أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأحد، إقالة وزير الأمن يوآف غالانت، وذلك غداة دعوة الأخير إلى تجميد خطة التعديلات القضائية.
وجاء قرار نتنياهو، الذي أعلن عنه مكتبه في بيان، في أعقاب الضغوط التي مارسها غالانت خلال الأيام الماضية، لإقناع نتنياهو بتعليق التشريعات الرامية لإضعاف الجهاز القضائي، في محاولة للتوصل إلى تسوية مع المعارضة.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن نتنياهو استدعى غالانت إلى مكتبه وأبلغه أنه "فقد ثقته فيه"، بعد تعبير غالانت عن معارضته لخطة نتنياهو المثيرة للجدل للتعديلات القضائية، أمس السبت، تزامنا مع زيارة نتنياهو إلى لندن.
وكان غالانت قد دعا، السبت، إلى تجميد خطة التعديلات القضائية في خطوة لقيت استحسان المعارضة، التي أشاد زعيمها يئير لبيد بغالانت، معتبرا موقفه "خطوة شجاعة ومهمة لأمن دولة إسرائيل".
ويعد غالانت أول سياسي بارز من حزب الليكود يعارض التشريع المثير للجدل علانية.
وفي مؤتمر صحافي بثته هيئة البث الإسرائيلي (رسمية)، قال غالانت أمس السبت: "أقولها بصوت عالٍ وعلانية لأبنائنا وبناتنا، يجب تجميد خطة الإصلاحات القضائية".
وحذر من أن "الانقسام في المجتمع يتغلغل في الجيش والأجهزة الأمنية، وهذا خطر مباشر وملموس على أمن الدولة".
ورأى غالانت أن "إسرائيل بحاجة إلى تغيير في النظام القضائي، ومع ذلك، يجب إجراء تغييرات في التواصل والخطاب".
وتابع: "يجب تجميد العملية التشريعية والسماح لشعب إسرائيل بالاحتفال بعيد الفصح وعيد الاستقلال معًا (المناسبتان خلال إبريل/ نيسان)".
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فقد انضم إلى دعوة غالانت بعد دقائق من بيانه، نائبان آخران من حزب الليكود، يولي إدلشتين، الذي يرأس لجنة الكنيست للأمن والشؤون الخارجية، وديفيد بيتان، وهو ناقد نادر لنتنياهو في حزب الليكود اليوم.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الزراعة آفي ديختر، عضو آخر في الليكود، قال لنتنياهو بشكل خاص إنه يؤيد تجميد التشريع.
لكن دعوة غالانت أثارت حفيظة اليمين المتطرف، فدعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير رئيس الوزراء نتنياهو إلى إقالة غالانت، الذي "دخل وزارة الدفاع بأصوات اليمين لكنه خضع لضغوط هؤلاء (عناصر مؤسسة الدفاع)، الذين يهددون برفض (القيام بواجبهم) في محاولة لوقف الإصلاح المهم"، بحسب تعبير بن غفير.
وبحسب "هآرتس"، طالب وزير الاتصالات (من الليكود) شلومو كرهي ناخبي حزبه بالعفو بعد خطاب غالانت، متهما وزير الدفاع بـ"الاستسلام تحت ضغط اليسار". وقال عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس الائتلاف أوفير كاتس، في أعقاب الخطاب، إن "أي شخص لا يصوت لصالح الإصلاح هذا الأسبوع قد أنهى حياته السياسية في الليكود".