منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا

23 ديسمبر 2021
الوضع متقلب على خطوط التماس بين روسيا وأوكرانيا (يوري دياشيشين/ فرانس برس)
+ الخط -

قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أمس الأربعاء، إنّ مفاوضين من أوكرانيا وروسيا والمنظمة اتفقوا على استعادة وقف إطلاق النار الكامل بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.

وقال السفير ميكو كينونين، الممثل الخاص للرئيس الحالي للمنظمة، في أوكرانيا وفي فريق الاتصال الثلاثي، في بيان: "من دواعي سروري أن المشاركين عبروا عن تصميمهم القوي على الالتزام الكامل باتفاق تدابير تعزيز وقف إطلاق النار المؤرخ في 22 يوليو/تموز 2020".

وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات خلال الأشهر الماضية، في ما يتعلق بانتهاك وقف إطلاق النار السابق الذي تم التوصل إليه في يوليو/تموز 2020 وساعد إلى حد بعيد في تقليل عدد الضحايا العام الماضي.

وقال كينونين: "هذا (الاتفاق الجديد) ذو أهمية قصوى لمن يعيشون على جانبي خط التماس"، قبل أن يضيف أنه وفقاً لتقارير بعثة المراقبة الخاصة، فإنّ الوضع الأمني على طول خط التماس لا يزال متقلباً، إذ جرى تسجيل زيادة انتهاكات وقف إطلاق النار بنحو خمسة أمثال في المتوسط يومياً في ديسمبر/كانون الأول الجاري مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وانتهت المعارك الرئيسية بين القوات الأوكرانية وتلك المدعومة من روسيا باتفاق أُبرم في العاصمة البيلاروسية مينسك عام 2015 بوساطة ألمانيا وفرنسا، لكن الاشتباكات المتفرقة لا تزال تودي بحياة مدنيين وجنود على نحو منتظم في صراع عسكري مستمر منذ 2014.

والتصعيد حول أوكرانيا محور مشاورات بين الغربيين وروسيا، التي دُعيت إلى إجراء مفاوضات في إطار صيغة نورماندي، التي تضم ممثلين من فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في تصريح، أمس الأربعاء، إنّ الحوار مع موسكو ضروري، سواء أكان في إطار صيغة نورماندي مع فرنسا وأوكرانيا، أم محادثات في مجلس روسيا وحلف شمال الأطلسي.

ويتّهم الغرب موسكو بحشد عشرات الآلاف من جنودها عند الحدود تحضيراً لغزو محتمل لأوكرانيا.

في المقابل، يعتبر الكرملين أن النهج الذي تعتمده واشنطن وحلف شمال الأطلسي هو الذي يشكل تهديداً لها، بسبب دعمهما السياسي والعسكري لكييف.

اتفاق أميركي أوروبي على التنسيق بشأن روسيا

في غضون ذلك، اتّفق وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، على أنّ "أيّ نقاش بشأن الأمن الأوروبي" مع روسيا "سيكون بالتنسيق وبمشاركة الاتّحاد الأوروبي"، بحسب بيان صادر عن بروكسل.

وشدّد الرجلان، خلال محادثة هاتفيّة، على "أهمّية استخدام القنوات الدبلوماسيّة والمنتديات الدوليّة والإقليميّة المعنيّة، مثل منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا، لمواجهة هذه التحدّيات"، بحسب نصّ البيان الذي أصدره مكتب بوريل.

وشدّد بلينكن وبوريل على "الحاجة إلى عمل منسّق لدعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وأكّدا مجدّداً أنّ أيّ عدوان عسكري روسي آخر ضدّ أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة" على روسيا، وفقاً لبيان أصدره المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة نيد برايس.

وأعلن بوريل، في وقت سابق الأربعاء، أنّ التكتّل الأوروبي يعوّل على الولايات المتحدة وحلف الأطلسي للدّفاع عن مصالحه في المفاوضات مع روسيا حول الأمن الأوروبي. وكتب بوريل، في بيان، أنّ "الاتّحاد الأوروبي سيتعاون مع الولايات المتحدة وحلف الأطلسي لتكون مصالحه ممثّلة في أيّ محادثات محتملة مع روسيا حول الأمن الأوروبي".

وقال: "اليوم أمن أوروبا مهدّد"، متوعّداً بأنّ الاتحاد الأوروبي سيردّ "مع شركائه وحلفائه" في "شكل حازم على أيّ انتهاك جديد لسيادة أوكرانيا"، داعياً في الوقت نفسه إلى الحوار والتفاوض.

وكتب "أيّ محادثات فعليّة حول الأمن في أوروبا لا بدّ من أن تستند إلى التزامات وواجبات من منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا والأمم المتحدة، الدعامتين الحقيقيتين للبناء الأمني الأوروبي. وإنّ محادثات كهذه يجب أن تكون جامعة وأن تأخذ في الاعتبار مخاوف جميع الأطراف المشاركة ومصالحها".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون