تتقلد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل أرفع وسام في ألمانيا الإثنين على الرغم من الانتقادات التي طاولت سجلها، ولا سيما سياستها النووية وتساهلها حيال موسكو.
وستتسلم ميركل التي قادت ألمانيا بين 2005 و2021، وسام الصليب الأكبر للاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الإثنين الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي (16:00بتوقيت غرينتش).
ولم يحظ بهذا التكريم سوى المستشارين الأسبقين كونراد أديناور وهلموت كول.
ومع ذلك، تلاشى نجم المستشارة المحافظة السابقة البالغة 68 عاماً منذ مغادرتها منصبها في ديسمبر/ كانون الأول 2021. ويعود ذلك بشكل خاص إلى قراراتها المتعلقة بالاستغناء عن الطاقة النووية في عام 2011 وفتح أبواب بلادها أمام اللاجئين السوريين والعراقيين في عام 2015.
وطاولتها الانتقادات حتى من حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
واعتبر نائب رئيس الحزب المحافظ كارستن لينيمان في تصريح لقناة "إن تي في" الإخبارية، أن المستشارة السابقة التي خلفها الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز، تحظى "باحترام كبير، خاصة على المستوى الدولي" لكنها "ارتكبت أيضا أخطاء، بعضها فادح".
وشكل التخلي عن الطاقة النووية الذي سرعته المستشارة بعد كارثة فوكوشيما في اليابان "خطأ" لأنه تقرر "دون تحديد الإشارة إلى كيفية تزويد أنفسنا بالطاقة بشكل مستقل نوعاً ما"، بحسب لينيمان.
كما أشار لينيمان إلى أن قرار فتح الحدود أمام اللاجئين في عام 2015، كان من بين "الأخطاء الفادحة".
وبعدما غادرت ميركل المستشارية في أوج شعبيتها، سدد الغزو الروسي لأوكرانيا وصمة لإرثها لاعتبارها كانت متساهلة حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزادت من اعتماد ألمانيا على الطاقة الروسية.
وقال الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) بيجان جير سراي: "في نهاية ولايتها (الرابعة)، لم تكن بلادنا في حالة جيدة". غير أن ميركل التي بدأت بكتابة مذكراتها منذ مغادرتها المستشارية، تحصد الإشادة بما في ذلك من خصومها في الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.
وقالت ساسكيا إسكن، وهي من قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "أقدر بشكل خاص حنكتها الدبلوماسية وحكمتها المتعاطفة اللتين ساعدتاها دائمًا على تشكيل تحالفات وتسويات مستدامة على الساحتين المحلية والدولية".
واعتبر أوميد نوريبور، المدير المشارك لحزب الخضر، أن ميركل "طبعت بلدنا كقليلين آخرين" مشيرا إلى أنه "ليس من الضروري أن نتفق مع كل أعمالها للاعتراف بمزاياها الكبيرة".
(فرانس برس)