استمع إلى الملخص
- التطبيع مع السعودية واستمرار الحرب: أكد نتنياهو قرب التطبيع مع السعودية قبل عملية السابع من أكتوبر، وعرض خريطتين تظهران الضفة الغربية وقطاع غزة كجزء من إسرائيل، مؤكداً استمرار الحرب حتى استسلام حماس.
- مقاطعة الوفود لكلمة نتنياهو: شهدت كلمته مقاطعة واسعة من وفود الدول العربية والإسلامية، وغادرت العديد من الوفود القاعة، بما في ذلك الوفد التركي.
حملت كلمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، الكثير من التهديدات والاستفزازات، بدايةً من تهديد إيران بقصفها، مروراً بإزدراء مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، نهايةً بإهانة الأمم المتحدة نفسها من على منبرها.
وخلال كلمته، هدد نتنياهو إيران بأنّ إسرائيل ستقصفها إذا تعرّضت للقصف أولاً، وقال إنّ بإمكان إسرائيل الوصول إلى أي جزء من أراضي الجمهورية الإسلامية. وأضاف نتنياهو: "ليس هناك أي مكان في إيران لا يمكن لذراع إسرائيل الطويلة الوصول إليه. ينطبق الأمر ذاته على الشرق الأوسط برمته". كذلك، تطرق نتنياهو إلى تعامل الأمم المتحدة مع إسرائيل، قائلاً إنها أصبحت "مهزلة مثيرة للازدراء".
واستطرد قائلاً: "لم أكن أعتزم المجيء إلى هنا هذا العام. بلادي في حالة حرب وتقاتل من أجل البقاء. لكن بعدما سمعت الأكاذيب والافتراءات التي وجهها العديد من المتحدثين على هذه المنصة إلى بلادي، قررت أن آتي إلى هنا لأضع الأمور في نصابها الصحيح".
واتهم نتنياهو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بـ"معاداة السامية" صراحة، في الوقت الذي طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحقه وبحق وزير أمنه يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وأوضح نتنياهو أنّ التطبيع بين السعودية وإسرائيل كان يبدو قريباً جداً خلال العام الماضي، لكن عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أوقفته. وقال إنه "يجب أن تتواصل الطريق الذي مهدناه باتفاقات أبراهام وهذا يعني إبرام اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية".
وعرض نتنياهو خريطتين تظهران الضفة الغربية وقطاع غزة بوصفهما جزءاً من إسرائيل. وكُتب على الخريطة الأولى كلمة "البركة"، وعلى الخريطة الثانية كلمة "اللعنة"، لكن ظهرت في كلتيهما الضفة الغربية وغزة جزءاً من إسرائيل.
كما تحدى نتنياهو، في كلمته قرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن التي دعت إلى وقف الحرب على غزة، وأكد عزمه مواصلة تلك الحرب، التي أوقعت حتى الآن أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطيني. وقال: "كي نوقف الحرب، يجب أن تستسلم حماس، وتضع سلاحها، وتُطلق سراح جميع الرهائن" (الأسرى الإسرائيليين بغزة). واعتبر نتنياهو، أنه "يجب على حماس أن ترحل، من غير المعقول والسخيف أن تكون حماس جزءاً من إعادة إعمار غزة، وسترفض إسرائيل أي خطة تشملها". وقال إنّ "إسرائيل ستدعم أي إدارة مدنية لغزة تكون سلمية".
ولم يعر نتنياهو في كلمته كذلك أي اعتبار للجهود الدبلوماسية التي قادتها فرنسا والولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مدته 21 يوماً؛ بغرض إتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي على جبهتي لبنان وغزة. وأكد في هذا الصدد عزمه مواصلة الحرب في لبنان، التي سبّبت استشهاد 1565 شخصاً وإصابة 5 آلاف و410 منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينهم 726 شهيداً و2173 مصاباً منذ الاثنين الماضي وحتى صباح الجمعة.
وقال: "جئت إلى هنا لأقول كفى. لن نرتاح حتى يعود مواطنونا بسلام إلى ديارنا". وأضاف: "ما دام حزب الله يختار طريق الحرب، فإن لإسرائيل كل الحق في إعادة مواطنيها سالمين"، وفق ادعائه وتابع: "سنستمر في إذلال حزب الله حتى تحقيق جميع أهدافنا"، على حد قوله.
وفود تقاطع كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة
وأظهرت مقاطع فيديو خلو مقاعد غالبية وفود الدول العربية والإسلامية، التي قاطعت خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما حاول الوفد الإسرائيلي التغلب على هذا الإحراج عبر تعمد التصفيق بشكل متواصل له خلال كلمته. وكان عدد من الوفود غادرت القاعة فور وصول نتنياهو إلى منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن ضمنها الوفد التركي.
العديد من الوفود تغادر القاعة لدى بدء كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة pic.twitter.com/rvAaqJFVIu
— العربي الجديد (@alaraby_ar) September 27, 2024
وكان نتنياهو قد قال بعد وصوله إلى نيويورك: "سياستنا واضحة. نحن مستمرون في ضرب حزب الله بكل ما أوتينا من قوة. ولن نتوقف حتى نحقق كل أهدافنا، وعلى رأسها العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم. هذه هي السياسة". وأمس الخميس، تراجع نتنياهو عن التفاهمات مع الإدارة الأميركية بشأن الحرب على لبنان، ونأى بنفسه عن اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت الذي كان هو من شارك في صياغته، رافضاً إصدار بيان مع وصوله إلى نيويورك كان قد اتفق مع الوسطاء على أن يبارك من خلاله المبادرة الأميركية الجديدة.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)