نتنياهو يشير إلى مفاوضات جديدة جارية لتبادل الأسرى في غزة ويتمسك بـ"الضغط العسكري"

16 ديسمبر 2023
نتنياهو يواصل ترديد الدعاية الحربية (Getty)
+ الخط -

لمّح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو اليوم السبت على ما يبدو إلى أن مفاوضات جديدة جارية لصفقة تبادل أسرى ومحتجزين مع حركة حماس بقطاع غزة.

وزعم نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي، أن الحرب الإسرائيلية على غزة ساعدت في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح المحتجزين في نوفمبر/ تشرين الثاني. وأضاف: "التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء".

وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي باستكمال الضغط العسكري على غزة قائلاً: "ما بين النصر والمأساة شعرة وحزننا على مقتل الرهائن لن يثنينا عن تحقيق أهدافنا عبر الضغط العسكري لإعادة المخطوفين وهزيمة حماس"، مضيفاً: "نحن في حرب وجودية لا بد من خوضها حتى النصر رغم الضغوط والتكاليف"، مقرّراً أنّ "ثمن الحرب كبير جداً ونحن ندفعه كل يوم لكننا مستعدون لذلك"، حسب زعمه.

واجتمع مسؤولون إسرائيليون بنظرائهم القطريين في النرويج، اليوم السبت، سعياً لإحياء المحادثات حول صفقة تبادل يتم بموجبها إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وفقاً لما أوردت القناة الـ13 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر لم تسمها.

وفي وقت سابق اليوم، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر قولها إنه من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع ديفيد برنيع، مدير وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، في أوسلو، ضمن محادثات "استكشافية"، مضيفة أنه من المرجح أيضًا أن يجتمع برنيع مع مسؤولين مصريين.

وخلال مؤتمره الصحافي، تهرب نتنياهو من الرد على سؤال حول لقاء رئيس الموساد برئيس وزراء قطر واكتفى بالقول إنه لن يكشف معلومات لحماس، مضيفاً: "لدينا انتقاد شديد لقطر ولكننا نحاول الآن استكمال عملية استعادة الرهائن".

وقال: "نحن نخوض المفاوضات بالدم والنار ولا نرغب بالكشف عن الكثير من التفاصيل".

نتنياهو لن يستجيب لدعوات وقف إطلاق النار في غزة

وأقرّ نتنياهو بأنّ إسرائيل تلقت طلبات لوقف إطلاق النار وسحب القوات في المحادثات بشأن غزة "لكنها لن تفعل ذلك" وفق ما توعّد، مكرراً القول إنّ "أي تنازل في قضية وقف إطلاق النار يعني أن حماس ستنتصر".

وجدد نتنياهو التأكيد أنّ "غزة ستكون منزوعة السلاح تحت السلطة الإسرائيلية ولا شيء سيوقفنا عن تحقيق الانتصار"، على حد قوله.

ورداً على سؤال بشأن الحرب على الحدود مع لبنان قال نتنياهو: "قلنا للأميركيين إننا نفضل الحل الدبلوماسي لقضية الجبهة الشمالية مع لبنان لكن ليس هناك أي ضمان لذلك"، مضيفاً أنّ "أي تصعيد من حزب الله سيقابل بتصعيد".

حماس: لا مفاوضات لتبادل الأسرى دون "وقف العدوان نهائياً"

من جهتها، قالت حركة حماس، مساء السبت، إنها أبلغت الوسطاء (لم تسمّهم) بموقفها الرافض لفتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي، "دون توقف نهائي للعدوان على الشعب الفلسطيني".

وأضافت الحركة في بيان: "تؤكد حماس على موقفها بعدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى، ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائياً". وتابعت: "قد أبلغت الحركة موقفها هذا لجميع الوسطاء".

وفي وقت سابق، قالت هيئة البث العبرية (رسمية)، إنّ إسرائيل تدرس تقديم مقترح جديد لإطلاق سراح "الرهائن" في غزة.

وقادت قطر مفاوضات فاعلة في الأسابيع الأخيرة، أفضت إلى اتفاق هدنة لمدة 7 أيام، تم خلالها تبادل عشرات الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، مع إدخال مساعدات إلى مناطق قطاع غزة في ذروة الحرب البرية.

وتشير المعطيات الحالية إلى عقبات كبيرة تعترض استئناف المفاوضات بشأن إبرام صفقة تبادل جديدة، إذ تشترط حركة حماس وقفاً شاملاً للحرب وانسحاباً كاملاً من قطاع غزة قبل بدء أية مفاوضات جديدة، في حين تطلب حكومة الاحتلال إطلاق سراح النساء الإسرائيليات اللواتي تبقين في غزة قبل بدء محادثات حول صفقة جديدة. وسبق أن ذكرت مصادر في المقاومة الفلسطينية أن النساء اللواتي بقين محتجزات هن مجندات في جيش الاحتلال.

وتأتي محادثات النرويج بعد يوم من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي قتله عن طريق الخطأ ثلاثة محتجزين في غزة، ما أدى إلى تزايد الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو لاتخاذ خطوات جديدة تجاه صفقة تبادل.

(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون