نتنياهو خلال لقاء ممثلي عائلات المحتجزين: هناك مبادرة إسرائيلية لصفقة تبادل لكنني لن أخوض في تفاصيلها
قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، خلال لقائه ممثلي عائلات المحتجزين الإسرائيليين، إن "هناك مبادرة إسرائيلية لصفقة تبادل، لكنني لن أخوض في تفاصيلها"، فيما أكدت شبكة "أن بي سي نيوز"، أن المحادثات بشأن إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين لا تزال في طريق مسدود.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن مطالبة حماس بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل القوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بمن في ذلك بعض الذين نفذوا هجوم 7 أكتوبر، هو ما يعقّد المحادثات.
ويبذل المسؤولون القطريون والمصريون جهودًا من أجل التوصل إلى اتفاق يتيح إطلاق نحو 130 محتجزًا في قطاع غزة، ويضمن كذلك وقف الحرب الإسرائيلية.
وفجّر ملف المحتجزين خلافات حادة بين قادة الحرب وفي مختلف الأواسط الإسرائيلية، بعد الاتهامات بعدم منحه الأولوية في الحرب، وبسبب التخوفات من فقدان حياتهم في ظل القصف العنيف على مختلف أنحاء قطاع غزة.
وقال الوزير ورئيس الأركان السابق الإسرائيلي وعضو مجلس الحرب، غادي أيزنكوت، الخميس، إن وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الوحيد لإطلاق سراح المحتجزين. بينما أكد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، أنه يرفض الشروط التي وضعتها حركة حماس للإفراج عن الأسرى لديها، واصفاً إياها بـ"الاستسلام للوحوش"، أما وزير الأمن غالانت فأكد، أمس، أن سُحب الدخان ستبقى تغطي سماء غزة حتى تحقيق أهداف الحرب.
وظُهر اليوم، اقتحم العشرات من أهالي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة جلسة لجنة المالية البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي، مطالبين بإعادة أولادهم، ما تسبب في فضّ الجلسة.
من جانبه، قال مسؤول في حركة حماس لشبكة "أن بي سي نيوز"، إن الحركة لن تمضي قدماً في أي شيء حتى تحصل على وعد بتوقف الحرب ومغادرة القوات الإسرائيلية قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا هو "جوهر النقاش"، فيما أشار في ذات الوقت إلى أن الحركة تتلقى الكثير من المقترحات والأفكار من وسطاء مختلفين، خاصة من مصر وقطر.
تفاصيل المقترح
وبحسب ما تنقل الشبكة عن دبلوماسي من دولة ثالثة مطلع على المحادثات، فإنه تم الاتفاق على جزء كبير من التفاصيل، إلا أن النقطة الشائكة تتمثل في رفض الجانب الإسرائيلي الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار.
ويضيف: "يتضمن الاتفاق وقف القتال لمدة تصل إلى أكثر من شهر، مع إطلاق سراح المحتجزين على مراحل، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين".
وتشير الشبكة نقلا عن مسؤولين قولهم، إن الاقتراح الحالي الذي قدمه الوسطاء ينص على إطلاق سراح المحتجزين على ثلاث مراحل خلال ثلاثين يوما، بحيث تتضمّن المرحلة الأولى الإفراج عن المحتجزين المدنيين الباقين، فيما تشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح المجندات من الجيش الإسرائيلي وجثث المحتجزين الذين قتلوا في غزة، أما المرحلة الثالثة فستشمل إطلاق سراح الذكور، بما في ذلك الجنود الإسرائيليون، على أن تتزامن كل مرحلة من هذه المراحل مع إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وقال الناشط الإسرائيلي غيرشون باسكن، الذي عمل كوسيط مع حركة حماس لسنوات، إنه ينسق مع الحركة من خلال وسيط في لندن، مشيرًا إلى أن بعض مسؤولي حماس يريدون إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بـ10 آلاف.
وأكد أن رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، جعل من مهمة حياته إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين، بعد أن قضى 22 عاما في السجن.
وبحسب ما تنقل "أن بي سي نيوز" عن مسؤولين إسرائيليين، فإن أكثر من 100 من هؤلاء الأسرى شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فيما اعتقل حوالى 5000 منهم منذ 7 أكتوبر في الضفة الغربية.
"اليوم التالي" للحرب
وتأتي المحادثات الرامية إلى التوصل لصفقة تبادل ووقف إطلاق النار، كما تشير الشبكة نقلا عن عدد من الأشخاص المطلعين على المحادثات، كجزء من جهد دبلوماسي لإنشاء إطار يضمن الاستقرار الإقليمي وإشراك الدول العربية في إعادة بناء قطاع غزة، ودفع مسار التوصل إلى اتفاق يحقق السيادة الفلسطينية، والتوصل إلى معاهدة دفاع بين واشنطن والرياض.
وقال الدبلوماسي المطلع على المناقشات إن المحادثات حول "اليوم التالي" للحرب تجري في مسار منفصل عن صفقة المحتجزين، بينما أكد المسؤول في حركة حماس أن الحركة تأمل في لعب دور في حكم غزة بعد وقف إطلاق النار.
وتشير الشبكة إلى أن استطلاعات الرأي تظهر أن فكرة "مكافأة" الفلسطينيين في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، غير مستساغة بالنسبة للغالبية العظمى من الإسرائيليين.