من بوش إلى هاريس وترامب

29 يوليو 2024
من تظاهرة ضد لقاء نتنياهو وترامب في مارآلاغو، 26 يوليو الحالي (جيورجيو فييرا/فرانس برس)
+ الخط -

تتجه الأنظار مع كل انتخابات أميركية إلى الولايات المتحدة، حيث يتقرر جزء من مصير العالم، وترتفع آمال أو تخيب مع هذا الصعود أو ذاك النزول. قد يكون من حق بعض العالم أن يفكر بهذه الطريقة ويضع هذه الحسابات، ويتفاءل أو يتشاءم، إذ بالفعل يتحدد النمو والكساد في بعض الدول بنوعية الإدارة الأميركية وشكلها. أما نحن العرب، فما الذي يهمنا إن كان الرئيس الأميركي هو جورج بوش أو باراك أوباما، جو بايدن أم دونالد ترامب أم كامالا هاريس؟ كلهم يفكرون بالطريقة نفسها تجاهنا، ابتزازنا بأكبر قدر ممكن، وتحجيم دورنا إلى أقصى درجة ممكنة، وإعلاء إسرائيل فوق رؤوسنا وإضعافنا أمامها بقدر الإمكان.

لا يهم إن كان الحاكم الأميركي ديمقراطياً أم جمهورياً، شاباً أو شيخاً، من شمالها أو جنوبها، أبيض أو أسمر، الأمر سيان بالنسبة إلينا. انظروا إلى مهرجان تصفيق الكونغرس لمجرم الحرب بنيامين نتنياهو، إذ بلغ عدد المرات التي صفق فيها أعضاء الكونغرس خلال الخطاب الذي استغرق 53 دقيقة، بحسب ما أحصته "العربي الجديد"، 80 مرة، منها 58 وهم يصفقون وقوفاً، ويشمل ذلك التصفيق له مطولاً حتى قبل أن يبدأ خطابه، من دون احتساب المرتين اللتين صفق فيهما أحد الأعضاء الذي كان يجلس خلف نتنياهو بشكل فردي.

تنقل "رويترز" عن فريق ترامب أنه "تعهّد له بالعمل لإحلال السلام في الشرق الأوسط ومحاربة معاداة السامية إذا عاد إلى البيت الأبيض"، بينما تؤكد منافسته كامالا هاريس "التزامها الراسخ تجاه إسرائيل وأمنها". ليس هذا الأمر قاعدة أميركية فقط، فالصهاينة في كل مكان على وجه البسيطة، وبالتوازي مع الدعم الأميركي لمجرم الحرب نتنياهو، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، الأربعاء، أن بلاده لن توقف دعمها العسكري لإسرائيل. وأعرب شولتز عن رفضه القاطع لدعوات مقاطعة البضائع والخدمات الإسرائيلية، واصفاً تلك المطالب بأنها "مثيرة للاشمئزاز". هذه ألمانيا الفيلسوفة تعتبر أن مقاطعة قتلة الأطفال مثيرة للاشمئزاز.

ربما يكون من حقهم أن يفكروا فينا بهذه الطريقة، طالما أن ذلك لا يغيّر فينا شيئاً وربما يباركه بعضنا، ولكن هل نتعجب من هذه التصرفات ووكالة "أونروا" نفسها تواجه تحديات وتهديداً وشيكاً بطردها من القدس المحتلة، وتصنيفها منظمة إرهابية من قبل الكنيست الإسرائيلي، بحسب تصريحات مسؤولين في الوكالة؟

هل العالم بهذا السواد وهذه القتامة؟ قطعاً لا، فما تزال هناك مقاومة صامدة توجع العدو وأنصاره يومياً، وهناك أصوات تعلو في كل مكان لنصرة الحق، الإنساني على الأقل، ورأينا وقرأنا مواقف مشرفة لنواب أميركيين يصفون نتنياهو بمجرم حرب ويرفضون حضور خطابه، وهذا يعني أن هناك أملاً، وأن الحق وإن كان أقلياً وضعيفاً فهو موجود، وسيعلو.

المساهمون