موكب "استثنائي" مناهض للانقلاب في الخرطوم

10 يناير 2022
الموكب المناهض للانقلاب يأتي خارج الجدول المعد (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد مدينة أم درمان، غرب العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الإثنين، موكباً استثنائياً ينظمه شباب تحت اسم "موكب الراستات، لمناهضة الانقلاب العسكري".

ويأتي الموكب خارج الجدول المعد من قبل لجان المقاومة السودانية لشهر يناير/كانون الثاني، المحدد لأيام الحراك الثوري.

والراستات أو الراستافارية هم شريحة شبابية، يميزها شكلها وطريقتها الخاصة في ملبسها وإطالة وتصفيف شعرها على طريقة المغني الأميركي بوب مارلي، كما لهم تعاملهم ومجتمعهم الخاص، ويكن غالبية شبابها محبة للفنان السوداني الراحل محمود عبد العزيز.

وقالت المجموعة غير المنظمة، في بيان، إن مواكبها، هي "مواكب حب، وتعافٍ ومقاومة"، وإنهم "متمسكون بالثورة السودانية وصولاً للمدنية الكاملة والاحتفاء بالتنوع، وقبول الآخر عبر الفن والإبداع وكافة الوسائل اللاعنفية".

وكان عشرات الآلاف من السودانيين، خرجوا، أمس الأحد، في مواكب بعدد من المدن. 

ولقي اثنان مصرعهما على يد قوات الانقلاب، خلال مشاركتهما بمواكب أمس.

وبذلك ارتفع العدد الكلي للقتلى إلى 63 شخصاً منذ الانقلاب العسكري، طبقاً لما أكدته لجنة أطباء السودان المركزية التي أشارت أيضاً إلى إصابة 90 مشاركاً، أمس، بينهم إصاباتهم خطرة، فيما تقول الشرطة السودانية إنها أحصت حالة وفاة واحدة و8 إصابات.

وادعت الشرطة، في بيان، بأنها تعاملت مع الحالات المتفلتة أثناء المواكب، بالقدر المعقول من القوة القانونية.

الأمم المتحدة: بحثا عن الأولويات وكيفيات التوافق

وعلى الصعيد السياسي، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية للسودان، فولكر بيرتس، إن بعثته ستعمل كمسهل للحوار بين القوى المدنية والمكون العسكري للخروج من الأزمة الراهنة، وليست لديها مقترحات إنما ستترك ذلك للسودانيين.

وأضاف بيرتس، في مؤتمر صحافي بالخرطوم، اليوم الاثنين، أن المرحلة الأولى لمساعي البعثة تتركز على إجراء اتصالات مع كل القوى السياسية للاستماع لآرائهم ووضعها في الاعتبار، وما هي الأولويات الملحة، ومن ثم تحديد الكيفية التي تحقق توافقاً في الآراء أو الجلوس على طاولة واحدة، إذا رأت الأطراف ذلك، مشيراً إلى أنهم سمعوا اصوات السودانيين والسودانيات المنادية بتحقيق الحكم المدني الديمقراطي.

وأكد بيرتس التزام الأمم المتحدة القاطع بدعم تحقيق تلك التطلعات، ومستقبل يقوم على الحرية والسلام والعدالة، وفقاً لقرار تفويض البعثة الأممية الصادر عن مجلس الأمن الدولي العام الماضي.

ورفض المبعوث الأممي الرد على سؤال عن موقف رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، من جهود البعثة الدولية، لكنه أشار إلى أن المؤسسة العسكرية والأمنية ليس لديها اعتراض على جهود الأمم المتحدة.

وحول صدور بيان من الحزب الشيوعي، وتجمع المهنيين، وبعض لجان المقاومة على مبادرة البعثة، ذكر بيرتس أنه لأي جهة حق الرفض، مشيراً إلى أن لجان المقاومة ذكرت أنها غير راغبة في الجلوس مع العسكر، مشيراً إلى أنه لم يطلب حتى الآن منهم الجلوس إلى العسكر، وإنما طلب منهم الجلوس للبعثة لمعرفة مواقفهم.

دعم بريطاني     

وكان السفير البريطاني بالخرطوم، جايلز ليفر، التقى اليوم، عضو مجلس السيادة، الهادي إدريس، وبحث معه الوضع الراهن في البلاد، ومبادرة بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان، والأوضاع في دارفور، في ضوء الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرا. 
وأعلن السفير دعم بلاده ومساندتها للمبادرة الأممية، مؤكداً أن بريطانيا ستعمل مع شركائها على الصعيدين الإقليمي والدولي، لمساعدة السودانيين للتوصل إلى توافق سياسي يفضي لتشكيل الحكومة وتهيئة البيئة للانتخابات والتحول الديمقراطي.

مواقف الفرقاء السودانيين

ولا تزال المواقف متباينة بين القوى السياسية المعارضة حول قبول المبادرة الأممية. وفي آخر البيان أعلن حزب الأمة القومي، ترحيبه بالدعوة للحوار بين مكونات العملية السياسية في البلاد مع التأكيد على تمسكه الكامل بخيارات الشعب السوداني لإسقاط انقلاب 25 أكتوبر، وإلغاء كل القرارات التي ترتبت عليه، وإعادة الحكم المدني كاملا والشرعية الدستورية.

وأشاد الحزب بمجهودات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعم الشعب السوداني لتحقيق التحول الديمقراطي في البلاد وإنجاح الفترة الانتقالية، مشيراً إلى أن أجهزة الحزب ستناقش الدعوة حال تسلمه إياها عبر مؤسساته وسيقرر بشأنها بناء على أجندة الحوار المطروحة للنقاش.

في المقابل، رفض الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين السودانيين وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، من حيث المبدأ فكرة الحوار مع العسكر، متمسكين "بهدف إسقاط الانقلاب أولاً".

في حين، رحبت قوى إعلان الحرية والتغيير مبدئياً بالمبادرة، وتعهدت بالمضي فيها إذا قادت إلى هزيمة الانقلاب وإزاحة قادته من المشهد كلياً.
 

المساهمون