قدرت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل لم تحقق ربع ما وضعته من أهداف لعدوانها المتواصل على قطاع غزة، رغم مرور ثمانية أسابيع على بدايته.
وفي تقرير نشرته اليوم، وأعده الصحافي المتخصص في الشأن الفلسطيني، شلومو إلدار، أن جيش الاحتلال "لم يحقق حتى ربع أهدافه في الحرب" بعد 57 يوماً من بداية العدوان على القطاع.
واستهجن إلدار الدعوات التي تتعالى في الحلبتين السياسية والجماهيرية الإسرائيلية لمنح جيش الاحتلال الوقت لتحقيق الانتصار، محذراً من أنه في حال استمر العدوان على غزة ثمانية أسابيع إضافية، "فإنه لا أحد من الإسرائيليين سيكون بوسعه السفر إلى الخارج، بعد ثمانية أسابيع إسرائيل ستواجه أزمة اقتصادية ستمضي سنون حتى تتمكن من الإفلات منها".
وواصل إلدار تقريعه المطالبين بمواصلة الحرب قائلاً: "وإن كان هذا لا يكفي، فإن آلاف العائلات الإسرائيلية في جنوب وشمال الدولة لا تقيم في منازلها".
وفيما يتعلق بسيناريو نهاية الحرب، توقع إلدار أن يطالب رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل الأسرى الإسرائيليين لدى حركته، فضلاً عن وقف إطلاق النار بشكل نهائي، ما يعني ضمان بقاء حكم حماس في القطاع، لافتاً إلى أن شروط السنوار ستقلص هامش المناورة لدى إسرائيل التي لا تملك خيارات.
واتهم إلدار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتقديم وعود للجمهور الإسرائيلي يعرف أنها غير قابلة للتحقيق، مشدداً على أنه في أعقاب شهرين على بدء العدوان، فإن حركة حماس تبدو غير مردوعة، وتواصل إطلاق الصواريخ على تل أبيب ومحيطها "لأنها قادرة على ذلك".
واعتبر أن آلية إجراء التفاوض على صفقات التبادل تدلل على أن السنوار لا يتصرف كمن هو تحت الضغط، مشدداً على أن حماس أبعد ما تكون عن الانهيار.
وهاجم إلدار نتنياهو بشدة لأنه استثمر معظم موارد إسرائيل العسكرية والاستخبارية في مواجهة البرنامج النووي الإيراني، وتجاهل التهديد الذي تمثله حركة حماس في قطاع غزة.
في تقرير آخر نشرته الصحيفة اليوم، قال معلقها العسكري عاموس هارئيل إن جيش الاحتلال يلمح بأن العملية البرية في جنوب قطاع غزة تهدف إلى اغتيال السنوار وكبار قادة "كتائب القسام"، الجناح العسكري للحركة، مشيراً إلى أن إسرائيل ترى في اغتيال السنوار إنجازاً "رمزياً وعملياً" على حد السواء. واستدرك أن أحداً ليس بوسعه معرفة كيف سيتمكن جيش الاحتلال من تحقيق هذا الهدف.
وأبرز هارئيل أن إسرائيل ترى في اغتيال السنوار "صورة النصر" التي تبحث عنها، موضحاً أن التجربة دللت على أن إسرائيل عادة ما تقدم "صور نصر رمزية في معارك لم تنته بنصر حقيقي".
ويرى أن توسيع دائرة القصف والتوغل في منطقة خانيونس يهدف أيضاً إلى زيادة الضغوط على قيادة حماس، بهدف دفعها لإبداء مرونة في كل ما يتعلق بقضية الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة.
وذكر أن جيش الاحتلال معني بمواجهة كتائب حماس العسكرية الأربع في منطقة خانيونس، والتي تمثل القوة العسكرية الأهم للحركة في القطاع.
وأبرز أنه على الرغم من أن جيش الاحتلال عمق توغله في قلب قطاع غزة، فإن "كتائب عز الدين القسام" تواصل إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي.
ولفت إلى أن التكتيكات القتالية التي تعتمدها "كتائب عز الدين القسام" في مدينة غزة وشمال القطاع تستند إلى عمليات تنفذها خلايا صغيرة من المقاتلين الذين ينقضون من الأنفاق على القوات المتوغلة من الخلف ومهاجمتها.
وحسب الصحيفة، فإن جيش الاحتلال يعمل حالياً على التصدي لخطر الأنفاق التي يستخدمها مقاتلو "كتائب القسام" في الانتقال من شمال القطاع إلى جنوبه والعكس.
واستدرك هارئيل أن إسرائيل تواجه مأزقاً يتمثل في عشرات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، ما يعني أن تعاظم القصف، واتساع دائرة التوغل البري سيهدد مصيرهم، مشيراً إلى أن هذا الواقع يتزامن مع تعاظم التحركات التي تقوم بها عائلات الأسرى، بهدف الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للعمل على الإفراج عنهم، وعدم تهديد حياتهم عبر عمليات القصف والتوغل.
وحسب هارئيل، فإن عوائل الأسرى لا تقبل مزاعم نتنياهو بأن تعميق العملية البرية في جنوب القطاع سيساعد على إعادة الأسرى. وشدد على أن كل الدلائل تشير إلى أن حركة حماس عازمة على عدم إلقاء سلاحها، على الرغم من تعاظم القصف وتواصل التوغل البري.