مواقف متباينة في بغداد من إعلان واشنطن خفض عديد قواتها... ومسؤول يستبعد تغييرات في قاعدتي عين الأسد وحرير

18 نوفمبر 2020
واشنطن قررت خفض قواتها في العراق إلى 2500 جندي (روبين هاك/Getty)
+ الخط -

أثار قرار واشنطن، أمس الثلاثاء، بالتخفيض الجديد لعديد قواتها العاملة في العراق من 3200 إلى 2500 جندي، ردود فعل متباينة لدى قوى سياسية عراقية مختلفة، ففي الوقت الذي يعتقد بعضهم أنّ الأميركيين يعدون الانسحاب بمثابة العقوبة للعراق، قلّل آخرون من أهمية الحديث عن تقليل القوات الأميركية، معتبرين ذلك غير مهم ما دام الوجود نفسه واقعاً بغض النظر عن عددها.

يأتي ذلك في ظل حالة من الاحتقان الأمني التي تعيشها بغداد، بعد ليلة دامية شهدت هجوماً بستة صواريخ استهدف المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأميركية وبعثات دبلوماسية غربية، ما تسبب بمقتل طفلة وجرح مدنيين آخرين وخسائر في الممتلكات. وتبنت الهجوم جماعة تطلق على نفسها "أصحاب الكهف"، ويؤكد مراقبون أنها إحدى أذرع مليشيات كتائب "حزب الله" في بغداد.

ورجّح مسؤولان عراقيان في بغداد، أن يكون التخفيض الجديد من وحدات تدريب ودعم معلوماتي، واستبعدا إغلاق أي قاعدة جديدة في العراق على غرار ما حدث خلال الأشهر الماضية.

وقال مسؤول عراقي لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "من المتوقع أن يكون التخفيض من معسكر المطار ووحدة دعم متقدمة قرب بغداد كانت تقدم معلومات جوية للقوات العراقية عن تحركات عناصر داعش، وبالنسبة لقاعدتي عين الأسد وحرير غرب الأنبار في شرق أربيل، فمن المستبعد إغلاق أي منهما بالوقت الحالي على الأقل".

السياسي العراقي وعضو ائتلاف "دولة القانون"، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، سعد المطلبي اعتبر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تخفيض عديد القوات الأميركية في العراق "قد تكون له علاقة بالانتخابات الأميركية وتفاعلاتها"، مبيناً أن الإدارة الحالية في واشنطن تعتبر الانسحاب بمثابة العقوبة للعراق.

وأوضح أنّ "الأميركيين يعتقدون أن انسحاب قواتهم من البلاد سيجعل العراق في خطر"، مشيراً إلى أن الصواريخ التي أطلقت ليل أمس الثلاثاء، على المنطقة الخضراء "تؤكد وجود جهات لا تريد للأميركيين الخروج من العراق".

وبيّن أن هذه الجهات متهمة بـ"الغباء الكلي"، متوقعاً أن يكون انسحاب القوات الأميركية على شكل سرية أو كتيبة من كل مكان توجد فيه، وليس إخلاء قاعدة بشكل كامل.

في المقابل، قلل عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم عليوي، من أهمية الحديث عن تخفيض عدد القوات الأميركية في العراق إلى 2500 جندي، مضيفاً، في إيجاز صحافي قدمه صباح الأربعاء، أنّ "هذا الحديث هو مجرد تصريحات إعلامية، والولايات المتحدة لا تريد الخروج من العراق، بل تريد تعزيز وجودها من أجل تحقيق مشاريعها".

ورأى عليوي أن انسحاب القوات الأميركية من العراق "لن يؤثر على أمن واستقرار البلاد، موضحاً أن القوات العراقية هي التي تمسك الأرض بعدما حققت نجاحات وانتصارات كبيرة".

بدوره، اعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، مثنى أمين، أن بلاده "غير مهيأة في هذا الوقت للانسحاب الأميركي"، معلّقاً على إعلان الانسحاب بالقول إن "العراق غير مهيأ لخطوة الانسحاب الأميركي بالوقت الحالي، ويجب أن تكون المسألة مدروسة لتفادي أي فراغ، لأن المنطقة تعاني من صراعات إقليمية، وأي فراغ ربما يؤدي إلى نوع من الاشتباك".

وشدد على أن "الانسحاب الأميركي يجب أن يكون مسألة مدروسة ووفق مصالح عراقية، وليس وفق مصالح الآخرين، الذي قد تعقبه تداعيات اقتصادية وأمنية".

بدوره، أكد عضو بالبرلمان عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي)، أن تخفيض عدد القوات الأميركية في العراق سيسهم في تقوية الجبهة البرلمانية المطالبة بإخراج القوات الأميركية من البلاد، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود حراك يقوده عدد من النواب لإعادة طرح قضية جدولة انسحاب القوات الأجنبية وخصوصاً الأميركية على طاولة البرلمان. 

وكان مجلس النواب العراقي قد أصدر قراراً، مطلع العام الحالي، ألزم فيه الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من العراق على خلفية مقتل قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري الإيراني"، قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي.

وقال وزير الدفاع الأميركي كريستوفر ميلر، أمس الثلاثاء، إن بلاده قررت تخفيض عدد قواتها في العراق من 3200 إلى 2500، موضحاً أن هذا التخفيض جاء بناءً على توجيهات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد التشاور مع مجلس الأمن القومي والقادة العسكريين. وبيّن أن الولايات المتحدة الأميركية ستبدأ بسحب جزء من قواتها في العراق وأفغانستان خلال الساعات المقبلة، مشيراً إلى أن هذا القرار يؤكد القيادة الشجاعة لترامب. 

المساهمون