نفذت جماعة الحوثيين، خلال عام 2020، عشرات الهجمات الجوية على أهداف ومواقع حساسة في العمق السعودي، طاولت منشآت حيوية واقتصادية وعسكرية، أبرزها منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو النفطية، ومطار أبها الدولي، الهدف الأقرب من الحدود اليمنية.
وخلافاً للأعوام السابقة التي كانت فيها الصواريخ الباليستية هي السلاح الأبرز بالهجمات الجوية، ركّزت جماعة الحوثيين خلال عام 2020 على الطائرات المسيّرة من دون طيار في هجماتها على الأراضي السعودية، فضلاً عن دخول الزوارق المفخخة كسلاح نوعي نفّذ عمليات مباغته في موانئ جازان وجدة.
ولا تكشف السلطات السعودية عن حجم الخسائر التي تتعرض لها جراء الهجمات الجوية المكثفة للحوثيين، وخصوصاً تلك التي تطاول أهدافاً عسكرية، فيما تبادر على الفور للحديث عن تفاصيل الهجمات التي تستهدف منشآت نفطية أو موانئ وسفناً.
وكانت الضربة الصاروخية التي شنها الحوثيون على محطة توزيع أرامكو في جدة، يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بواسطة صاروخ مجنّح من طراز "قدس 2"، هي الأشد تأثيراً، على الرغم من إعلان وزارة الطاقة السعودية احتواء الحريق الذي نشب جراء ما وصفته بالعمل الإرهابي.
واستهلّت جماعة الحوثيين عام 2020 بتنفيذ هجمات مزدوجة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على محطات أرامكو في منطقة جازان، فضلاً عن مطارات أبها وجازان وخميس مشيط، وذلك في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ووفقاً لإحصائية رصدها "العربي الجديد"، بناءً على بيانات رسمية للمتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، نفّذت جماعة الحوثيين، في 21 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية واسعة في العمق السعودي، وذلك بواسطة 12 طائرة مسيّرة من طراز "صمّاد 3" وصاروخين من طراز "قدس" المجنّحة، وصاروخ باليستي بعيد المدى من طراز "ذو الفقار"، استهدفت جميعاً شركة أرامكو وأهدافاً حساسةً في منطقة ينبع.
وكان هجوم ينبع، الذي أقرّت به السعودية، هو الأكبر منذ بدء مشاورات سرية بين الرياض وجماعة الحوثيين، والتي انطلقت عبر ما يسمى بالقناة الخلفية، عقب هجوم مدمر استهدفت منشآت نفطية في بقيق وخريص أواخر سبتمبر/ أيلول من عام 2019.
وتوقفت بعدها الهجمات الحوثية حتى أواخر مارس/ آذار، إذ أعلنت الجماعة شنّ هجمات مزدوجة عبر صواريخ مسيّرة من طراز "ذو الفقار" وعدد من طائرات "صماد 3" على العاصمة السعودية الرياض، بالتزامن مع استهداف منشآت اقتصادية وعسكرية في جازان.
وخلال شهري إبريل/ نيسان ومايو/ أيار، واللذين تزامنا مع الدعوة الأممية لوقف إطلاق النار جراء تفشي فيروس كورونا وإعلان التحالف عن هدنة إنسانية لأكثر من شهر ونصف، توقفت جماعة الحوثيين عن شن هجمات جوية ضد الأراضي السعودية، على الرغم من عدم اعترافها بالهدنة، وذلك جراء انحسار الغارات الجوية للتحالف.
وفي 23 يونيو/ حزيران، استأنفت الجماعة هجماتها الواسعة على الأراضي السعودية، وكانت هذه المرة عبر أكثر من 5 صواريخ بالستية ومجنحة وطائرات مسيّرة بدون طيار، قالت إنها استهدفت مقرات ومراكز عسكرية في الرياض، منها وزارة الدفاع ومقر الاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية، ومواقع عسكرية في جازان ونجران، جنوبي السعودية.
وخلال شهر يوليو/ تموز، شنّت جماعة الحوثيين عمليتين؛ الأولى استهدفت مطار نجران وقاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط وأهدافاً عسكرية عبر سرب من الطائرات المسيّرة طراز قاصف K2، والثانية طاولت أيضاً مطارات أبها وجازان ونجران، إضافة إلى منشأة أرامكو في المنطقة الصناعية بجازان.
وشهد شهر سبتمبر/ أيلول أكثف الهجمات الحوثية على المناطق الجنوبية على وجه التحديد، ومنذ 6 إلى 17 في الشهر ذاته نفذت الجماعة أكثر من خمس هجمات متسلسلة طاولت مطار أبها الدولي على وجه التحديد، بأسراب من الطائرات المسيّرة، وقالت إنها أدت إلى تعطيله عن العمل، فضلاً عن عملية مشتركة بـ 4 طائرات مسيّرة وصاروخ باليستي من طراز "ذو الفقار"، استهدفت ما وصفوه بـ"الهدف المهم" في العاصمة الرياض.
وتوقفت الجماعة عن الإعلان عن أي هجمات جوية بعدها لأكثر من شهر، وخلال أيام 24 وحتى 27 من أكتوبر/ تشرين الأول، كشف الحوثيون عن 6 عمليات هجومية استهدفت مطار أبها أيضاً بشكل رئيسي، ومطار جازان وقاعدة الملك خالد في خميس مشيط، وذلك عبر طائرات مسيّرة من طراز قاصف K2 وصمّاد 3.
وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كانت العملية الهجومية الوحيدة التي أعلنت عنها الجماعة هي التي استهدفت محطة توزيع لشركة أرامكو في جدة بصاروخ مجنح نوع "قدس 2"، زعمت أنه من صناعة محلية ودخل الخدمة أخيراً.
وخلافاً للهجمات المعلنة، لم تكشف الجماعة عن هجمات بحرية، إذ أعلنت السعودية عن اعتراض هجمات عبر زوارق مخففة مسيّرة عن بعد، استهدفت ميناء وناقلة نفط في ميناء جدة يوم 14 ديسمبر/ كانون الأول.
ويتهم التحالف السعودي إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة النوعية من طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة، لكن الجماعة تنفي ذلك وتقول إنها من صناعة محلية.