"نيويورك تايمز": ضغوط أميركية وأوروبية على إسرائيل لنقل المساعدات إلى غزة عبر ميناء أسدود
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن ستة مسؤولين أميركيين وأوروبيين قولهم إن مسؤولين أميركيين وبريطانيين وأوروبيين يمارسون ضغوطاً على إسرائيل من أجل السماح بنقل المساعدات إلى غزة عبر ميناء أسدود الإسرائيلي، للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية الخطيرة.
وكشف مسؤول أميركي للصحيفة، طلب عدم الكشف عن هويته، عن أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "ضغط" على المسؤولين الإسرائيليين بشأن السماح بإيصال المساعدات إلى غزة عبر ميناء أسدود عندما زار تل أبيب في وقت سابق من هذا الشهر.
وذكرت "نيويورك تايمز"، الأحد، أن إسرائيل سمحت منذ بدء الحرب على غزة بدخول كميات محدودة من المساعدات إلى القطاع عبر نقطتين حدوديتين فقط، واحدة في إسرائيل والأخرى في مصر، لكن عمليات التسليم هذه تعثرت بسبب عمليات التفتيش والصعوبات اللوجستية.
وتتزايد حاجة سكان غزة، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، إلى المزيد من المساعدات الإغاثية وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، جراء الحرب الإسرائيلية التي تعمد إلى التجويع والحرمان من أساسيات الحياة ضمن الأساليب العسكرية.
وطبقاً لثلاثة من المسؤولين، تحدثوا لـ"نيويورك تايمز"، فإنه بموجب الطلب المقترح، سيتم شحن المساعدات من قبرص إلى أسدود، ومن ثم سيتم نقلها من أسدود إلى معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، ومن هناك إلى غزة.
وقال مسؤول أميركي وأوروبي إن الهدف من ذلك هو "إيجاد بديل عملي لتوصيل المساعدات عبر مصر بطريقة تلبي طلب إسرائيل بإجراء فحوصات أمنية". وطالب المسؤولون الإسرائيليون بإجراء عمليات تفتيش صارمة على جميع الإمدادات التي تدخل غزة "من أجل التخلص من أي شيء يمكن أن يفيد حماس"، وفق مزاعم الاحتلال الذي تسبّب في واحدة من أكثر الأوضاع مأساوية خلال العقود الأخيرة.
ووصلت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية من مصر إلى الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي قبل دخولها جنوب قطاع غزة هذا الشهر.
وصرح البيت الأبيض الجمعة بأن إسرائيل ستسمح بشحن الدقيق إلى غزة عبر أسدود وسط جهود لإيجاد خيارات لتوصيل المزيد من المساعدات المباشرة.
وعلق وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، بعد إعلان البيت الأبيض عن شحنات الدقيق بالقول: "نحتاج إلى استمرار هذه الشحنات، وأن يظل هذا الميناء مفتوحًا أمام المساعدات".
ولم تعلن حكومة الاحتلال الإسرائيلي رسمياً عن قرارها بالسماح بشحنات الدقيق عبر أسدود، ورفض مكتب رئيس الوزراء التعليق، لكن مسؤولا إسرائيليا مطلعا على المداولات أكد لـ"نيويورك تايمز" أنه جرت الموافقة على الخطة يوم الجمعة.
وتقع أسدود على بعد حوالي 16 ميلاً شمال غزة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وحسب مسؤول إسرائيلي كبير، تحدث للصحيفة مشترطاً عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخوّل بمناقشة الأمر علناً، فإن إسرائيل تتردد في فتح ميناء أسدود أمام المساعدات المتجهة إلى غزة، خوفاً من أن يؤدي تسليم المزيد من المساعدات عبر الأراضي الإسرائيلية إلى "إثارة ردود فعل شعبية في وقت لا يزال فيه رهائن إسرائيليون محتجزين في قطاع غزة".
وحذرت الأمم المتحدة من تزايد خطر المجاعة وندرة المياه النظيفة وانتشار الأمراض، وسط الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة، فيما تكافح مستشفيات غزة للتعامل مع التدفق المستمر من الجرحى والإمدادات الطبية غير الكافية إلى حد كبير.