نتنياهو يهدد بايدن بلبنان ومشغول بأوامر الاعتقال وجيش الاحتلال مشلول لغياب القرارات

03 مايو 2024
بنيامين نتنياهو خلال اجتماع حكومي بتل أبيب/ يناير 2024 (رونين زفولون/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تعاني العلاقة بين نتنياهو والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية من توتر بسبب تردده في اتخاذ قرارات استراتيجية، مما أدى إلى شلل في صفوف الجيش.
- نتنياهو هدد باتخاذ إجراءات عسكرية في رفح ولبنان للضغط على الولايات المتحدة لمنع الملاحقة القانونية الدولية ضده، مما يعكس استعداده لتصعيد النزاعات لتجنب الملاحقة.
- الإحباط يسود بين كبار المسؤولين العسكريين بسبب عدم القدرة على تحقيق الأهداف العسكرية والنجاح في الحرب، مما قد يؤدي إلى استقالات ويعكس أزمة داخلية.

نتنياهو منشغل بأوامر الاعتقال المحتملة من "الجنائية الدولية"

نتنياهو هدد باجتياح رفح وبحرب على لبنان في حال لم تتدخل واشنطن

يطالب المسؤولون العسكريون نتنياهو بقرارات تخص الحرب لكنه متردد

تشهد العلاقة بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة، وعدد من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية شرخاً عميقاً بسبب غياب القرارات بشأن رفح ولبنان وغيرهما. وفيما يواجه جيش الاحتلال حالة شلل ومراوحة لمكانه، يقضي نتنياهو معظم وقته منشغلاً بأوامر الاعتقال التي قد تصدرها المحكمة الجنائية الدولية. الأخير هدد الرئيس الأميركي، جو بايدن، وفق ما أوردته صحيفة "معاريف" اليوم الجمعة، باجتياح رفح وبحرب على لبنان في حال لم تتدخل واشنطن لإيقاف أوامر الاعتقال.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة، أن الشرخ بين نتنياهو من جهة، ووزير الأمن يوآف غالانت ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي ومسؤولين آخرين في المؤسسة الأمنية يتعمّق. ويطالب المسؤولون في المؤسسة الأمنية نتنياهو، باتخاذ قرارات بشأن قضايا يعتبرون أنها استراتيجية وضرورية من أجل إنهاء الحرب على الجبهتين الشمالية والجنوبية (غزة ولبنان) لكنه متردد في اتخاذ القرارات.

وهذه القضايا يرتبط بعضها ببعض، ووفق مصادر رفيعة في المؤسسة الأمنية، لم تسمّها الصحيفة، فإن نتنياهو يمتنع عن حسم الأمور، وبذلك يمنع الجيش الإسرائيلي من العمل على تحقيق أهداف الحرب. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي، حول الشرخ الحاصل قوله: "من اتخذ ويتخذ القرارات هو نتنياهو، ولكن هنالك من يحاولون إحباط قراراته بما في ذلك في قضية رفح، من خلال إحاطات كاذبة".

وكان نتنياهو قد قال بنفسه أمس، خلال مراسم لذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي: "كانت هناك اختلافات في الرأي بيننا بشأن العمليات على جبهات بعيدة وقريبة، ولكن في نهاية النقاش اتخذت القرار. عملنا هناك وسنعمل هنا أيضاً، وسنفعل ما يتوجب علينا القيام به من أجل تحقيق النصر والتغلّب على أعدائنا بما في ذلك في رفح". ويطالب الجيش نتنياهو والمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) باتخاذ قرارات واضحة إزاء عدة قضايا، على رأسها قضية المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وما يُسمى "اليوم التالي" للحرب، وكذلك بشأن رفح والمواجهة مع "حزب الله" في لبنان، بالإضافة إلى ميزانية الأمن.

ونقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدرين كبيرين لم يسمّهما، قولهما إنه "في حال لم يتخذ نتنياهو والكابينت القرار، فإن قادة في الجيش قد يتّخذون خطوات امتنعوا عنها حتى الآن". وبحسب مصادر الموقع، فإن الكثير من كبار المسؤولين في الجيش قد يعلنون في غضون أشهر ليست طويلة قرارهم بالاستقالة بسبب الجزء المتعلق بهم في إخفاق عملية "طوفان الأقصى"، وأن هذا الواقع يسهّل عليهم توضيح مواقفهم لنتنياهو.

وترغب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بإنهاء الحرب بهزيمة حركة حماس وإبعاد "حزب الله" عن الحدود الشمالية، من أجل إصلاح الضرر الاستراتيجي الذي حدث لإسرائيل منذ بداية الحرب، لكن المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا للموقع، يوضحون أن عدم اتخاذ القرارات من قبل نتنياهو "سيضر أكثر بالردع ولا يتيح تحقيق النتائج المرجوة من الحرب، وعليه لا طائل من مواصلة مراوحة المكان". وقد أوضح هؤلاء المسؤولون هذا الموقف لنتنياهو ووزرائه في الأيام الأخيرة.

نتنياهو يهدد بايدن برفح ولبنان

 في سياق متصل كتب الصحافي بن كاسبيت في صحيفة "معاريف" اليوم، أن "نتنياهو بدلاً من تحقيق النصر المطلق، فإنه يتسبب في شلل مطلق"، وبحسب بن كسبيت فإن الأمر الوحيد الذي قد يدفع نتنياهو للجنون واجتياح رفح فوراً وبقوّة، هو أوامر الاعتقال التي تهدد المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بإصدارها ضده وضد مسؤولين إسرائيليين.

ونقل الكاتب عن مصدرين لم يسمّهما، قال إن أحدهما ليس إسرائيلياً، أن نتنياهو هدد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال المحادثة الهاتفية الماضية بينهما، بأنه في حال لم توقف الولايات المتحدة أوامر الاعتقال هذه، فإنه سيوقف المفاوضات بشأن صفقة الهدنة في غزة، وسيجتاح رفح مع أو بدون المليون فلسطيني الموجودين هناك، كما سيهاجم "حزب الله" في الشمال.

ولفت الكاتب إلى أن الطريقة الوحيدة لدفع نتنياهو لتخليه عن مخاوفه وتنفيذ تهديداته هي مصيره الشخصي. ونقل عن أشخاص في محيط نتنياهو لم يسمّهم، أنه يقضي في هذه الأيام ما بين 70% من وقته ونحو 80% من طاقته بالانشغال بأوامر الاعتقال. وأضاف الصحافي الإسرائيلي أن نتنياهو يعيق العديد من "إنجازات" الجيش الذي يراوح مكانه، في وقت هو غير قادر على اتخاذ أي قرار في أي قضية، و"جميع إنجازات الجيش تتآكل وتتبدد بسبب الجمود الكبير".

المساهمون