نائب عراقي يطالب السوداني بحمايته من تهديدات فصيل مسلح

14 مايو 2023
يُعرف عن النائب سجاد سالم مناهضته للفصائل المسلحة (فيسبوك)
+ الخط -

طالب النائب العراقي المستقل سجاد سالم، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بحمايته من تهديدات تعرض لها من قبل أحد قادة الفصائل المسلحة التي تعمل تحت خيمة "الحشد الشعبي"، الذي اتهم النائب سالم بالانتماء إلى تنظيم "داعش" وتنفيذ أجندات خارجية.

وكان النائب قد أكد في تصريحات سابقة له، أنّ تحالف "الإطار التنسيقي" لا يمتلك ثقلاً في الشارع، لكنه يمتلك التريليونات (أموال) التي سيطر عليها، منتقداً انفلات السلاح والفساد والنهج الطائفي.

على إثر ذلك، هاجمه القيادي في "الحشد الشعبي" أبو تراب التميمي، موجهاً تهديداً له، ومعتبراً أنّه يعمل بأجندة خارجية، ولولا الحشد لكان والياً تابعاً لـ"داعش".

وقال التميمي في تغريدة له عبر "تويتر" موجهاً حديثه إلى النائب: "أنت تعتبر الحشد خارجاً عن إطار الدولة وتصفه بلون سياسي ذي صبغة طائفية (...) أنت وأمثالك ممن استوعبتهم الأجندة الخارجية ومنظومة التفكك المجتمعي في عهد البائس (الكاظمي)، الذي مهد لأمثالك الذين سخرتهم القوى المعادية للعراق في استهداف مؤسسة الحشد التي تشكلت بفتوى مباركة شملت كل أبناء العراق بأطيافهم وأديانهم ومذاهبهم".

وأضاف: "الذين يعتبرون الحشد ليس لهم فإنهم أعداء العراق"، مؤكداً أنه "لولا الحشد لكنت نائباً في (داعش) وتكون والياً لمدينة واسط".

من جانبه، انتقد سالم تلك التهديدات، وطالب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتدخل ومحاسبته (أبو تراب) قانونياً، قائلاً في تغريدة له: "ندين تصريحات أحد قادة الفصائل المسلحة، التي تضمنت تهديداً واضحاً وتجاوزاً لفظياً بحقنا، واتهامات لنا بالانتماء إلى داعش"، داعياً رئيس الوزراء إلى محاسبة المدعو أبو تراب التميمي، الذي "يدعي انتماءه إلى جهاز أمني عراقي، ويتجاوز مهامه بتهديد نائب منتخب من قبل الشعب".

وأشار النائب إلى أنّ "هذه التهديدات والاتهامات تأتي بعد تصريحاتنا ومطالباتنا بمحاربة النهج الطائفي في البلد، وتشخيص التجاوز على المال العام، وظاهرة عسكرة المجتمع واستخدام السلاح، والتصريحات هي حق كفلها الدستور للنائب لممارسة مهامه وواجباته".

وتعد التهديدات التي يتعرض لها النواب والمسؤولون العراقيون أحد أساليب الفصائل المسلحة المتنفذة في البلاد، التي وجهت على مدى السنوات الماضية تهديدات عدة لنواب ومسؤولين بسبب مواقف معينة أو محاولة كشف قضايا فساد وغير ذلك، ما أجبرهم على التخلي عنها حفاظاً على أرواحهم.

ولا يلجأ النواب والمسؤولون ممن يتعرضون للتهديدات من قبل الفصائل المسلحة إلى القضاء، بل يحاولون حل ذلك سلمياً، حرصاً على حياتهم.

وقال ضابط أمن رفيع في حديثه مع "العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إنّ "النائب لم يقم أي دعوى قضائية ضد أبو تراب، كحال من سبقوه ممن تعرضوا لتهديدات مماثلة خلال السنوات السابقة".

وأكد الضابط أنّ "أغلب من يتعرضون لتلك التهديدات يلجأون إلى الوساطات ومحاولة الاستعانة بقيادات سياسية مرتبطة بالفصائل المسلحة لتسوية تلك التهديدات"، مبيناً أنّ "هذا الحل هو الأسلم بالنسبة إليهم، ولا سيما أنّ تلك الفصائل متمردة ولها أذرع خطيرة وتنفذ تهديداتها في حال عدم رضوخ من يهددونه لمطالبها".

ويُعد سجاد سالم من أبرز المحتجين في محافظة واسط العراقية، وأصبح نائباً عنها في البرلمان في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وعُرفت عنه مناهضته للفصائل المسلحة، وقد تعرض لأكثر من هجمة إعلامية ومحاولات لتصفية سياسية من قبل المليشيات، وسبق أنّ واجه العام الماضي تهديدات وعشرات الدعاوى القضائية ضده بسبب انتقادات وجهها إلى قيادات في "الحشد الشعبي".