هجوم على أسطول روسيا في البحر الأسود ومساعدات عسكرية أميركية لكييف

20 اغسطس 2022
وقع الهجوم في سيباستوبول ولم يخلف إصابات (فرانس برس)
+ الخط -

استهدف هجوم بطائرة مسيّرة تم تحميل القوات الأوكرانية مسؤوليته السبت مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود غداة إعلان البنتاغون عن مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 775 مليون دولار تهدف لإحداث تحوّل في سير المعارك.

ووقع الهجوم، اليوم السبت، في سيباستوبول ولم يخلف إصابات، على ما أفاد حاكم المدينة الواقعة في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوزجايف.

وقال رازفوزجايف في رسالة عبر تطبيق تلغرام: "أسقطت الطائرة المسيّرة فوق مقر الأسطول وسقطت على السقف واندلعت منها النيران".

ولم يخلف الحادث "أضرارا بالغة" ولا إصابات، وفق ما أفاد الحاكم محمّلا القوات الأوكرانية مسؤولية العملية.

ويعد الهجوم الثاني الذي يستهدف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في سيباستوبول في غضون أقل من شهر.

ويأتي بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة مخصصة لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار بهدف مساعدة كييف على قلب المعادلة على الأرض واستعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية منذ بدأ الغزو في 24 فبراير/شباط.

وأفاد مسؤول رفيع في البنتاغون الصحافيين بأن المساعدات الجديدة تشمل صواريخ دقيقة وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مسيّرة ومدفعية ومعدات لإزالة الألغام، بما يمكن أن يعزز الهجمات الأوكرانية.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: "ترون نقصا تاما وكاملا في التقدم الروسي في ساحة المعركة".

وتأتي هذه الحزمة الـ19 من المساعدات منذ بدء الحرب في وقت تُظهر المعارك استخدام القوات الأوكرانية لأسلحة دقيقة موجهة زودها بها الحلفاء بهدف تنفيذ ضربات في مواقع بعيدة خلف خطوط العدو، إضافة الى تدميرها عشرات مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة الروسية منذ منتصف يونيو/حزيران.

وتعرض مطار روسي ومنشآت أخرى في عمق شبه جزيرة القرم، أخيراً، لأضرار جسيمة. وهذا الأسبوع انفجر مستودع أسلحة على بعد نحو 50 كيلومتراً داخل مقاطعة بيلغورود الروسية.

وتتضمن حزمة المساعدات الجديدة صواريخ لأنظمة هيمارس التي يستخدمها الأوكرانيون لضرب مستودعات الأسلحة الروسية وصواريخ "هارم" جو-أرض المضادة للرادارات.

كما تشمل أيضاً 15 طائرة استطلاع مسيّرة من طراز "سكاي ايغل" وألف صاروخ جافلين مضاد للدروع و1500 صاروخ تاو ومدفعية جديدة مع ذخيرة.

"تلوّث إشعاعي" 

من جهة أخرى، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، على أن ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثة إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الكبرى في أوروبا.

وحذر بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون من أن "القصف المنهجي لمنطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية يثير مخاطر وقوع كارثة واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي في مناطق شاسعة".

وأكد الرئيسان "أهمية إرسال بعثة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة النووية في أسرع وقت، لتقييم الوضع على الأرض"، وفق ما أكد الكرملين لافتاً إلى أن "الجانب الروسي أكد استعداده لتقديم كل الدعم اللازم لمفتشي الوكالة".

في الوقت نفسه طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس روسيا، أمس الجمعة، خلال زيارة إلى أوكرانيا بعدم قطع محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها في جنوب البلاد، عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، في وقت تتبادل كييف وموسكو التهم بقصف الموقع.

واعتبر غوتيريس، الخميس، خلال زيارة إلى مدينة لفيف في غرب أوكرانيا حيث التقى الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتركي رجب طيب أردوغان أن "إلحاق أي ضرر بمحطة زابوريجيا سيكون بمثابة انتحار"، داعياً مرةً جديدة إلى جعل المحطة التي يحتلّها الجيش الروسي منطقة "منزوعة السلاح".

واعتبر زيلينسكي أن "استعادة الأمن بشكل كامل" في هذا الموقع "يمكن أن يبدأ بعد أن تبدأ البعثة عملها".

وفي رسالته اليومية، مساء الجمعة، قال زيلينسكي إن "هذا الصيف سيسجل في تاريخ العديد من الدول الأوروبية على أنه واحد من الأكثر مأساوية على الإطلاق".

رفع تصنيف أوكرانيا

اقتصادياً، قررت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد أند بورز" رفع درجة التصنيف الائتماني لأوكرانيا، الجمعة، بعدما منحها الدائنون إعفاء لمدة عامين الأسبوع الماضي من تسديد ديونها الخارجية.

وقالت وكالة "إس أند بي غلوبال" (اس اند بي) في بيان إن رفع نقاط الأهلية الائتمانية للديون الخارجية إلى "سي سي سي+" يعكس "التزام الدعم المالي الدولي القوي لأوكرانيا، مصحوبا باحتياطات العملات الأجنبية التي تتضاءل رغم أنها ما زالت مرتفعة نسبيا".

وأضافت: "نتيجة ذلك، تبدو المخاطر قريبة الأجل على وضع الحكومة المرتبط بالسيولة وبشكل أوسع، قدرتها على الإيفاء بديونها التجارية، بما في ذلك بالعملات الأجنبية، قابلة للمعالجة".

لكن "إس أند بي" قالت إن الخطوة التي تعقد قراراً مشابها اتخذته وكالة "فيتش" يأتي بناء على فرضية مواصلة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تمويل كييف في الأشهر المقبلة.

وبإمكان اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن منحها قرضا أن يخفف الضغط على أوكرانيا.

وتتوقع "إس أند بي" أن ينكمش اقتصاد البلاد بنسبة 40 في المائة هذا العام.

(فرانس برس)

المساهمون