نتنياهو يرفض تصريحات بايدن بشأن إقامة دولة فلسطينية: تتناقض مع خططنا لغزة

20 يناير 2024
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (كريستوف إينا/ رويترز)
+ الخط -

أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، رفضه على ما يبدو تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بخصوص إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب.

وقال نتنياهو، السبت، إنّه لن يتنازل عن السيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل على غربي نهر الأردن (الضفة الغربية وقطاع غزة). وجاء في منشور له عبر حسابه الرسمي بمنصة "إكس": "لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل على غربي نهر الأردن، وهذا يتناقض مع الدولة الفلسطينية".

وكان بايدن قد قال، أمس الجمعة، إنه تحدث مع نتنياهو عن الحلول الممكنة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيراً إلى أن أحد المسارات قد يتضمن تشكيل حكومة غير عسكرية.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان: "أكد رئيس الوزراء نتنياهو، خلال محادثته مع الرئيس بايدن، مجدداً، سياسته التي تنص على أنه بعد تدمير حماس، يجب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة، لضمان أنها لن تشكل تهديداً بعد الآن على إسرائيل، وهو ما يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية"، ولم يرد مكتب نتنياهو على طلب توضيح ما إذا كان نتنياهو يعارض إقامة دولة فلسطينية من أي نوع.

ولم يصل نتنياهو إلى حد الرفض الصريح والقاطع لإقامة دولة فلسطينية، لكنه قال، أول من أمس الخميس: "أي ترتيب في المستقبل المنظور، سواء باتفاق أو من دون اتفاق، يجب أن تكون لإسرائيل فيه سيطرة أمنية على كامل الأراضي غرب نهر الأردن. إنه شرط أساسي، وهو يتعارض مع مبدأ السيادة، ولكن ماذا بوسعنا أن نفعل؟".

ووصل صدى تصريحات نتنياهو سريعاً إلى البيت الأبيض، إذا قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين، السبت: "من الواضح أننا نرى الأمر بشكل مختلف.. وسيواصل الرئيس وفريقه العمل على ذلك".

نواب ديمقراطيون ينتقدون نتنياهو

ووفقاً لموقع "أكسيوس" الأميركي، قالت مجموعة مكونة من 15 عضواً يهودياً من الديمقراطيين في مجلس النواب، بما في ذلك العديد من المؤيدين الثابتين لإسرائيل، في بيان: "نحن نختلف بشدة مع رئيس الوزراء. إن حل الدولتين هو الطريق إلى الأمام".

وقدم بعض المشرعين المزيد من الانتقادات اللاذعة، وفقاً للموقع. وقال أحدهم: "بصراحة، أشعر بالفزع". وقالت النائبة الديمقراطية تامي داكوورث، من ولاية إلينوي، في بيان، إن نتنياهو "ليس فقط خارج المسار مع غالبية المواطنين الإسرائيليين، بل هو أيضاً مخطئ تماماً بشأن ما هو مطلوب للحفاظ على أمن بلاده".

وقال الديمقراطي مارك تاكانو، من كاليفورنيا، إن التعليقات "تهدد الأمن في الشرق الأوسط وحياة الإسرائيليين والفلسطينيين"، ووصفها بأنها "غير مقبولة".

من جانبه، قال الديمقراطي براد شنايدر، من إلينوي، في تصريح لموقع "أكسيوس"، إن "المستقبل الأفضل لجميع الناس في المنطقة" يتطلب "مساراً حقيقياً للغاية لتحقيق تطلعات الفلسطينيين في دولة قابلة للحياة". وبالمثل، قالت الديمقراطية كاثي مانينغ، من ولاية نورث كارولاينا، إنها لا تزال "تؤمن إيماناً راسخاً بحل الدولتين".

ونقل الموقع عن العديد من المشرعين الديمقراطيين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، قولهم إن تعليقات نتنياهو من المرجح أن تعزز منتقدي سجل إسرائيل في مجال حقوق الإنسان في الكونغرس. وقال أحد الديمقراطيين في مجلس النواب: "إنه بالتأكيد يعزز موقف الأشخاص الذين سيطالبون بوضع شروط على المساعدات لإسرائيل".

