نتنياهو على حدود غزّة: استنفار عسكري وتصعيدٌ كلاميّ

18 مارس 2014
الطيران الاسرائيلي لا يفارق سماء قطاع غزة
+ الخط -

لا يغادر الطيران الحربي والاستطلاعي الإسرائيلي أجواء قطاع غزة، عادةً، غير أنه كان كثيفاً، اليوم الثلاثاء، وقد تركّز وجوده بشكل لافت في المناطق الحدودية بين غزة والأراضي المحتلة عام 1948، بحسب شهود عيان ومصادر أمنية في غزة تحدثوا لـ"العربي الجديد". وحلّقت طائرات الاستطلاع وأخرى من طراز "أف 16"، على مستويات مختلفة في أجواء القطاع، الأمر الذي أثار الخشية والقلق لدى الغزيين، وذلك بعد أيام من جولة تصعيد متبادلة بين الاحتلال والمقاومة في إطار ردها على اغتيالاته واعتداءاته المتكررة على القطاع المحاصَر.

في غضون ذلك، ذكر شهود عيان أن ناقلات عسكرية إسرائيلية أنزلت آليات، بينها ناقلات جند وحفارات من الحجم الثقيل، على الحدود الشمالية قرب معبر بيت حانون، غير أنهم أكدوا أنها لم تتحرك من المكان الذي وضعت فيه حتى ساعات الظهر.

وتتزامن التطورات الميدانية في غزة، مع زيارة قريبة من حدود القطاع قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي افتتح "مؤتمر النقب" في مدينة سديروت التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن بلدة بيت حانون الشمالية.

وهدد نتنياهو، وفق ما نقلت إذاعة "صوت إسرائيل" باللغة العربية، بأن حكومته لن تقبل بإطلاق الصواريخ على أراضيها من قطاع غزة بشكل متقطّع، مشيراً إلى أن السياسة التي تتبعها تل ابيب "واضحة وتتمثّل بالرد فوراً، وبقوة كبيرة، على أي حادث من هذا النوع".

وقال نتنياهو إن إسرائيل تعمل على إحباط أي محاولة لإطلاق الصواريخ، وإذا اقتضت الضرورة ذلك، فإنها ستلجأ إلى إجراءات أخرى، مشدداً على أن أمن النقب يهم الحكومة مثل ما يهمها أمن منطقة تل أبيب الكبرى، على حد تعبيره.

وأنهت وساطة مصرية، قبل أيام، جولة من التصعيد أطلقت فيها "سرايا القدس"، الذراع العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، 130 صاروخاً وقذيفة محلية على البلدات المحتلة المحاذية للشريط الحدودي مع القطاع، فردت إسرائيل على ذلك بقصف 29 هدفاً للمقاومة في عمليات التدريب من دون إيقاع خسائر بالأرواح.

وشمل الاتفاق، الذي عُرف باسم "اتفاق تثبيت التهدئة"، وجاء بطلب إسرائيلي من الاستخبارات المصرية، وقف عمليات الاغتيال التي تقوم بها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين، في مقابل التزام المقاومة بوقف عملياتها وإطلاق النار والصواريخ على المناطق المحاذية للقطاع.

وفي السياق، وضع المتحدث باسم حركة "حماس" في غزة، فوزي برهوم، إغلاق معبر رفح من قبل السلطات المصرية في الخانة نفسها التي يصب فيها التصعيد الإسرائيلي. وقال برهوم إن "إحكام الحصار على القطاع ومنع دخول الوقود والدواء والمساعدات من دون أي مبرر، وحرمان آلاف المرضى والحالات الإنسانية من التنقل والسفر والعلاج"، هو "جريمة ضد الإنسانية".

وأشار برهوم، في بيان تسلّم "العربي الجديد" نسخة منه، إلى أنّ استمرار الحصار وإغلاق المعبر "يتزامن مع ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تصعيد وعدوان وحصار ينبئ بمخاطر شديدة ستطال كل مناحي الحياة الإنسانية والاقتصادية والصحية والبيئية".