منتدى الخليج والجزيرة العربية يبحث في ختام أعماله تداعيات المصالحة الخليجية إقليمياً ودولياً
بحثت أعمال الدورة الثامنة من منتدى الخليج والجزيرة العربية، الذي يعقده "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، اليوم الأحد، في يومها الثاني والأخير تداعيات المصالحة الخليجية، إقليمياً ودولياً.
وعرض أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، لآفاق المصالحة الخليجية وانعكاساتها على علاقة مصر بدول الخليج، سواء على المستوى الثنائي مع مختلف دول التكتل، أو على مستوى العلاقة مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لافتاً إلى التأثير المحتمل للمصالحة في خريطة وموازين القوى في النظامين الإقليميين العربي والخليجي.
وناقش أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم، حسن الحاج علي، تأثير المصالحة الخليجية على التنافس الذي كان قائماً بين دول الخليج في القرن الأفريقي، حيث انحسر الاهتمام الخليجي وفقه بالقضايا العسكرية والسعي لإقامة مرافق عسكرية خليجية في القرن الأفريقي، فيما تركّز الاهتمام خليجياً بعد المصالحة على القضايا السيادية والحالة الاجتماعية هناك.
وفيما يخص الأزمة اليمنية، تطرق الباحث غير المقيم لبرنامج شؤون الخليج واليمن التابع لمعهد الشرق الأوسط إبراهيم جلال، إلى استمرار التباين بين دول مجلس التعاون الخليجي، رغم قمة العلا التي أنهت الأزمة الخليجية، بشأن الحرب في اليمن.
وقال إنّ تأثير قمة العلا على الأزمة اليمنية "يعد تأثيراً من الدرجة الثالثة"، مضيفاً أنه "تأثير غير مباشر وطويل الأجل، ولم يلحظ له أي تغيير على أرض الواقع".
بدوره، قال الباحث العراقي فراس إلياس، الذي ناقش تداعيات المصالحة الخليجية على العراق ومكانته بالنسبة لدول الخليج، إنّ العراق "حرص على اعتماد سياسية متوازنة حيال الأزمة الخليجية، والمصالحة الخليجية بعدها".
وتمثل سلوك العراق، وفق إلياس، بالانفتاح على جميع دول الخليج العربية، لكنه استدرك بالقول إنّ مستقبل المصالحة الخليجية وأفقها وانعكاساتها على العلاقة مع العراق "يبقى مثار تساؤل رئيس بالنسبة إلى العراق وعلاقاته الإقليمية، وهو الذي يواجه اليوم العديد من التحديات الاستراتيجية المعقدة".
وناقشت الجلسة الأخيرة في محور آفاق المصالحة الخليجية، تداعيات المصالحة على العلاقة مع القوى الدولية والإقليمية، حيث عرض الأستاذ الزائر المختص في العلاقات الدولية بجامعة قطر، بولنت آراس، لتداعيات المصالحة على العلاقة مع تركيا، مشيراً إلى أنّ استكمال المصالحة الخليجية يستلزم اتخاذ خطوات أوسع مثل الحوار البناء، ليس فقط مع تركيا وإيران، ولكن أيضاً مع الأطراف الأخرى مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي.
وبحسب آراس، فإنّ إنهاء الخلاف الخليجي "لا يزال ينظر إليه على أنه عرض حسن نية لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ومؤشر على استعداد السعودية لمواجهة التهديدات المشتركة (إيران) بطريقة تعاونية".
أما الباحث ومدير قسم التحرير في المركز العربي، عماد قدورة، فركّز في ورقته على "تحولات سياسة الهند تجاه دول الخليج العربية إزاء الأزمة الخليجية وما بعدها، والعوامل المؤثرة فيها".
وأشار إلى أنّ الهند اعتمدت سياسةً حذرةً أثناء ظهور خلافات بين هذه الدول، منطلقًا من عدة اعتبارات: أولها، مبدأ عدم الانحياز؛ وثانيها، العلاقة الخاصة بدول الخليج؛ وثالثها، مواقف القوى الأخرى من دول الخليج، ولا سيما موقفي منافسيْها الصين وباكستان.
وأشار أستاذ تسوية الصراعات الدولية في جامعة جورج ميسن في واشنطن، محمد الشرقاوي، إلى تباين تعامل الإدارة الأميركية مع قطر من محاولة الرئيس السابق دونالد ترامب ربط اسم قطر بـ"دعم الإرهاب"، وصولاً إلى وضع إدارة بايدن رعاية المصالح الأميركية في أفغانستان في عهدة السفارة القطرية في كابول.
وناقش الشرقاوي انعكاسات هذا التباين على موقف الإدارة الأميركية من دول الخليج العربية بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.