وقال البيت الأبيض إن مكالمة بايدن مع نتنياهو كانت الأولى منذ شهر تقريباً، ورداً على سؤال عما إذا كان حل الدولتين "مستحيلاً" في أثناء وجود نتنياهو في منصبه، قال بايدن: "لا، ليس مستحيلاً". وأضاف بايدن أن نتنياهو لا يعارض جميع الحلول القائمة على وجود دولتين، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الحلول الممكنة.

وزراء إسرائيليون: لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية

وفي السياق، أعرب وزراء في الحكومة الإسرائيلية، اليوم السبت، عن معارضتهم إقامة دولة فلسطينية، على اعتبار أن هناك إجماعاً في تل أبيب ضد ذلك.

وقال وزير الثقافة والرياضة في الحكومة الإسرائيلية، ميكي زوهر، السبت، إن "تل أبيب لن تسمح أبداً بقيام دولة فلسطينية".

وقال زوهر في منشور عبر منصة "إكس": "أقول بوضوح لكل من ما زال عالقاً في يوم جمعة تشرين الأول (في إشارة لأحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول): لن نسمح أبداً بإقامة الدولة الفلسطينية".

وأضاف: "هذا التزامنا تجاه القتلى والمحاربين الذين سقطوا في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي"، موضحاً: "لن نخاطر بمستقبلنا في بلدنا".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن وزير المالية بالحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، قوله إن "هناك إجماعاً واسعاً في إسرائيل ضد إقامة دولة فلسطينية". وأضاف: "على أصدقاء إسرائيل أن يفهموا أن الدفع باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية هو دفع نحو المذبحة المقبلة، والمخاطرة بوجود إسرائيل".

وتابع سموتريتش: "يحتاج البيت الأبيض أيضاً إلى أن يتحرر من الوهم إزاء المفاهيم التي أدت إلى الكارثة الوطنية في إسرائيل". وعلى الصعيد ذاته، أكد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "إنكاره قيام الدولة الفلسطينية".

لا حل من دون دولة فلسطينية

وجاء تصريح بايدن عن حل الدولتين في وقت يتصاعد فيه الحديث عن التطبيع مع إسرائيل، واشتراط دول عربية مثل السعودية تحقيق تقدم ملموس في ما يخص القضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، كشفت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، الأربعاء الماضي، أن السيناتور الأميركي ليندسي غراهام خاض سلسلة من الاجتماعات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بهدف إحياء إمكانية التوصل إلى اتفاق بين المملكة وإسرائيل والولايات المتحدة لصياغة إطار لإنهاء الحرب على غزة، وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وتمهيد الطريق لشكل من أشكال الحكم الذاتي الفلسطيني في قطاع غزة.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين سعوديين وأميركيين وإسرائيليين قولهم إن النقاشات في السعودية تدور حول إطار لإعادة إعمار غزة بدعم من الدول العربية، وتشكيل "قيادة فلسطينية معتدلة في غزة"؛ بالإضافة إلى التصديق على معاهدة دفاع بين الولايات المتحدة والسعودية من شأنها أن توفر تحالفاً ضد إيران، مشيرين إلى أن السعودية تصر على أن تتضمن أي خطة مساراً واقعياً لقيام دولة فلسطينية.

وكانت الولايات المتحدة قادت محادثات سلام للتوصل إلى ما يسمى "حل الدولتين"، الذي كان يقضي بإقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، قبل أن تنهار قبل نحو عشر سنوات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أول من أمس الخميس، إنه لا سبيل لإنهاء التحديات الأمنية طويلة الأمد التي تواجه إسرائيل والتحديات قصيرة الأمد المتمثلة في إعادة إعمار غزة من دون إقامة دولة فلسطينية. وذكر ميلر أن إسرائيل لديها فرصة في الوقت الحالي في ظل استعداد دول في المنطقة لمنحها ضمانات أمنية.

(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون