أعلنت مجموعة من التنظيمات السياسية السورية، في بيان لها مساء الثلاثاء، رفضها التام لعقد النظام السوري برعاية روسية مؤتمراً في دمشق لإعادة اللاجئين السوريين في الخارج، وعدت الخطوة ورقة لجلب التمويل لحساب مشاريع هدفها دعم النظام لإنقاذ اقتصاده المتهالك.
ووقع على البيان كل من "المجلس السوري للتغيير" و"حركة العمل الوطني من أجل سورية" و"التحالف العربي الديمقراطي" و"رابطة المستقلين الكرد السوريين" و"حركة السوريين الديمقراطيين".
وأكد الموقعون على إدانة "هذه المراوغة والتعدي من قبل روسيا التي باتت جزءاً من المشكلة وليس الحل" مضيفين: "نعلن رفضنا التام له ولما يمكن أن يصدر عنه، ولما يشكله من محاولة التفافية ومتاجرة بقضية اللاجئين بمزاعم وذرائع إنسانية، واستخدامها ورقة لجلب التمويل لحساب مشاريع هدفها دعم النظام وإنقاذ اقتصاده المتهالك."
وحذر البيان في الوقت ذاته من "خطورة الإقدام على هكذا خطوة استفزازية بحق الشعب السوري الحر وتضحياته على مدار عشر سنوات ودماء أبنائه، ناهيكم عما تعرض له السوريون الذي عادوا أو أعيدوا من بعض دول الجوار السوري إلى اعتقال وإذلال وملاحقة أمنية وحرمان من العيش".
وكانت روسيا قد دعت إلى عقد مؤتمر خاص باللاجئين السوريين في دمشق يومي الأربعاء والخميس، وذلك بزعم إعادتهم إلى بلدهم.
وقال البيان إن ذلك "خرق واضح وصريح لبيان جنيف 1 وللقرارين ٢١١٨ و٢٢٥٤، والقواعد المنصوص عليها في القانون الدولي"، كما عده "سعياً للتهرب من استحقاقات الحل السياسي".
وشدد على أن النظام كان السبب المباشر والرئيس في "تشريد وتهجير وتدمير منازل اللاجئين والاستيلاء على ما تبقى منها، إلى جانب استمرار عمليات القصف والتهجير الممنهج التي تقوم بها روسيا نفسها ومعها نظام الأسد وإيران والميليشيات الطائفية متعددة التسميات والاتجاهات".
وأوضح البيان أنه "لا يمكن أن تتم عملية إعادة ١٤ مليوناً شردهم نظام الأسد وحلفاؤه، دون توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة ومستلزماتها من حيث الأمان والبنى التحتية وفرص العمل، في ظل وجود نظام بات عاجزاً عن توفير رغيف الخبز لمن هم في مناطق سيطرته."
وتساءل البيان: "عن أي عودة يتحدث الجانب الروسي، الذي يسعى مراوغاً بخطوته هذه إلى تعويم نظام ارتكب آلاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، وهو يقوم بذلك كونه بات بطبيعة الحال جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل، وبعد كل ذلك عن أي ضمانات يمكن أن يتم الحديث!."
وأكد أن "الرفض المطلق والتام من قبل السوريين والمجتمع الدولي وفي المقدمة منه الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لإعادة الإعمار دون حل سياسي، يجعل المؤتمر بحكم الميّت قبل ولادته."
وكانت "هيئة القانونيين السوريين" المعارضة قد عدت المؤتمر في بيان اليوم بدعوة من روسيا "محاولة لتعويم النظام السوري، وتضليل المجتمع الدولي."
ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر المزعوم في دمشق يوم غد الأربعاء ويوم الخميس، فيما لم يتضح من هي الوفود المشاركة في ذلك المؤتمر باستثناء الوفدين الروسي واللبناني.