نواب أردنيون يرفضون اتفاق "الماء مقابل الكهرباء" مع إسرائيل

15 ديسمبر 2021
نقاشات ساخنة بمجلس النواب الأردني (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -

أجمع أعضاء مجلس النواب الأردني، اليوم الأربعاء، في مداخلاتهم على رفضهم اتفاق إعلان النوايا "الماء مقابل الكهرباء"، الذي تم توقيعه أخيرا مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بدعم إماراتي ورعاية أميركية. وينص الاتفاق على أن يعمل الأردن على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لصالح الاحتلال، بينما ستعمل تل أبيب على تحلية المياه لصالح المملكة التي تعاني من الجفاف.

وقرر المجلس في ختام المناقشات التي تحدث فيها 91 نائباً، إحالة توصيات ومناقشات أعضائه إلى لجنة الزراعة والمياه، من أجل تقديم توصياتها إلى مجلس النواب، والذي سيقرر بعد ذلك موقفه من الاتفاق.

وشهدت جلسة النواب الرقابية جلبة ومشادات خلال المناقشات بعد مداخلة لرئيس الحكومة بشر الخصاونة قال فيها إن "الدم ما بصير مي (ماء)، ولا أحد يزاود على الأردن في مواقفه من فلسطين والقضية الفلسطينية، ونفخر بما قدمناه"، حيث قاطعه النواب رافضين عبارة "المزاودة".

وجاء حديث الخصاونة بعد مداخلات للنواب ينال فريحات وصالح العرموطي ومحمد الظهراوي. وقال الخصاونة "الاتفاقية متعلقة بإعلان نوايا لدراسة الجدوى. ونحن نفخر جميعا بتاريخ آبائنا الشريف والمستقيم والوطني، وهذا لا نقبل فيه المزاودة من أي كان".

وأعلن فريحات تحضيره مذكرة حجب الثقة عن حكومة الخصاونة، وذلك في حال رفضت الانصياع لرغبة النواب بإعلان إلغاء اتفاق النوايا مع الكيان الصهيوني.

ووجه فريحات نقداً لاذعاً للحكومة قائلا إنها "أغرقت النواب بالكلام الفنّي واستخدمت مصطلح عطش الشعب الأردني، وهو نفسه المصطلح الذي استخدمه وزير الزراعة الصهيوني لدى إعلان الأردن استعادة الباقورة والغمر"، مشيراً إلى أنه "يمكن القبول بالحديث الفنّي عندما تكون الاتفاقية مع دولة عربية".

وتابع: "السلام لا يحوّل العدوّ إلى صديق، وأما آخر الحديث، فالكلام العملي إما أن نجبر نحن النواب الحكومة على اتخاذ قرار بإلغاء الإعلان وإما طرح الثقة بالحكومة أو وزير المياه، وإن لم نستطع فالشارع هو الحل".

وأيده بذلك أيضاً زميله العرموطي، الذي طالب بحجب الثقة عن الحكومة، واصفاً اتفاق النوايا بأنه في غاية الخطورة.

"تسميم المياه"

وقال العرموطي إن "الاحتلال يعادي الأردن في تصريحات مسؤوليه وتصرفاته وأفعاله"، معتبرا أن مياه العقبة المحلاة والناقل الوطني تكفي احتياجات الأردن من المياه.

وبحسب النائب سليمان أبو يحيى، فإن "هناك سببين للإعلان عن هذه المعاهدة، الأول وهو المعلن هو نقص المياه، والثاني المخفي هو امتلاكنا لحنفية الطاقة، وامتلاك العدو لحنفية المياه، لكن الاحتلال لا توجد لديه أي مشكلة في الطاقة، ومن الممكن أن يضعوا سما في المياه القادمة إلينا، ومن المفترض ألا نؤمن للمياه القادمة من الاحتلال".

وقال النائب غازي الذنيبات عن إعلان النوايا: "الاتفاقية ستمر بالنهاية كما مرت الاتفاقيات السابقة من قبلها".

أما النائب عدنان مشوقة، فاعتبر أن "إعلان النوايا اعتداء صارخ على السيادة، ويرهن قطاعات الدولة الحيوية بيد العدو الصهيوني، والذي لن يتوانى عن الضغط على الأردن بها لتحقيق أهدافه"، مضيفا "الاتفاق هو تطبيق عملي لصفقة القرن ويتناقض مع الرواية الرسمية لرفضها".

كما أعلن النائب خليل عطية رفضه اتفاق "الماء مقابل الكهرباء"، قائلا إن "كلّ تطبيع هو خيانة".

"التحالف مع الشيطان"

طالب النائب أحمد القطاونة بإجراء استفتاء شعبي على الاتفاق، مؤكدا أن الشعب الأردني لن يقبل به على الإطلاق.

وعلى النقيض، قال النائب فواز الزعبي إنه كان من النواب الذين وافقوا مسبقاً على اتفاق وادي عربة (اتفاق السلام مع الاحتلال)، زاعماً أنه "لولا ذلك لما كان أحد من الموجودين تحت القبة، وخاصة أن دولا عربية كانت تبحث في ذلك الوقت عن دمار المملكة"، مضيفا أنه "يتحالف مع الشيطان" من أجل ما سماه مصلحة الأردن.

وكان وزير المياه الأردني محمد النجار قد قال في بيان الحكومة أمام النواب، إن فكرة مشروع الطاقة والمياه طرحت لأول مرة قبل ما يزيد على خمسة أشهر.

وأكد مواصلة الحكومة جاهدة البحث عن المصادر الإضافية واستغلالها وإقامة المشاريع المختلفة ضمن استراتيجية ترتكز على ضرورة الاعتماد على المصادر المائية الوطنية فقط، ما أمكن، في تلبية الاحتياجات المتزايدة للمياه لغايات الشرب والريّ.

ونفذ نشطاء، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مجلس النواب رفضا لاتفاق "الماء مقابل الكهرباء" مع إسرائيل، رافعين شعارات تطالب بإلغاء كافة الاتفاقيات مع الاحتلال، على رأسها "وادي عربة" واتفاقية الغاز.

المساهمون