هدوء مستمرّ على جبهة لبنان الجنوبية مع تسجيل خرق محدود

28 نوفمبر 2023
سُجلت خروقات محدودة جنوبيّ لبنان منذ بدء هدنة غزة (جلاء مرعي/فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال الهدنة المؤقتة في قطاع غزة تنسحب على الجبهة الجنوبية في لبنان منذ صباح الجمعة الماضي، مع تسجيل بعض الخروقات التي تبقى في إطارها المضبوط، منها إطلاق الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، قذيفة مدفعية سقطت على أطراف بلدة عيتا الشعب، وذلك بحسب ما ذكرته وسائل إعلام تابعة لـ"حزب الله"، ووكالة الأنباء الرسمية في البلاد "الوطنية للإعلام".

وقال مصدرٌ مسؤولٌ في بلدية عيتا الشعب لـ"العربي الجديد": "لم نتمكّن بعد من تأكيد سقوط قذيفة على أطراف البلدة، لكن سُمع في ساعات الصباح صوت قويّ جداً أشبه بدويّ انفجار، في مكان بعيدٍ من الأحياء".

ولفت المصدر نفسه إلى أنّ "الهدوء يسيطر على مختلف القرى الحدودية، ويوجد مواطنون فضّلوا البقاء في منازلهم فور سماعهم خبر تمديد الهدنة المؤقتة في غزة، لمدة يومين إضافيين".

كذلك، أشار إلى أنّ "الحركة تبقى خجولة في البلدات، وهناك بعض الأسواق غير المتضرّرة فتحت أبوابها، ويجول المزارعون ويتفقدون أراضيهم، ويحاولون قطاف الزيتون لمحاولة إنقاذ الموسم، لكن عدا ذلك، فإنّ الترقب سيّد المشهد، والجميع يتردّد في القيام بأي إصلاحات وأعمال صيانة للأضرار قبل استقرار الوضع نهائياً".

وفي وقت قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق "رويترز": "لا علم (للجيش) حالياً بمثل هذا الحادث"، أكد مصدرٌ في قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) لـ"العربي الجديد"، أنه "يجري التحقق من حصول خرقٍ أمنيٍّ في فترة الهدوء التي تعيشها القرى الجنوبية، صباح اليوم الثلاثاء، واليونيفيل تذكّر الأطراف بضرورة التزام وقف إطلاق النار على طول الحدود".

في السياق، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء، مع رئيس هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (الأنتسو) باتريك جوشا على رأس وفدٍ، حيث جرى عرض لمختلف مهام الهيئة المتمثلة في مراقبة وقف إطلاق النار، والإشراف على اتفاقيات الهدنة، ومساعدة عمليات حفظ السلام الأخرى التابعة للأمم المتحدة في المنطقة لتنفيذ مهمتها.

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لميقاتي، إنّ "جوشا نوّه خلال الاجتماع بالدور الذي تقوم به الحكومة اللبنانية لتنفيذ القرار الدولي رقم 1701 الصادر عام 2006، وضرورة العمل على تنفيذه من قبل كل الأطراف".

وسُجلت منذ بدء سريان الهدنة في غزة بين حركة "حماس" وإسرائيل، التي لم تشمل لبنان رسمياً، خروقات محدودة لوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، أبرزها يوم السبت الماضي، مع إعلان جيش الاحتلال أنه اعترض ما سمّاه "هدفاً جوياً مشبوهاً" جاء من لبنان، كما إعلانه أنه أسقط صاروخاً أطلق من لبنان، على طائرة إسرائيلية دون طيار.

كذلك، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، النار باتجاه سيارة مدنية لبنانية قرب الحدود جنوبي لبنان، من دون وقوع إصابات.

وأعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، السبت، أن "دورية تابعة لليونيفيل تعرّضت لنيران قوات الجيش الإسرائيلي في محيط عيترون، في جنوب لبنان، ولم يصب أي من حفظة السلام، ولكن تضررت سيارتهم"، مشيراً إلى أن "هذا الحادث وقع خلال فترة من الهدوء النسبي على طول الخط الأزرق".

