قالت روسيا اليوم الجمعة إنها تريد المساعدة في بدء محادثات سلام في أفغانستان، بعد أن نشبت اشتباكات شرسة بين القوات الأفغانية ومسلحي حركة طالبان قرب الحدود مع باكستان.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر مع مسؤولين كبار من وسط آسيا في طشقند عاصمة أوزبكستان، "أود أن أؤكد اهتمام روسيا بتسهيل الحوار بين الأطراف المتحاربة في أفغانستان، بهدف إنهاء الحرب الدائرة منذ سنوات والتأسيس لأفغانستان سلمية ومستقلة ومحايدة".
وبحث الرئيس الأفغاني أشرف غني، اليوم الجمعة، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف آخر المستجدات في أفغانستان.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، أن مباحثات غني ولافروف جاءت في إطار المؤتمر المنعقد في العاصمة الأوزبكية، مضيفة أن الجانبين تناولا الوضع السياسي والعسكري في أفغانستان ومسار عملية السلام في هذا البلد، وأعربا عن قلقهما من تردي الأوضاع (الأمنية) شمالي البلاد.
وشدد الجانب الروسي على ضرورة بدء المفاوضات الأفغانية -الأفغانية بأسرع ما يمكن لإنهاء سنوات الصراع المسلح في أفغانستان وتحقيق الاستقرار في البلاد، وفق البيان نفسه.
وكان لافروف قد صرح الجمعة، أن الرحيل "المتسرع" للأميركيين من أفغانستان مسؤول عن تدهور الأوضاع في البلاد، حيث تشن حركة طالبان هجمات ناجحة.
وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية: "في الأيام الأخيرة، شهدنا تدهوراً سريعاً للوضع في أفغانستان"، وأضاف "في ضوء الانسحاب السريع للوحدات الأميركية وحلف شمال الأطلسي، ازدادت حالة الغموض العسكري والسياسي في البلاد وحولها بشكل كبير".
وتابع لافروف خلال زيارة لطشقند في أوزبكستان، حيث يشارك في مؤتمر إقليمي مع دول آسيا الوسطى: "في ظل الظروف الحالية هناك خطر حقيقي من امتداد عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة".
ومنذ بدء هجومها على القوات الأفغانية مطلع أيار/مايو مع انسحاب القوات الأجنبية، احتلت طالبان مناطق ريفية شاسعة، خصوصاً في شمال البلاد وغربها بعيداً عن معاقلها التقليدية في الجنوب، وقد استولت على نقاط حدودية رئيسية مع إيران وتركمانستان وطاجكستان، وتطوق عواصم عدد من الولايات، وبسبب حرمانهم من الدعم الأميركي، لم يبد الجنود الأفغان مقاومة كبيرة.
وتشعر روسيا، القوة الإقليمية التي ظلت قريبة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى، بالقلق من زعزعة الاستقرار في المنطقة التي تحتفظ فيها بقواعد عسكرية، وقال لافروف الجمعة إن "الأزمة الأفغانية تفاقم التهديد الإرهابي ومشكلة تهريب المخدرات التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة".
(فرانس برس، رويترز، الأناضول)