نصر الله يهدد الشركة اليونانية: نشاط العدو في حقل كاريش يجب أن يتوقف

09 يونيو 2022
أكد نصر الله أن المقاومة تملك القدرة على منع الاحتلال من استخراج الغاز (Getty)
+ الخط -

حدَّد الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله "النقاط الأساسية التي على الشعب اللبناني أن يقولها بوضوح للعدو الإسرائيلي والمتورطين معه بالعدوان"، ورفع مستوى التحدّي بوجه الاحتلال الإسرائيلي والالتزام أمام اللبنانيين بأن "المقاومة تملك القدرة المادية والعسكرية والأمنية والمعلوماتية واللوجستية والبشرية لمنع العدو من استخراج النفط من حقل كاريش".

وشدد نصر الله على "ضرورة توحيد الموقف اللبناني لما يشكّل ذلك من عنصر قوّة للبنان"، داعياً الجميع للارتقاء إلى مستوى المعركة الوطنية.

وتناول الأمين العام لحزب الله، في كلمةٍ له مساء الخميس، التطورات الأخيرة غداة إعلان شركة "إينرجيان باور" اليونانية البريطانية وصول سفينة وحدة إنتاج وتخزين الغاز الطبيعي إلى حقل كاريش النفطي في بحر فلسطين المحتلة الذي يقع ضمن منطقة متنازع عليها، وإعلانها العزم على بدء تشغيلها في الأشهر المقبلة.

وقال إن "لبنان دخل مرحلة جديدة وأصبح أمام استحقاق مهم بعد وصول السفينة اليونانية التي أتت من أجل الاستخراج والإنتاج والمراحل المتبقية من تصدير وبيع (الغاز) وليس من أجل الاستكشاف كما نقل، وهي تموضعت على مقربة من حقل كاريش الواقع على حقل 29 أي المنطقة المتنازع عليها"، مشدداً على أن "ما جرى خلال الأيام الماضية اعتداء على لبنان واستفزاز ووضعه أمام موقف صعب وأصبحنا جميعاً أمام موضوع يجب أن يتحوّل إلى قضية وطنية".

وأوضح نصر الله: "نحن أمام ثروة هائلة وكنز موجود في جوارنا، وقيمتهما أنهما الأمل الوحيد لمعالجة الأزمات والمتبقي لإنقاذ لبنان"، منبهاً إلى أن ثروات لبنان من نفط وغاز تواجه مخاطر ثلاثة، منها "السعي الإسرائيلي والأميركي لسلخ مساحة كبيرة جداً وما تحويه من حقول وثروات، ومنع لبنان من الاستخراج والتنقيب، والخطر الثالث مرتبط بالوقت الذي لا نملك ترفه، فقد يأتي وقت يسمح لنا بالاستخراج ولا نجد شيئاً".

ورأى نصر الله أن "الشعب اللبناني عليه أن يقول بوضوح للإسرائيلي والمتورطين معه بالعدوان ما يلي: أولاً، يجب منع العدو من استخراج النفط في حقل كاريش ووقف نشاطه، فليس مهماً أين وقفت السفينة وضمن أي خط فهي توقفت في منطقة قريبة من حقل كاريش، وهو حقل واحد ومشترك وما يُراد استخراجه يقع ضمن منطقة نزاع".

وشدد على أنه "كما ينتظر لبنان استكمال المفاوضات حول ترسيم الحدود، على العدو وحكومته الانتظار أيضاً"، مؤكداً في السياق أن "حزب الله لن يدخل في المفاوضات وليس طرفاً بالتفاوض ولن يجلس على طاولة المفاوضات، وهذه مسؤولية حصرية للدولة اللبنانية ورئيس الجمهورية بالتنسيق مع الرؤساء والجهات المعنية في البلد، لكن من حقنا كمقاومة القيام بما يلزم لجمع المعلومات المطلوبة لأي خيار سيتخذ أو سنلجأ إليه وسنتابع الوضع ساعة بساعة ويوماً بيوم ونبني على الشيء مقتضاه".

وعرّج نصر الله على مسألة المفاوضات والزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي إلى بيروت آموس هوكشتاين، الذي يعتبره "غير نزيه وغير عادل ويعمل لمصلحة العدو"، لكن يستدرك: "نريد أن نكون واقعيين ولا نريد المشاكل، فلتفاوض الدولة، وبحسب الدستور والقانون ومسؤولية التفاوض للرئيس ميشال عون المعروف بقوته وثباته وشجاعته وصاحب قول (يمكنكم أن تسحقوني ولا يمكن أن تأخذوا توقيعي)"، فيما أكد في المقابل أنه "يجب أن نكون واقعيين ولا نعطي الناس توقعات أو نتائج غير واقعية".

النقطة الثانية التي توقف عندها نصر الله، أن "على الشركة اليونانية أصحابها وإدارتها أن يعلموا أنهم شركاء بالاعتداء على لبنان، وما يحصل الآن له تبعات، وعليهم سحب السفينة سريعاً وفوراً وألا يتورطوا في هذا الاستفزاز، وبالتالي على الشركة أن تتحمّل المسؤولية عمّا قد يلحق بالسفينة مادياً وبشرياً، وكل إجراءات العدو لن تحمي السفينة أو المنصة العائمة أو العملية ككلّ، وأي حماقة يقدم عليها العدو ستكون تداعياتها ليس فقط استراتيجية، بل وجودية".

من جهة ثالثة، أكد نصر الله ضرورة حلّ مشكلة الشركات، "هناك بلوكات لزمت والشركات لا تباشر العمل والحكومة اللبنانية مددت لها الوقت، وهذا كان خطأً، وما كان يجب منحهم وقتاً اضافياً، على الدولة اللبنانية حلّ هذه المعضلة، أي كيف يجب الضغط على هذه الشركات لتقوم بمقتضى العقد الذي وقعته مع لبنان، سواء توتال الفرنسية أو شركاؤها، وهذا يدخلنا إلى دائرة ممارسة الضغط السياسي على الأميركيين والإسرائيليين والدول الغربية وعلى من يهدد هذه الشركات ويمنعها من القيام بواجبها وإلا فلا نكون نفعل شيئاً والوقت يضيع".

وأعلن نصر الله تشكيل ملف يعتبر مرجعية داخل حزب الله وخارجه لكل ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية والبرية والثروة الوطنية في المياه وحتى اليابسة ويتولّاه النائب السابق نواف الموسوي، مؤكداً أن "كل خيارات المقاومة مفتوحة ومطروحة وموجودة على الطاولة ومن دون أي تردد، وعندما يهدد العدو بالحرب يجب أن يعرف أن المقاومة لا تخاف ولا تخشى الحرب، علماً أننا نريد نفط وغاز لبنان أن يبقى للبنان ولا نريد الحرب، لكن لا نخشاها".

وشدد الأمين العام لحزب الله على أن "لبنان يملك مجموعة من عناصر القوة، وهناك عنصر يجب العمل على تكوينه، ويقع ضمن مسؤولية الشعب، وهو قوة الموقف الشعبي"، مؤكداً أن "لبنان ليس ضعيفاً، وليس لبنان عام 1982 ليجتاحه الإسرائيلي وينهب ثرواته من نفط وغاز ويمارس عليه عدوانه".

وتحدث نصر الله عن أن أميركا والعدو الإسرائيلي من خلال استراتيجيتهما المتبعة مع لبنان "يريدان أخذه إلى الجوع والمجاعة والانهيار"، محذراً في الوقت نفسه من خطورة فقدان الأمن الاجتماعي الذي قد يكون أسوأ من الحرب الأهلية.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس اللبناني ميشال عون، لم يوقع بعد تعديل المرسوم 6433 المقترح من قيادة الجيش اللبناني باعتماد الخط 29 الذي يبدأ من رأس الناقورة جنوباً كحدوده بدلاً من الخط 23 ويودعه الأمم المتحدة، ما يسمح للبنان بالاستفادة من حقل كاريش عدا عن حقل قانا النفطي، علماً أن التوقيع بات مطلب قسم كبير من الشعب اللبناني وخبراء في النفط والطاقة وكتل نيابية معارضة ومستقلة وتغييرية، لكنه قابله تلويح بمواجهة عسكرية في حال إقدام عون على هذه الخطوة، لانعكاساتها السلبية على الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفه الأميركي المتمسك بالخط 23 الذي يخسر لبنان فيه جزءاً كبيراً من ثروته الوطنية.

واستعاض المسؤولون اللبنانيون بدعوة الوسيط الأميركي لزيارة بيروت وبحث مسألة استكمال المفاوضات والعمل على إنهائها بأسرع وقتٍ ممكن، وذلك لمنع حصول أي تصعيد، بدل التحرك أولاً باتجاه توقيع تعديل المرسوم وإيداعه الأمم المتحدة واتخاذ إجراءات قضائية دولية بحق العدو والشركة اليونانية ووقف نشاطها.

المساهمون