من هي "المعارضة الخارجية" التي تتحدث عنها السلطات الأردنية؟

05 ابريل 2021
قضايا الفساد جذبت قطاعا من الأردنيين لسماع المعارضة الخارجية (الأناضول)
+ الخط -

لفت نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي،  أمس الأحد، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده، في مقر رئاسة الوزراء لتقديم رواية السلطات الأردنية عن الاعتقالات التي شهدتها البلاد أول من أمس السبت، والتفاصيل المرتبطة بولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين إلى ما يسمى بـ"المعارضة الخارجية"، عندما أشار إلى أن "التحقيقات الأولية أثبتت وجود تواصل بين أشخاص من الحلقة المحيطة بالأمير حمزة، تقوم بتمرير ادعاءات ورسائل إلى جهات في الخارج، تشمل ما يسمى بالمعارضة الخارجية، لتوظيفها في التحريض ضد أمن الوطن وتشويه الحقائق".

 وأثارت هذه التصريحات تساؤلات حول حقيقة وجود "معارضة أردنية خارجية" وممن تتألف، خصوصاً أن هذا المصطلح لم يكن مألوفاً لدى الأردنيين، وعندما بدأ يتردد في السنوات الأخيرة كان يشير بشكل أساسي إلى مجموعة مؤثرين من الناشطين الإعلاميين والسياسيين ممن يقيمون في أوروبا والولايات المتحدة، يحاولون توظيف مواقع التواصل الاجتماعي، عبر برامجهم المباشرة للوصول إلى الجمهور الأردني.

ولا يمكن الفصل بين بروز المعارضة الخارجية الأردنية في الآونة الأخيرة والسقوف المرتفعة التي تتحدث بها عند تناول جميع القضايا، في ظل السقف المحدد الذي يتناول الإعلام المحلي به قضايا الساعة، وهو الأمر الذي أدى إلى ازدهار المعارضة في الخارج، وتوجه المواطنين إلى الاستماع لها.

منابر خاصة

ويقول الأمين العام للحزب "الديمقراطي الاجتماعي" الأردني، النائب السابق جميل النمري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن المعارضة الأردنية في الخارج "يمكن وصفها بأنها منابر خاصة توظف وسائل التواصل الاجتماعي لتمرير آرائها والمعلومات التي تريدها، ولكن لا يمكن وصفها بأنها معارضة ذات هيكل سياسي".

ويرى النمري أنه اصطلح مجازا على تسمية الأشخاص الذين يظهرون على منابر التواصل الاجتماعي ويتحدثون بالشأن السياسي العام معارضة خارجية، والأصح هي منابر استثمرت في ضعف الإعلام المحلي، واستغلت النقص في المكاشفة والشفافية وضعف أداء بعض المؤسسات الدستورية.

ويضيف أنه في الأردن المعارضة السياسية موجودة في الداخل وممثلة بأحزاب وقوى سياسية، ولا يمكن وصف فرد هنا وآخر هناك بالمعارضة.

ويوضح النائب السابق قوله: "يقل تأثير المعارضة الخارجية أو ينتفي دورها، أو العكس يكبر ويزداد وفق الأداء الداخلي للمؤسسات الوطنية والفاعلين في العمل العام والإعلام، فكلما كان هناك شفافية وعلانية ووضوح، وحرية في التعبير تتراجع أهمية الأصوات الخارجية".

ويشير إلى أن الرأي العام دائما متعطش للمعلومات، فإذا شعر المواطن أن المصادر الداخلية لا تلبي العطش للمعلومة، يلجأ للمصادر والمنابر الخارجية.

ناشطون على مواقع التواصل

بدوره، يقول الكاتب الصحافي في جريدة "الغد" الأردنية، ماجد توبة، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "هناك مجموعة من الأشخاص نستطيع أن نصفهم بالمعارضة الخارجية وهم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن القول إن بعضهم رصين، فيما هناك الكثير ممن يقدمون أداء مبتذلا، ويتحدث بكل الأمور دون معرفة، والمساحات التي يتحدث بها تتجاوز مطالب الشعب الاردني والتي تركز على الإصلاح ومحاربة الفساد والشفافية في إدارة الشؤون العامة، والبناء على ما تحقق في الأردن من إنجازات".

ويرى توبة، أن "هناك من يريد نسف الاستقرار، وتجاوز فكرة الإصلاح المتفق عليها في الأردن"، معتبرا أن أي مشروع إصلاحي يجب أن يكون توافقيا بمشاركة الأغلبية، وبتوافق وطني، وينبع من الداخل".

وتابع أن بعض المعارضين "تجاوزوا حدود النقد والمطالب الإصلاحية، وأحيانا قاموا بإدانة الشعب قبل الحكومة"، معتبرا أن حديث ونقد بعضهم يتحول وكأنه شأن شخصي لموقف سابق يتعلق به.

ويضيف الكاتب الصحافي "لا اعتقد أن المعارضة الخارجية قادرة على تهديد الأمن والاستقرار في الأردن، فالمواطنون ضد تهديد الاستقرار، وفي ذات الوقت مع الإصلاح الشامل المبني على العدالة والحفاظ على النظام"، مشيرا إلى أن بعضهم أحيانا يلامسون مطالب المواطنين، ولكن في أحيان أخرى، منهم من يشوه الحقائق.

ويرى توبة أن تأثير المعارضة الخارجية غير كبير على المواطنين، فالأردنيون لديهم أولوياتهم خاصة المتعلقة بتحسن الاقتصاد والإصلاح السياسي.