اضطر النظام السوري إلى وقف حملته العسكرية على درعا البلد، جنوبي سورية، بعد يوم عاصف عاشته المحافظة، بدأ بمحاولة قوات النظام اقتحام درعا البلد المحاصرة، وانتهى بطرد قوات النظام خارج الكثير من بلدات وقرى المحافظة بعدما انتفض أبناؤها.
وذكر عضو لجنة التفاوض المركزية في درعا البلد عدنان المسالمة، لـ"العربي الجديد"، أن الاجتماع التشاوري الذي جمع اللجان المركزية في درعا البلد وبصرى الشام وطفس ومناطق أخرى، الليلة الماضية، توافق على رفض وجود أي حواجز للنظام داخل الأحياء وضرورة انسحاب قوات النظام من محيط المدن قبل الخوض بأي تفاوض.
وأوضح أنه جرى الاتفاق على تشكيل لجنة مفاوضات موحدة عن كامل المحافظة، وإزالة جميع الحواجز العسكرية في المنطقة وضرورة انسحاب قوات النظام من مواقعها على تخوم القرى والبلدات.
ووفق مصدر مطلع، فقد تم التوافق على هامش الاجتماع على تشكيل لجنه مؤلفة من 10 أشخاص يمثلون جميع قرى وبلدات المحافظة للتفاوض مع قوات النظام وروسيا، بحضور اللواء الثامن المتمركز في ريف درعا الشرقي، والمدعوم من روسيا، لكن عناصره جميعا من أبناء المحافظة.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أنه جرى بعد ذلك تواصل مع اللجنة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام في الملعب البلدي بالمحافظة، والحصول على موافقة "مبدئية" منها على وقف أي أعمال عسكرية على حي درعا البلد، مشيرا إلى أن اللجنة الأمنية أمهلت المفاوضين حتى يوم السبت المقبل لتنفيذ عدد من المطالب، مثل ترحيل بعض المطلوبين إلى الشمال السوري.
وتزامنا مع الاجتماع في الملعب البلدي، أخلت قوات النظام بعض الحواجز، حيث انسحب حاجز المخابرات الجوية المتمركز بين بلدتي بصر الحرير- ناحته، وكذلك حاجز أمن الدولة الثاني في بلدة البوير في منطقة اللجاة في ريف درعا.
وكانت محافظة درعا قد شهدت يوم أمس تطورات متسارعة، بدأت صباحا مع محاولة قوات النظام التقدم نحو درعا البلد، ما تسبب في انتفاضة عارمة شهدتها المحافظة ضد قوات النظام انتهت بالسيطرة على أكثر من 13 حاجزا لقوات النظام وأسر العشرات من عناصره، ومقتل آخرين، فيما قتل 17 مدنيا جراء قصف قوات النظام لمناطق مختلفة في المحافظة، بينهم عائلة كاملة من 6 أشخاص.
وأبرز التطورات التي شهدتها المحافظة مساء أمس مهاجمة شبان من مدينة الصنمين، شمال درعا، بالأسلحة الرشاشة، عدة مواقع عسكرية للنظام داخل المدينة، أهمها حاجز الجمعية الخيرية، ومساكن الضباط.
كما استهدف شبان في بلدة الحارة بالأسلحة الرشاشة الكتيبة الإلكترونية الواقعة شمال البلدة، إضافة إلى الحاجز الشرقي فيها، تزامن ذلك مع حالة من التوتر الأمني. كما تحدثت أنباء عن سيطرة المسلحين على معسكر زيزون ومعسكر الصاعقة وحاجز الكنسروة بريف درعا الغربي بعد انسحاب عناصر قوات النظام من هذه المواقع.
وخلال نهار أمس، سيطر المسلحون المحليون منذ ساعات الصباح الأولى على حواجز قوات النظام في كل من أم المياذن ونصيب وجمرك نصيب والطيبة وصيدا وكحيل والحراك والمليحة بريف درعا الشرقي، وبالتالي طردت قوات النظام من تلك المناطق، يضاف إليها انسحاب المخابرات الجوية من سهوة وعلما والمسيفرة، أي أن 11 منطقة شرقي درعا باتت خالية من أي وجود لقوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها.
أما في الريف الغربي، فقد تمكن المسلحون المحليون من السيطرة على 6 نقاط وحواجز في تسيل والبكار والشجرة، واستولوا أيضاً على تل السمن قرب مدينة طفس بريف درعا الغربي، وأسروا عدداً من عناصر وضباط النظام، كما هاجموا منطقة الري الواقعة بين اليادودة والمزيريب، ليسفر ذلك عن حالات انشقاق في صفوف عناصر النظام.
وفي شمال غربي درعا، سيطر أبناء مدينة جاسم على حاجزي السريا والقطاعة وأسروا عدداً من عناصر النظام فيها، فيما استمرت الاشتباكات حتى ساعات المساء في محيط المركز الثقافي الذي يتخذه فرع أمن الدولة مقراً له. كما قتل وجرح 10 عناصر على حاجز طريق تل الجابية، غربي مدينة جاسم، نتيجة مهاجمته من قبل مسلحي المنطقة، في حين سيطر أبناء مدينة انخل على حاجز المسلخ، والحاجز الواقع على طريق بلدة سملين، وحاجز آخر يقع غربي بلدة نمر.
وفي منطقة اللجاة، هاجم أبناء المنطقة حاجز قيراطة وقتلوا العديد من العناصر على الحاجز لينسحب في ما بعد من تبقى من عناصر النظام إلى خارج المنطقة.