نجا العقيد فريد محمد القاسم، قائد "جيش سورية الحرة" (فصيل مغاوير الثورة سابقاً) التابع للمعارضة السورية، الخميس، في منطقة الـ "55" كم، التي تضم قاعدة "التنف" العسكرية بريف حمص الشرقي، من عملية اغتيال نفّذها أشخاص لهم صلة بالنظام السوري.
و"جيش سورية الحرة" هو شريك قوات "التحالف الدولي"، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ويدير قاعدة التنف بدعم أميركي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية.
وقال مصدر عسكري من منطقة الـ "55" كم، رفض الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريح، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن شخصين يستقلان دراجة نارية تستخدم للمناطق الجبلية الوعرة، أطلقا الرصاص ظهر أمس الخميس، على سيارة قائد "جيش سورية الحرة" العقيد فريد محمد القاسم، ما تسبب بأضرار في السيارة دون وقوع أي إصابات بشرية.
وأشار المصدر إلى أن محاولة الاغتيال جرت أثناء زيارة لـ "قائد جيش سورية الحرة" إلى إحدى المدارس، وذلك بناء على دعوة من الكادر التدريسي لحضور حفل تكريم الطلاب المتفوقين، موضحاً أنه "أثناء عودة القاسم من الحفل التكريمي تعرض الرتل لإطلاق النار"، مبيناً أن "القاسم يزور المدنيين بشكل متواصل في منطقة الـ 55 كم وله علاقات متينة معهم".
ولفت المصدر إلى أنه جرى التعرف إلى الشخصين اللذين نفذا محاولة الاغتيال، وهما ينحدران من مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، ولهما صلة بالنظام السوري، ومتورطان في عمليات تهريب أسلحة ومخدرات من مناطق سيطرة النظام السوري إلى الأردن، مؤكداً أن عملية ملاحقة المتورطين في عملية الاغتيال لا تزال جارية.
وفي أواخر سبتمبر/ أيلول عام 2022 عُيّن العقيد محمد فريد القاسم، وهو قائد "لواء شهداء القريتين" قائداً جديداً لفصيل "مغاوير الثورة" (جيش سورية الحرة حالياً) بعد إقالة قائده العميد مهند الطلاع، الذي كان من مؤسسي هذا الفصيل، ويضم مقاتلين من محافظة دير الزور، التي ينحدر منها الطلاع، ومن مناطق سورية أخرى.
وأوضح المصدر أن "الهدف من عملية الاغتيال زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الـ 55 كم"، لافتاً إلى أن "عملية الاغتيال مرتبطة بمكافحة جيش سورية الحرة للمخدرات وعمليات التهريب من مناطق سيطرة النظام السوري".
وبيّن المصدر أن "جيش سورية الحرة" أحبط منذ بداية العام الجاري 3 عمليات تهريب مخدرات بكميات كبيرة مصدرها قوات النظام السوري، البعض منها كان باتجاه الأردن، تضم حبوب "الكبتاغون"، ومادة الحشيش، كما تم ضبط بعض الأسلحة الفردية بحوزة المهربين".
"حظر الأسلحة" تؤكد مسؤولية "داعش" عن استخدام غاز الخردل
وأمس الخميس، خلص فريق تحقيق تابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي هو من استخدم "خردل الكبريت" كسلاح كيميائي في هجومه على مدينة مارع بريف حلب الشمالي، شمال سورية، في 1 سبتمبر/ أيلول عام 2015.
وأثبت فريق التحقيق المستقل، أن الشحنة المتفجرة الكيميائية تم نشرها بواسطة المدفعية من المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش"، موضحاً أنه لم يكن لدى أي كيان آخر الوسائل والدوافع والقدرات اللازمة لنشر غاز الخردل كجزء من الهجوم على مارع.
بدوره، قال المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فرناندو أرياس: "هذا تذكير صارخ للمجتمع الدولي بأن الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل (داعش) قد طورت القدرة والإرادة لاستخدام الأسلحة الكيميائية"، وفق ما جاء في تقرير لفريق التحقيق.
وأوضح أرياس أن "هذا يؤكد الدور المحوري لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وخبرتها في التصدي لمثل هذه التهديدات. الحقائق أصبحت معروفة الآن، والأمر متروك للمجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة، في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وخارجها".
طائرات إسرائيلية تلقي منشورات ورقية جنوب سورية
إلى ذلك، ألقت طائرات إسرائيلية منشورات ورقية، اليوم الجمعة، على مناطق جنوب سورية تحذر فيها من التعاون مع "حزب الله" اللبناني. في حين قتل ضابط من قوات النظام السوري بهجوم مسلح في درعا.
وقال مراسل "العربي الجديد" إن "طائرات إسرائيلية ألقت منشورات ورقية بريف القنيطرة الغربي الملاصق للجولان السوري، حذرت فيها من التعاون مع "حزب الله" اللبناني".
وجاء في المنشورات الورقية إن "حزب الله" مستمر باستغلال الشعب السوري وبتجنيد أبناء المنطقة، قد حذرنا العميل شادي عبد الله من قرية الأصبح من التعاون مع الحزب".
وأضاف المراسل أن القوات الإسرائيلية استهدفت صباح اليوم مناطق بالقرب من قرية الرفيدة الغربية بسلاح المدفعية.
وسبق أن ألقت طائرات إسرائيلية منشورات ورقية على مناطق جنوب سورية، لتهديد المتعاونين مع "حزب الله" والمليشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة.
وفي محافظة درعا، جنوبي سورية، قتل ضابط برتبة رائد، اليوم الجمعة، جراء استهدافه من قبل مجهولين في قرية الفقيع بريف درعا الشمالي.
وقال الناشط الإعلامي في درعا، أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "الضابط المستهدف يعمل على حاجز السرايا الواقع بين مدينة جاسم وقرية الفقيع شمالي درعا، وينحدر من مصياف بريف حماة".
في سياق منفصل، أجرت القوات الأميركية، لليوم الثاني على التوالي، تدريبات عسكرية في قاعدة حقل العمر النفطي بريف دير الزور، وسط تحليق طائرات لـ"التحالف الدولي" في أجواء المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "القوات الأميركية بدأت يوم أمس الخميس، تدريبات عسكرية في حقل العمر، بالتوازي مع تحليق طائرات في الأجواء المحاذية لمناطق نفوذ المليشيات الإيرانية بريف دير الزور".