ناشد عدد من نواب الكونغرس الأميركي، من بينهم النائبة إلهان عمر، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استحداث منصب مبعوث خاص لرصد "الإسلاموفوبيا"، ومكافحة ذلك حول العالم.
كما طالب النواب أن يرصد تقرير الولايات المتحدة السنوي، حول اضطهادات حقوق الإنسان في العالم، أعمال العنف المعادية للإسلام من قبل الحكومات، بالإضافة إلى حالات الإفلات من العقاب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته النائبة عمر وعدد من النواب، ومنظمات مدنية بمناسبة صدور تقرير عن "مجلس العلاقات الإسلامية -الأميركية" (CAIR)، وهي منظمة أميركية غير حكومية.
ويرصد التقرير زيادة في نسبة الاعتداءات على المسلمين أو أماكن العبادة كالمساجد في الولايات المتحدة، كما يسجل تمييزاً ضدهم على عدد من المستويات في الأعوام الأخيرة بما فيها العام الحالي.
وبحسب التقرير، الذي وصلت مكتب "العربي الجديد" في نيويورك نسخة منه، فقد سجلت المنظمة ارتفاعاً في عدد الهجمات ضد مسلمين عموماً وزيادة في عدد الهجمات على المساجد داخل الولايات المتحدة خلال مايو/أيار ويونيو/حزيران، وهي الفترة التي شهدت حرباً على غزة واحتجاجات في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة كما في الداخل الفلسطيني.
وجاء في التقرير "منذ بداية العام، تلقى مجلس العلاقات الإسلامية -الأميركية مئات الشكاوى من الفروع في جميع أنحاء البلاد، كما تلقينا أكثر من 500 شكوى في مقرنا الوطني (العاصمة واشنطن) تتعلق بجرائم الكراهية ضد المسلمين، والتمييز، وقضايا الهجرة والسفر، وحوادث التنمر في المدارس".
وأضاف "في إبريل/نيسان 2021، أصدر مجلس العلاقات الإسلامية -الأميركية تقريره الخاص بالحقوق المدنية، والذي وثق أكثر من 6 آلاف شكوى على مستوى البلاد في عام 2020، كان معظمها متعلقًا بالتمييز.
وفي عام 2019، أصدر مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية تقريرًا يوثق أكثر من 10 آلاف حادث تمييز ضد مسلمين في الفترة ما بين الأعوام 2014-2019".
ويسلط التقرير الضوء على 38 حادثة من مئات الحالات التي تم توثيقها منذ بداية العام، وتشمل جرائم الكراهية والتحرش والتنمر في المدارس والتمييز وخطاب الكراهية والحوادث المناهضة للمساجد.
وتشير المنظمة في التقرير إلى أن تلك الحوادث "يمكن أن تقدم للجمهور لمحة عن الحياة اليومية للمسلمين في أميركا، والذين ما زالوا يواجهون تهديد رهاب الإسلام المميت. وبناءً على هذه الحوادث الموثقة، حددنا نزعات رئيسية على مدار الأشهر السبعة الماضية".
ويشمل ذلك "زيادة مفاجئة في الحوادث المناهضة للمساجد في مايو/أيار ويونيو/حزيران، والتي شملت حالات تخريب ومحاولة طعن، وعدة اعتداءات جسدية على المسلمات المحجبات".
وبحسب المنظمة، فإن التقرير والدعوة لتأسيس منصب لمبعوث أميركي يرصد رهاب الإسلام تأتي كذلك "في أعقاب هجوم إرهابي قتل ثلاثة أجيال من أسرة مسلمة كندية في يونيو/ حزيران وزيادة في القمع ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم".
ومن بين الأمثلة التي يوردها التقرير بعث رسائل تهديد لعدد من المراكز الإسلامية من بينها أحد المراكز في كاليفورنيا، وكتابة شعارات "الموت لفلسطين" على أحد مساجد نيويورك في منطقة بروكلين، ومحاولة طعن لحارس أمن في مركز إسلامي في ولاية فيرجينيا.
ويقتبس التقرير كذلك عدداً من الرسائل والتهديدات التي أُرسلت إلى الجوامع والمراكز، ومن بينها رسالة إلى مسجد في نورث كارولاينا وجاء فيها " سيتحول كل مسجد من هنا إلى البحرين إلى رماد".
ويضيف "لا يوجد لديكم حقوق إسلامية في هذا البلد (الولايات المتحدة). نسائكم وأطفالكم لنا."، وورد بالرسالة كذلك، بحسب التقرير "لا يمكن لأي رئيس بلدية أو مدينة أو مقاطعة أو شرطة أو مكتب التحقيقات الفيدرالي أو وكالة المخابرات المركزية أو الجيش أن يوقفني".
ويوثق التقرير كذلك لعدد من الحوادث التي تعرض فيها طلاب مدارس للشتيمة والمضايقة والتنمر والنعت بالإرهابيين. ويشير التقرير أيضاً إلى زيادة في التهديدات التي تلقتها النائبة عمر بعد توجيهها انتقادات لسياسات الحكومة الأميركية في الشرق الأوسط وحلفائها وانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة هناك.
ويقدم التقرير عدداً من التوصيات من بينها حثه للرئيس الأميركي جو بايدن وأعضاء الكونغرس على إدانة حوادث التمييز ضد المسلمين وجرائم الكراهية حال حدوثها، كما شجب رهاب الإسلام كفكر لا يتماشى مع القيم الأميركية، بحسب التقرير.
كما طالب الجهات المسؤولة بتنفيذ القانون الفيدرالي بشكل صارم ومعاقبة جرائم الكراهية ضد المسلمين وخاصة عندما تفشل السلطات المحلية بالتصرف، ويشير التقرير إلى أن المجني عليهم لا يبلغون دائماً عن حوادث التمييز ضدهم ويحث الجاليات المسلمة على أن تقوم بذلك.