قالت مصادر خاصة لـ "العربي الجديد" إن خلايا تابعة لتنظيم "داعش" هاجمت بسيارة مفخخة حاجزاً أمنياً تابعاً لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على بوابة سجن الصناعة (الذي يضم عناصر محتجزين من التنظيم) ضمن مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، وتواردت أنباء عن نجاح 20 سجيناً بالهروب، فيما قصفت قوات النظام والميليشيات المرتبطة بروسيا، نقطة عسكرية تابعة للقوات التركية جنوب محافظة إدلب.
وأكدت المصادر أن "خلايا التنظيم استهدفت بسيارة مفخخة حاجزاً أمنياً تابعاً لقسد يقع في محيط سجن الصناعة ضمن حي غويران ضمن مدينة الحسكة، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى في صفوف قسد".
وأضافت المصادر أن "خلايا التنظيم هاجمت بالأسلحة الفردية عقب تفجير السيارة المفخخة، نقاط الحرس ضمن السجن وعلى أطرافه، ما أدى لإصابة عنصرين يتبعان لقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، في ظل استمرار الاشتباكات حتى إعداد هذا الخبر، مع تصاعد لأعمدة الدخان في كافة أرجاء المنطقة".
وأشارت المصادر إلى أن "محتجزي التنظيم المتواجدين داخل السجن نفذوا استعصاء مع بدء الهجوم، وسط توارد أنباء عن هروب 20 محتجزاً من معتقلي التنظيم من داخل السجن وسط الاشتباكات وحالة التخبط في صفوف عناصر قسد".
ونوهت المصادر إلى أن "قسد دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى محيط السجن ضمت عربات مصفحة ورشاشات متوسطة، وأغلقت كافة الطرق المؤدية إلى السجن، وسط تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي المروحية في سماء المنطقة، وإلقاء عشرات القنابل المضيئة".
من جهته، قال المكتب الإعلامي لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في بيانٍ توضيحي حول حادثة هجوم التنظيم، إن "قواتنا والأجهزة الأمنية المختصة تتعامل مع استعصاء جديد ومحاولة فرار نفذها ارهابيو (داعش) المعتقلون في سجن غويران بالحسكة، بالتزامن مع تفجير سيارة مفخخة من قبل خلايا التنظيم الإرهابي بالقرب من مؤسسة (السادكوب) لتخزين وتوزيع المواد البترولية والقريبة من السجن".
وأكد المكتب الإعلامي أنه "عقب ذلك، حدثت اشتباكات بين قوى الأمن الداخلي (الأسايش) مع عناصر لخلايا التنظيم الإرهابي، الذين تسللوا من الأحياء المجاورة"، دون ذكر تفاصيل أخرى حول الحادثة.
في سياق منفصل، أُصيب خمسة عناصر تابعون لـ"الجبهة الوطنية للتحرير"، إحدى مكونات "الجيش الوطني السوري" المعارض، مساء الخميس، إثر قصف مدفعي لقوات النظام والميليشيات المرتبطة بروسيا، استهدف نقطة المراقبة التركية في محيط بلدة كنصفرة ضمن منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، شمال غربي سورية.
وقالت مصادر عسكرية عاملة ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مدفعية الميليشيات المرتبطة بروسيا المتمركزة في بلدة بسقلا القريبة من مدينة كفرنبل، استهدفت بأربع قذائف مدفعية، نقطة المراقبة التابعة للجيش التركي، والمنتشرة على تل بدران المحاذي لبلدة كنصفرة ضمن منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب"، مؤكداً أن "القصف تسبب بإصابة خمسة عناصر تابعين للجبهة الوطنية للتحرير المرافقين للقوات التركية، بالإضافة لأضرار مادية جسيمة لحقت بساتر النقطة".
وأشارت المصادر إلى أن "النقاط العسكرية التركية المتمركزة في جبل الزاوية ردت على مصادر النيران، واستهدفت أكثر من خمسة مواقع لقوات النظام والميليشيات المرتبطة بروسيا تنتشر ضمن مقرات ومعسكرات محيطة بمدينة كفرنبل جنوب محافظة إدلب، دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر جراء الاستهدافات".
وكانت قوات النظام المتمركزة في مدينة كفرنبل، قد استهدفت بقذيفة مدفعية الأحد الفائت، النقطة العسكرية التابعة للقوات التركية المتمركزة على أطراف بلدة كنصفرة ضمن منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، حيث أن القذيفة سقطت داخل النقطة وأحدثت أضراراً مادية في الساتر الترابي، دون وقوع إصابات بشرية في صفوف عناصر الجيش التركي.
بدوره، قال العقيد مصطفى بكور، المتحدث الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يخفى على أحد أنه في الأشهر الأخيرة طفت على السطح خلافات عميقة بين روسيا وتركيا، وظهر هذا جلياً في جولة (أستانة) الأخيرة، وبعدها النشاط التركي في إطار حلف الناتو لدعم الموقف الأوكراني وتصدير طائرات البيرقدار التركية لأوكرانيا، وتصريحات الرئيس التركي مؤخراً عن نظام الأسد"، مُشيراً إلى أنه "اعتدنا على تبادل الرسائل والاستفزازات بين الطرفين من خلال قيام كل طرف بقصف حليف الطرف الآخر"، معتقداً أن "قصف النقطة التركية اليوم يأتي في هذا الإطار".
وأضاف بكور: "نعم روسيا ونظام الأسد استطاعوا الالتفاف على مسار جنيف والقرار 2254 من خلال مسار أستانة"، مؤكداً أن "فشل اللجنة الدستورية في تحقيق أي تقدم واعتراف الأمم المتحدة بمسؤولية وفد النظام عن الفشل وتأكيد الولايات المتحدة الأميركية مجدداً على أن الحل الوحيد في سورية يمر عبر مسار جنيف والقرار 2254 وانشغال روسيا بالوضع في أوكرانيا والوضع الاقتصادي والأمني السيئ في مناطق سيطرة الأسد والاستهداف الإسرائيلي مؤخراً لميناء اللاذقية، جعلت روسيا والنظام يحشرون في زاوية ضيقة".
وأوضح أن "النظام وروسيا يحاولون بعثرة الأوراق لخلق بلبلة في المنطقة ومحاولة جني مكاسب، لكنني لا أُرجح بأنهم سيقومون بأي عمل عسكري على الأرض خلال الأشهر الستة القادمة".
(لمتابعة آخر التطورات الخبرية على الشاشة، شاهد العربي أخبار)