يتواجه المرشحون الجمهوريون للانتخابات الرئاسية الأميركية في 2024، اليوم الأربعاء، خلال مناظرة متلفزة بدون دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية، والذي سيحاول مرة أخرى أن يسرق منهم الأضواء.
وفضل الرئيس السابق مقاطعة هذه المناظرة، وهي محطة مهمة في الطريق الطويل إلى البيت الأبيض، بسبب تقدمه الكبير في استطلاعات الرأي لدى الجمهوريين، بحسب قوله الذي حافظ عليه رغم متاعبه القضائية الكثيرة.
وآخر المستجدات على هذا الصعيد، اعتبر قاض في نيويورك أنّ الرئيس الأميركي السابق واثنين من أبنائه، هما دونالد جونيور وإريك، ارتكبوا "عمليات احتيال" مالية "متكرّرة" في العقد الأول من القرن الحالي بتضخيمهم قيمة الأصول المالية والعقارية لشركتهم "منظمة ترامب".
وعند إجراء المناظرة، سيكون ترامب في ميشيغان لاستمالة القاعدة الناخبة العمالية التي مد لها منافسه الرئيس جو بايدن اليد الثلاثاء.
في 23 أغسطس/ آب، يوم المناظرة الأولى التي ضمت ثمانية مرشحين، عمد ترامب إلى المشاغبة أيضا عبر إعطاء مقابلة على شبكات التواصل الاجتماعي عمدا في الوقت نفسه. لكن حتى عن بعد، تمكن الملياردير الذي يواجه عدة اتهامات من التحقق من حجم نفوذه، إذ اعتبر ستة من منافسيه أنه يجب أن يمنح فرصة الوصول إلى البيت الأبيض حتى لو كان محكوما عليه جنائيا.
الأربعاء، سيتواجه ستة رجال وامرأة على منصة "فوكس بيزنيس" عند الساعة 18,00 في كاليفورنيا (01,00 ت. غ الخميس) مع التحدي نفسه: كيف يمكن إثبات الوجود في مواجهة الرئيس السابق الذي يستحوذ على كل الاهتمام السياسي والإعلامي عبر تصريحاته المثيرة للاستفزاز ومشاكله القضائية؟
تراجع دي سانتيس
وفي مقدم هؤلاء حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يعتبره بعض الجمهوريين ممثل الجيل المقبل للحزب الجمهوري، لكن شعبيته تسجل تراجعا في استطلاعات الرأي.
هذا الأربعيني الذي لفت بمواقفه الصادمة بشأن الإجهاض والهجرة، متأخر حاليا أكثر من 40 نقطة عن دونالد ترامب بحسب مؤسسة "ريل كلير بوليتيكس" التي تجمع نتائج استطلاعات الرأي.
وبين المرشحين الآخرين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، تحقق السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إلى رجل الأعمال فيفيك راماسوامي ونائب الرئيس السابق مايك بنس، نسبة 4 الى 5 % تقريبا.
للمفارقة، قبل أربعة أشهر من الانتخابات التمهيدية، لا يزال ترامب، الذي اتهم جنائيا أربع مرات، يسحق كل منافسة مستفيدا من دعم كبير في صفوف مؤيديه الذين يعتمرون القبعات الحمراء.
من جانب آخر، يتجنب غالبية منافسيه الجمهوريين توجيه الانتقادات له، خوفا من إثارة استياء هذه القاعدة.
منافسة بين ترامب وبايدن في ميشيغان
ويقول الملياردير الجمهوري إنه يرى نفسه من الآن في السيناريو نفسه الذي شهدته انتخابات 2020، ويخصص غالبية هجماته لجو بايدن الرئيس الثمانيني المرشح لولاية ثانية.
وقد يتواجه الرجلان مجددا في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
بعد بداية حملة هادئة، كثف الرئيس الديمقراطي من تحركاته وتوجه الثلاثاء الى ولاية ميشيغان الواقعة في منطقة البحيرات الكبرى، لتقديم دعم لإضراب عمال قطاع السيارات.
ووضع جو بايدن في صلب حملته لعام 2024 مسألة إعادة كسب أصوات العمال الذين أثاروا مفاجأة حين انتخبوا دونالد ترامب في 2016 وخذلوا الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وسيتحدث دونالد ترامب الأربعاء أمام مصنع لتصنيع قطع الغيار في بلدة كلينتون في ولاية ميشيغان، وفقاً لفريق حملته، على بعد ما يزيد قليلاً عن 60 كيلومتراً من المكان الذي زاره بايدن.
(فرانس برس)