في سياق المواقف السياسية التي تدور ضمن فلك "حزب الله"، قال وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية إن لبنان يرفض العدوان الإسرائيلي وانتهاكاته لبرّه وبحره وسمائه، وهو مصمّمٌ على مواجهتها، وذلك استناداً إلى مواثيق الأمم المتحدة ومعها الدستور اللبناني الذي يرفض كل ذلك.

وتواصل أوساط "حزب الله" السياسية تأكيد التزام اتفاق الهدنة، وانسحابه على الجبهة الجنوبية بعدما أصبحت بمثابة جبهة واحدة مساندة لغزة، وتكرّر في كلّ مناسبة التذكير بجهوزيتها للردّ على أي اعتداء إسرائيلي يطاول القرى الحدودية.

حزب الله يحصي أضرار معركة الجنوب: الحكومة معنية بالتعويضات

إلى ذلك، بحث ميقاتي اليوم الثلاثاء، مع عضو كتلة "حزب الله" البرلمانية "الوفاء للمقاومة"، النائب حسن فضل الله، في النتائج المترتبة على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية، خصوصاً الحدودية، وما خلّفته من أضرار في الممتلكات.

وقال فضل الله: "صحيح أننا في حزب الله بدأنا بدفع التعويضات وقمنا بالإحصاءات على المستوى الجنوبي، وبمسح هذه الأضرار، ولكن هذا لا يعني أنّ الحكومة غير معنيّة، بل هي معنيّة، وكان ميقاتي متجاوباً بشكل كبير وأكد تحمّل المسؤولية".

وعلى صعيد الأضرار، قال فضل الله: "في موضوع البيوت التي هُدِّمت بشكل كلّي، نحن أنجزنا إحصاء لهذه البيوت وعددها 37 مبنى، وهنالك 11 مبنى تعرّضت للحريق الكلي، وتقوم الفرق الهندسية بالكشف عليها لمعرفة مدى إمكانية بقائها أو هدمها".

وأضاف: "ميقاتي التزم بأن تتولّى الحكومة دفع التعويضات الكاملة لأصحاب هذه المباني لإعادة إعمارها وفق الأسعار التي ستحدّد على ضوء تقييم لمجلس الجنوب لتكلفة هذه البيوت، واتفقنا على أنّ هذا الموضوع أصبح منتهياً لدى رئيس الحكومة، أي تأمين المبلغ اللازم لهذه المنازل المهدَّمة".

وتابع فضل الله: "على صعيد الترميم، هناك في إحصائنا حتى الآن نحو 1500 منزل متضرر من الناقورة إلى شبعا وكفرشوبا، من زجاج مكسور إلى أضرار جسيمة في المباني، وأيضاً التزم رئيس الحكومة معنا بالعمل على دفع التعويضات لإعادة الترميم".

وأشار النائب عن "حزب الله" إلى أن هناك ملفين أيضاً، "السيارات التي تضرّرت أو احترقت أو دُمّرت، وملف المزروعات المثمرة ومنها حقول الزيتون، وستتم متابعة هذا الملف، والحكومة ستلتزم بدفع تعويضات".

كذلك لفت فضل الله إلى أن هناك موضوعاً يتعلّق كذلك بالمخصّصات لعوائل الشهداء، معلناً أن هذه الأمور ستُنجَز بانتظار لائحة سيقدّمها مجلس الجنوب وفق تسعيرات جديدة وآليات محددة، مؤكداً أن الحكومة مسؤولة وتتحمّل كل المسؤوليات، و"ما يهمّنا أن يعوّض على المتضرر الذي دفع ثمناً كبيراً في مواجهة العدو الإسرائيلي"، معتبراً أن التعويض هو شيءٌ بسيطٌ أمام التضحيات.

المساهمون