ممر نتساريم.. مشروع يكشف مخطط إسرائيل للسيطرة على غزة بعد الحرب

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
17 مايو 2024
"اليوم التالي" للحرب.. هل تشير إليه مخططات ممر نتساريم؟
+ الخط -
اظهر الملخص
- جيش الاحتلال الإسرائيلي ينشئ ممر نتساريم في قطاع غزة، مما يفصل المناطق الشمالية عن الجنوبية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي وإعادة تشكيل القطاع.
- السيطرة على الممر تسمح بتقسيم غزة، تسهيل السيطرة على المساعدات وحركة النازحين، وتعزيز القبضة الأمنية الإسرائيلية، مع تدمير مبانٍ لإنشاء "منطقة عازلة".
- تعكس هذه الخطوات استمرار سياسة إسرائيلية قديمة تهدف إلى تقسيم غزة إلى كانتونات تحت سيطرتها، مشيرة إلى نية إسرائيل في تغيير الجغرافية والديموغرافية للقطاع.

عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الفترة الماضية، على إنشاء ممر نتساريم الذي من شأنه أن يفصل المناطق الشمالية من قطاع غزة عن المناطق الجنوبية، في خطوة قال محللون عسكريون وخبراء إسرائيليون، في حديثهم مع صحيفة واشنطن بوست، إنها جزء من مشروع واسع النطاق لإعادة تشكيل القطاع وترسيخ الوجود العسكري الإسرائيلي فيه. وبحسب الصحيفة، فإن ممر نتساريم هو طريق يبلغ طوله أربعة أميال، ويمتد من الشرق إلى الغرب، وكان نقطة خلاف أساسية خلال مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي. 

وبحسب ما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي عرضتها الصحيفة، فقد تم إنشاء 3 قواعد عسكرية في ممر نتساريم منذ مارس/ آذار الماضي، كما توفر الصور أدلة حول خطط إسرائيل بإحكام السيطرة على قطاع غزة، على الرغم من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بأن دولة الاحتلال لا تنوي إعادة احتلال غزة بشكل دائم، بعد أن سيطرت على القطاع لمدة 38 عاماً حتى انسحابها في عام 2005. لكن ما تظهره الصور من بناء طرق ومواقع عسكرية ومناطق عازلة يشير إلى مخطط إسرائيلي واضح بالسيطرة على القطاع. ومع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يصدر سوى القليل من الخطط الملموسة بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة، لكنه تعهد مراراً وتكراراً بالحفاظ على السيطرة الأمنية "إلى أجل غير مسمى" على قطاع غزة. 

وبالإضافة إلى عرقلة ممر نتساريم لجهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، فإن السيطرة على الممر تمنح جيش الاحتلال الإسرائيلي مرونة في التحكم أكثر في القطاع، خصوصاً في ما يتعلق بسرعة الانتشار والقدرة على السيطرة في تدفق المساعدات وحركة النازحين الفلسطينيين، وهو ما تقول إسرائيل إنه ضروري لمنع عناصر حركة حماس من إعادة تجميع صفوفهم. وبحسب تحليل أجرته الجامعة العبرية، فقد جرى تدمير ما لا يقل عن 750 مبنى من أجل إنشاء "منطقة عازلة" على جانبي الممر.

ويقول خبراء عسكريون إن هذه الخطوة جزء من عملية إعادة تشكيل واسعة النطاق وطويلة المدى لجغرافية غزة، وهي امتداد للخطط الإسرائيلية السابقة لتقسيم غزة إلى كانتونات يسهل السيطرة عليها. وفي حديثه مع الصحيفة، قال أمير أفيفي، العميد الاحتياطي والنائب السابق لقائد فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إن "ما نحتاج إليه هو حرية العمل الكاملة في كل مكان في غزة".

ممر نتساريم وصورة إسرائيل عن مستقبل القطاع

ووفقاً للصحيفة الأميركية، فقد تمت تسمية ممر نتساريم على اسم مستوطنة إسرائيلية كانت تقع على الطريق الساحلي لغزة، وهي ضمن مشروع كان يعمل عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، والتي تصورت تقسيم غزة إلى أجزاء كلها تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية. ولم يتم تنفيذ الخطة إلا جزئياً قبل أن يأمر شارون بالانسحاب الإسرائيلي من غزة في عام 2005.

وكان محور نتساريم من بين الأهداف الأولى لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد دخوله البري لقطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي قوله إنه "ليس من المستغرب أن تعود إسرائيل وتؤسس هذا ممرّاً جديداً (...) التضاريس هي الأكثر ملاءمة هناك، وهي تناسب الأغراض العسكرية". ويقسم ممر نتساريم الطريقين الرئيسيين الوحيدين في غزة بين الشمال والجنوب (شارع صلاح الدين وشارع الرشيد). وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي ببناء قواعد عسكرية في كلا الشارعين في أوائل شهر مارس/ آذار الماضي.

وعقب انهيار الهدنة الإنسانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نشر جيش الاحتلال خرائط تظهر تقسيم قطاع غزة إلى مربعات أمنية. وأفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في وقت سابق، بأن جيش الاحتلال يمنع العودة إلى شمالي القطاع، وأن الفرقة 99، المسؤولة عن تقسيم قطاع غزة إلى شطرين، تقوم بمنع الفلسطينيين في الجنوب من التوجه إلى الشمال. 

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في الأيام الأولى للاجتياح البري تقريراً بعنوان "التطويق والتقسيم في غزة"، قالت فيه إن "التطويق وربما التقسيم، هما المصطلحان اللذان يلخصان هذه المرحلة من القتال. يبدو أن التطويق يتحول إلى خط فاصل على طول مدينة غزة، وهناك خط يفصل شمالي القطاع عن وسطه". كما طرحت الصحيفة مخططات لتقطيع غزة في جولات العدوان السابقة، لكنها لم تنفّذ، مضيفة: "لقد جرى ذلك هذه المرة". وفي وقت سابق، أورد موقع "والّاه" العبري أن الجيش الإسرائيلي "بدأ التخطيط لإنشاء معابر في وسط قطاع غزة، من شأنها عزل المنطقة"، لكنه نقل تحذيراً من أن هذه المعابر التي تهدف إلى تقسيم القطاع "يمكن أن تشكّل خطراً على الجنود".

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
استعداد لاستقبال الأسرى أمام سجن عوفر (العربي الجديد)

مجتمع

تشكّل قضية معتقلي غزة في سجون الاحتلال التّحدي الأبرز أمام المؤسسات المختصة مع استمرار جريمة الإخفاء القسري، التي طاولت الآلاف من معتقلي غزة
الصورة
رام الله، ديسمبر 2017 (getty)

منوعات

يكرّر الإعلام الغربي نزع الأحداث المرتبطة بفلسطين من سياقها، ليقدّمها وفق السردية التي تناسب الاحتلال، حتى وإن كان ذلك منافياً للواقع
الصورة
فلسطينيون يحملون طفلاً أصيب بقصف إسرائيلي في مخيم جباليا 7 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، استشهد أكثر من 36 مواطناً فلسطينياً بينهم 15 طفلاً، وأصيب العشرات بقصف إسرائيلي لمنزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة
المساهمون