في ظل تصاعد الانتقادات الداخلية وخيبة الأمل داخل دولة الاحتلال، يروج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الجمعة، لما وصفه بـ"نجاح استثنائي" للعدوان على قطاع غزة طيلة 11 يوما قبل أن يبدأ وقف إطلاق النار فجر اليوم الجمعة.
وزعم نتنياهو، في مؤتمر صحافي ظهر اليوم الجمعة: "حققنا أهدافنا في العملية"، واصفا إياها بـ"النجاح الاستثنائي".
وفي مسعى للهروب إلى الأمام، في ظل تحميله المسؤولية عن الفشل، حذر رئيس حكومة الاحتلال قادة "حماس" في غزة من أي هجمات صاروخية أخرى بعد وقف إطلاق النار.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة عند الساعة الثانية من فجر اليوم الجمعة، وسط هدوء حذر، بينما خرج الفلسطينيون في مسيرات في مناطق مختلفة من القطاع باتجاه منازل ذوي الشهداء لمواساتهم، و"الاحتفال بالانتصار وما حققته المقاومة من إنجازات" بعد 11 يوماً من الصمود.
وحتى الدقائق الأخيرة قبيل سريان الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ، شهد القطاع إطلاق عدة رشقات صاروخية تجاه مستوطنات "غلاف غزة"، رداً على العدوان الإسرائيلي الذي تواصل من خلال استهداف منازل بصواريخ من طائرات مسيّرة وإطلاق الطائرات الحربية صواريخ ارتجاجية على أراض زراعية.
في مسعى للهروب إلى الأمام، في ظل تحميله المسؤولية عن الفشل، حذر رئيس حكومة الاحتلال قادة "حماس" في غزة من أي هجمات صاروخية أخرى بعد وقف إطلاق النار
وقال نتنياهو، في خطاب ألقاه بعد ساعات من سريان الهدنة اليوم: "إذا اعتقدت "حماس" أننا سوف نتسامح مع زخات الصواريخ، فهذا خطأ". وهدّد بالرد بـ"مستوى جديد من القوة ضد أي تعبير عن العدوان ضد المجتمعات المحلية حول غزة، وفي أي جزء آخر من إسرائيل"، وفق زعمه.
وقال رئيس حكومة الاحتلال إن منظومة "القبة الحديدية" تصدت لأكثر من 90 في المئة من الصواريخ التي تم إطلاقها.
وادعى نتنياهو أن حركة "حماس" تلقت ضربات قوية في قطاع غزة.
وذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر جزءا كبيرا من أنفاق المقاومة التي أقامتها تحت غزة، مدعيا تدمير أكثر من 100 كلم من منظومة أنفاق "حماس" في القطاع، زاعما أن جيش الاحتلال "بذل جهدا كبيرا لعدم المساس بالمدنيين"، ومدعيا أنه "هو الأفضل أخلاقا في العالم". واستشهد في العدوان على غزّة خلال 11 يومًا، 232 مدنيًا فلسطينيًا، بينهم 65 طفلًا و39 سيدة و17 مسنًًا.
واتضح طيلة أيام العدوان على غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمّد استهداف المدنيين بشكل مباشر ودون إنذار مسبق، فضلا عن استهداف البنايات المدنية والطرق الرئيسية والبنية التحتية التي تربط قطاع غزة ببعضه، بالإضافة إلى خطوط الكهرباء والمياه، في ظل انتقادات دولية واسعة لجرائمه، بينها تعبير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الخميس في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، عن "صدمته" من "القصف الجوي والمدفعي من الجانب الإسرائيلي في غزة".
وقال غوتيريس إنه "إذا كان هناك جحيم على الأرض، فهو حياة الأطفال في غزة"، موضحا: "لقد تسببت الأعمال العدائية في إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية المدنية الحيوية في غزة، بما في ذلك الطرق وخطوط الكهرباء".
نتنياهو يشكر السيسي
إلى ذلك، قدم نتنياهو، في وقت لاحق، الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على ما قال إنه "دور مهم في استعادة الهدوء والأمن".
وكتب نتنياهو، رسالة مقتضبة على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي موجها حديثه للسيسي: "شكرا لكم، يا فخامة الرئيس السيسي، على دوركم المهم في استعادة الهدوء ودفع الأمن والاستقرار في منطقتنا قدما".
كما توجهت سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي في مصر بـ"الشكر والتقدير" لما قالت إنها "مجهودات المسؤولين في مصر للتوصل إلى قرار وقف إطلاق النار، وعلى رأسهم القيادة السياسية والرئيس عبد الفتاح السيسي". وقالت السفارة في بيان: "نتمنى أن يعم السلام على إسرائيل وعلى المدنين في غزة".