نحو 100 قتيل في اشتباكات دارفور في ظل احتمال تجدد الصراع القبلي

08 مايو 2023
تتخذ حركات التمرد السابقة في دارفور موقفاً "محايداً" من الصراع المسلح في السودان (Getty)
+ الخط -

لقي ما لا يقل عن 100 شخص حتفهم جراء اشتباكات اندلعت الشهر الماضي بين مقاتلين مسلحين في مدينة بمنطقة دارفور المضطربة بالسودان، وفقا لنقابة الأطباء السودانية.

وقالت النقابة، في بيان نشر على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، في وقت متأخر الأحد، أن المستشفيات لا تزال خارج الخدمة في مدينة جنينة بدارفور، ولا يزال من الصعب إجراء إحصاء دقيق للجرحى.

ويشير القتال في جنينة، الذي اندلع بعد أيام قليلة من بدء الصراع المسلح، إلى احتمال أن يتصاعد القتال في العاصمة ويمتد إلى أجزاء أخرى من السودان، في حين تبرز مؤشرات إلى احتمال تجدد الصراع القبلي الخامد في دارفور.

وقتل ما لا يقل عن 481 مدنيا في اشتباكات الخرطوم التي اندلعت منتصف إبريل/نيسان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حميدتي، بحسب بيان نقابة الأطباء ذاته. وقفز عدد الجرحى من المدنيين إلى أكثر من 2560.

مخاوف من تجدد الصراع القبلي

وتتخذ حركات التمرد السابقة في دارفور موقفا محايدا من الحرب بين الجيش و"الدعم السريع"، لكنها تشارك بشكل غير مباشر في القتال ضمن اللجنة الأمنية المشتركة مع الجيش.

وتشكلت اللجنة الأمنية، بعد "اتفاق جوبا للسلام"، الموقّع بين الحكومة وبعض حركات التمرد في دافور والجنوب الجديد، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، بعد نحو عام من سقوط نظام البشير.

وهذا ما يفسر عدم سقوط ولاية شمال دارفور ومركزها الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، بيد قوات حميدتي، رغم أنها مسقط رأس الأخير، بينما سقطت مدينة نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور، في حين يشتعل القتال في مدينة الجنينة، مركز غرب دارفور، والتي كانت المعقل الرئيسي للحركات المسلحة في زمن التمرد، خاصة وأنها مفتوحة على الأراضي التشادية.

ويرى الجيش أن القتال في غرب دارفور ذو طبيعة قبلية، بينما يقول شهود عيان إن "قوات الدعم السريع" و"حلفاءها" هاجموا الجنينة، التي يقطنها سكان من المساليت، وقتلوا ونهبوا المدينة، على طريقة ما كان يفعله "الجنجويد" ما بين 2003 و2019، الأمر الذي نفته قوات حميدتي.

ويحمل الغموض في تحديد أطراف النزاع في غرب دارفور، مخاطر تجدد الحرب التي اندلعت في 2003، والتي بدأت كنزاع بين الرعاة والمزارعين، ثم تطورت لتصبح صراعا بين القبائل العربية والقبائل ذات الأصول الأفريقية، لتتحول إلى حرب بين الجيش السوداني وحركات مسلحة لها مطالب سياسية واجتماعية، بينها رفض تهميش الإقليم.

(رويترز، الأناضول)

المساهمون