على أنه "حزب الدولة"، لا سيما بعد انضمام العشرات من رجال الأعمال البارزين إليه، فضلاً عن قيادات في "الحزب الوطني" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك، بهدف الاستحواذ على الأغلبية الكاسحة من مقاعد البرلمان بغرفتيه.
وتابعت أن قائمة التعيينات في مجلس الشيوخ ستشمل وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية السابق مفيد شهاب، ونائب رئيس حزب "النور" السلفي أشرف ثابت، بغرض تمثيل تيار الإسلام السياسي ولو بمقعد واحد، بعد أن خرج الحزب "صفر اليدين" في انتخابات المجلس، فضلاً عن أربعة من أعضاء "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" الخاضغة لإشراف جهاز المخابرات العامة، وهم: "سها سعيد، وأكمل سامي نجاتي، ومحمد فريد، وعلاء مصطفى".
وحسب المصادر نفسها، تسود حالة من الغضب داخل بعض الأحزاب التي تجاهل السيسي تعيين ممثلين عنها في مجلس الشيوخ، ومنها أحزاب الغد، والعدل، والمحافظين، والسلام الديمقراطي، والأحرار، على الرغم من كونها من "أحزاب الموالاة"، مشيرة إلى أن تلك الأحزاب بدأت في تحركات غير مُعلنة للتحريض ضد حزب "مستقبل وطن" بوصفه المهيمن على المشهد السياسي، والساعي حالياً إلى السيطرة على الغرفة الأولى للبرلمان (مجلس النواب)، في الانتخابات المقرر إجراؤها نهاية الشهر الجاري.
أما أبرز الأسماء في تعيينات مجلس الشيوخ فتمثلت في كل من: رئيس مجلس إدارة صحيفة "المصري اليوم" الكاتب الصحافي عبد المنعم سعيد، ورئيس تحرير صحيفة "الوطن" محمود مسلم، ورئيس تحرير صحيفة "الشروق" عماد الدين حسين، والسكرتير العام لنقابة الصحافيين محمد شبانة، ونقيب الإعلاميين طارق سعدة، ونقيب المعلمين خلف الزناتي، ووزير التربية والتعليم السابق محب الرافعي، وابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هدى عبد الناصر، ونقيب المحامين السابق سامح عاشور، والفنان يحيى الفخراني.
ونص قانون مجلس الشيوخ في مصر على أن "يُعين رئيس الجمهورية ثلث أعضاء المجلس، بعد إعلان نتيجة الانتخاب، وقبل بداية دور الانعقاد، مع مراعاة الضوابط الآتية: أن تتوافر في من يُعين الشروط ذاتها اللازمة للترشح لعضوية المجلس، وأن لا يُعين عدد من الأشخاص ذوي الانتماء الحزبي الواحد، ما يؤدي إلى تغيير الأكثرية النيابية في المجلس، وأن تُخصص 10% من المقاعد على الأقل للمرأة".