أعلن نائب رئيس الجمهورية العراقية، أسامة النجيفي، اليوم الخميس، أن تنظيم "داعش" أقدم على إعدام أكثر من ألفي مواطن من أهالي الموصل، في واحدة من أبشع جرائمه بالعراق، من دون أن يفصح النجيفي عن مكان أو وقت تنفيذ الإعدامات.
وقال النجيفي في بيان صدر عن مكتبه صباح اليوم، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه إن "تنظيم داعش الإرهابي نفذ حكم الإعدام في ألفين و70 شهيدا وعلق أسماءهم على جدران دائرة الطب العدلي في الموصل، دون أن يسلم جثثهم الطاهرة إلى ذويهم، ليسجل مدى الإيغال في الجريمة ومدى السقوط الأخلاقي".
واعتبر النجيفي أن "كل كلمات الإدانة والشجب، لا تعني شيئا أمام هذه الكارثة، ذلك أن أرواح الشهداء تطالب بالعدل، والعدل لا يكون دون تحرير الموصل والعمل فوراً لتحقيق هذا الهدف"، مؤكداً أن "سكوت المسؤولين في الحكومة أو الكتل السياسية، أو تقديم المسوغات من أجل تأجيل معركة التحرير، والتلكؤ وعدم تقدير عمق المأساة، لن يقبل من أحد".
كما رأى أنّ "إعدام أكثر من ألفي شهيد مرة واحدة، دليل لا يقبل الشك على عظمة المقاومة في الموصل التي تتعرض للتشكيك والتقليل من أهميتها"، مطالباً الحكومة "باستنفار كامل طاقتها وجهدها من أجل التحرير، ونواب المحافظة بالعمل ليلاً ونهاراً من أجل قضية محافظتهم".
إلى ذلك، أشار النجيفي إلى أن "التحالف الدولي والمجتمع الدولي، أمام امتحان إثبات صدقيته في وقف القتل الهمجي في الموصل".
وفيما لم يفصح نائب الرئيس العراقي عن مكان أو وقت تنفيذ "داعش" عمليات الإعدام تلك، أكدت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" في الموصل أن عناصر التنظيم نشروا مساء الأربعاء، قوائم تضم أسماء الكثير من المواطنين من أهالي محافظة الموصل، قال إنه أعدمهم بسبب تعاملهم مع الحكومتين المحلية والاتحادية.
وبحسب المصادر، فإنّ "التنظيم نشر أسماء القتلى ومنع تسليم جثثهم قبل توقيع ذويهم على تعهدات، بعدم إقامة مجالس العزاء للضحايا، وعدم تعليق لافتات تشير إلى وفاتهم، أو إشهار أنباء وفاتهم في الأحياء السكنية".
وفي سياق متصل، انتقد القيادي في "كتائب تحرير الموصل"، محمد رجا الحمداني، تقاعس الحكومة الاتحادية عن أداء واجباتها تجاه الشباب الذين تطوعوا لقتال تنظيم "داعش" في الموصل، مؤكداً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن عدداً كبيراً من القتلى أعلن تطوعه في وقت سابق لقتال التنظيم، لكن الأعداد الكبيرة من المقاتلين تركت بدون سلاح لتصبح فريسة سهلة بيد التنظيم.
وأشار الحمداني إلى وجود دعم (كردي - تركي) لانتفاضة أهالي الموصل ضد تنظيم "داعش"، معبّراً عن أمله في دعم أميركي على الأرض، لأن الضربات الجوية أصبحت مكشوفة للتنظيم الذي تمكن من الإفلات منها من خلال نصب "الأهداف الوهمية" التي غالبا ما تصيب المدنيين .
واستنكر القيادي المحلي قرار حكومة بغداد بنقل عدد كبير من المقاتلين الذين يتدربون لتحرير الموصل إلى قواعد عسكرية في بغداد لزجهم في معارك الأنبار، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمثل محاولة لإرغام السلطات المحلية في المحافظة على الاستعانة بمليشيا "الحشد الشعبي" على غرار ما حدث في صلاح الدين ويجري في الأنبار.
اقرأ أيضاً العراق: مسؤولون يحذرون من "مؤامرة" إسقاط الجنوب