شهد محيط البرلمان التونسي، اليوم الجمعة، حضور عدد قليل من النواب، سرعان ما انسحبوا حتى قبل وصول بعضهم إلى قرب البرلمان، في ظل التعزيزات الأمنية المكثفة والمشددة، حيث تم إغلاق جميع المنافذ المؤدية إليه، وحافظت عربة عسكرية على موقعها أمام بابه الرئيسي.
وحصلت مناوشات بين النائب عن حركة "النهضة" محمد القوماني وعدد من أنصار الرئيس التونسي قيس سعيّد الذين رفعوا شعار "ديكاج" (ارحل)، وسارع القوماني للمغادرة بعد أن تم تأمين خروجه بواسطة سيارة أمنية.
كما قام المحتجّون بطرد النائبين السّيد الفرجاني عن حركة "النّهضة" ورفيق عمارة عن "قلب تونس"، مؤكدين أن "لا عودة للبرلمان".
وأكد النائب العياشي زمال في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه حضر اليوم الجمعة إلى البرلمان، ولكنه عاين عدة حواجز أمنية، كما أن مجموعة أمنية منعته من التقدم بعد تلقيها تعليمات بمنع النواب من دخول المجلس. وقال إن "التعزيزات الأمنية المكثفة كانت منتظرة"، موضحا أنه "انسحب بكل لطف لتجنب التصعيد".
وأكد أن "الدورة البرلمانية من المفروض أنها تنطلق اليوم، ولهذا أطلقوا الدعوة للنواب للقيام بعملهم واستئناف واجبهم، ولكن أمام دعوات التحشيد والتصادم التي أطلقها البعض، فقد ارتأوا تأجيل العودة للعمل إلى الأسبوع القادم، وسينظرون في الشكل سواء أكان عن بعد أو ربما عبر آليات أخرى مناسبة".
وشدد المتحدث ذاته على أنه "منتخب من قبل الشعب التونسي، ولن يسحب شرعيته سوى الشعب"، مضيفا أنه أراد شخصيا تسجيل موقف سياسي بالقدوم اليوم.
وأوضح أن "موقفه هذا ليس للتمسك بالبرلمان الذي شهد عدة تجاذبات ومهازل، ولكنه يتمسك بالمسار الديمقراطي ككل، ومن الضروري عودة البرلمان لتجنيب البلاد الخروج عن الدستور"، داعيا "رئيس الجمهورية إلى المبادرة بحوار وطني وطني يقود إلى إصلاحات حقيقية ولكي لا نكون وبعد بضعة سنوات في منظومة أخرى فاشلة".