أكد مصدر مطلع في الأمم المتحدة لـ "العربي الجديد" في نيويورك، أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، سيتحدث في كلمته الموجهة لقادة الدول أمام الجمعية العامة، صباح اليوم الثلاثاء بتوقيت نيويورك، عن انقسام غير مسبوق وأزمات سياسية وتحديات لم يشهد العالم مثلها منذ تأسيس الأمم المتحدة. وسيحذر غوتيريس "من وقوف العالم على حافة الهاوية والسير في الاتجاه الخطأ".
ووصف المصدر كلمة غوتيريس، بأنها ذات نبرة جديدة من جهة صراحتها ولغتها الحاسمة لقادة الدول، إذا ما قورنت بالسنوات الماضية التي كان فيها أكثر حذراً. وتأتي إحاطته بمناسبة افتتاح أعمال الجمعية العامة رفيعة المستوى في نيويورك.
وسيركّز غوتيريس على عدد من المحاور، من ضمنها المناخ وكورونا والصراعات وانعدام التضامن الدولي على المستوى المطلوب، وزيادة الفروقات بين الأغنياء والفقراء على المستويين الوطني والدولي، وغياب المساعدات اللازمة أو الكافية، وزيادة بؤر النزاعات، كما عجز النظام الدولي القائم في الحيلولة دون وقوعها أو فضها. وسيذكر مناطق مثل أفغانستان واليمن وسورية وليبيا وفلسطين وأثيوبيا وميانمار، من دون أن يتوقف طويلاً عند أي منها. وسيتحدث عن استغلال عدد من قادة العالم لجائحة كورونا لتضييق قبضتهم وحكمهم.
وفي حديثه عن التوزيع غير العادل للموارد، سيتطرق للموارد الاقتصادية ووجود أشخاص يملكون المليارات، في حين هناك الملايين من البشر الذين لا يعرفون كيف يؤمنون وجبتهم القادمة. وسيشير في هذا السياق إلى نقص في التضامن على مستوى التطعيم ضد فيروس كورونا، حيث طعّمت الدول الصناعية أغلب سكانها، في حين أنّ أغلب سكان القارة الأفريقية مثلاً بدون تطعيم، وهو ما يتوقع أن يشير إليه غوتيريس. وقد يتطرق لهدر اللقاح ورميه في القمامة في بعض الدول لانتهاء صلاحيته، في حين يحرم الملايين من الناس حول العالم منه. ومن المتوقع في هذا السياق أن يحث القادة على وضع هدف تطعيم 70% من سكان العالم بحلول منتصف العام المقبل.
ويتوقع أن يركز الأمين العام للأمم المتحدة على تعرية أزمة كورونا للفروقات الاقتصادية، واستغلال قادة بعض الدول لحالات الطوارئ لإحكام قبضتها وزج معارضيها في السجون، ناهيك عن الانقلابات العسكرية وعدم الثقة ليس بين الدول فحسب، بل بين الحكومات والمواطنين.
وسيقف مطولاً عند المناخ والخطوات التي يجب اتخاذها لإحراز تقدم ملموس، وعدم فشل "كوب 26" الذي سيعقد في إسكتلندا بعد ستة أسابيع. كما سيتحدث عن الانبعاثات الغازية، وضرورة خفضها بنسبة 45% بحلول 2030. كما سيتطرق لفجوة التمويل للدول النامية والفقيرة التي تحتاج لدعم بقرابة مئة مليار سنويا لمواجهة تبعات التغيير المناخي.
وسيتطرق غوتيريس إلى عدم الثقة الذي يشعر به الكثيرون حول العالم، ويعزو ذلك لأسباب عديدة، منها الاضطهاد والفساد واللامساواة. ومن المتوقع أن يكون خطابه أكثر حسماً، بحيث يتحدث بصراحة عن الوعود التي قطعتها الدول، حول المناخ مثلاً ولم تنفذها. كما من المتوقع أن يتطرق إلى قضية الفجوة الرقمية والفجوة الجندرية والفجوة بين الأجيال.
ويرجح أن يختم إحاطته أمام قادة العالم بحثهم بالقول إنّ "التغيير ما زال ممكناً، لكن الوقت ينفد"، وأنه لم يعد هناك متسع منه لتنفيذ التغييرات إن لم تتخذ الدول خطوات فعالة وجدية وتلتزم بعهودها، على عكس تلك السابقة التي لم تحققها.