مليشيات النظام السوري تعزز وجودها في بادية حمص

21 نوفمبر 2023
وصلت التعزيزات إلى محيط قرية مرهطان ومنطقة العليانية (أسوشييتد برس)
+ الخط -

واصلت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها عمليات التمشيط، لليوم الخامس على التوالي، في البادية بريف حمص الشرقي شمالي وسط البلاد، بحثاً عن خلايا تنظيم "داعش" التي كبدت النظام أخيراً خسائر فادحة بالأرواح، فيما نقلت المليشيات المدعومة من إيران تعزيزاتها إلى شرق حمص.

تعزيزات في محيط التنف

وقالت مصادر محلية إنّ المليشيات المدعومة من إيران عززت مواقع لها في بادية حمص الشرقية، حيث نقلت قوات عسكرية تحمل أسلحة وذخائر من بينها صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى ومعدات لوجستية، قادمة من نقاط لها في ريف دير الزور وريف دمشق.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد وصلت التعزيزات إلى محيط قرية مرهطان ومنطقة العليانية التي تبعد عن منطقة 55 قرابة 30 كيلومتراً، وهي المنطقة التي توجد فيها قاعدة التنف التابعة لقوات التحالف الدولي ضد "داعش".

وشهدت المنطقة سابقاً محاولات لاستهداف قاعدة التنف من قبل طائرات مسيّرة أعلنت قوات التحالف عن إسقاطها دون حدوث أضرار في القاعدة.

وقال مصدر من المنطقة مقرب من جيش مغاوير الثورة المتمركز في قاعدة التنف إلى جانب القوات الأميركية، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ القوات التابعة للنظام والمليشيات المدعومة من إيران عززت مواقعها العسكرية في المنطقة الشرقية لبادية تدمر على بعد عشرات الكيلومترات من منطقة 55 كم المحظور دخولها على تلك القوات، كما عززت من جهة الأراضي العراقية أيضا.

وأوضح المصدر أنّ التعزيزات تنقل منذ أيام بالتحديد إلى حدود منطقتي السخنة وتدمر، ولم تسجل تعزيزات في ناحية ريف دمشق أو السويداء، وهذه التعزيزات ليست بالمهمة لأن قاعدة التنف محمية على إطار 55 كيلومتراً، ولا تستطيع المليشيات الاقتراب إلى تلك الحدود لأنها ستتلقى ضربات من طائرات التحالف وفق قواعد الاشتباك، وأكثر ما يمكن لها فعله هو التسلل إلى نقاط قريبة بهدف إطلاق الطائرات المسيرة التي يسقطها التحالف قبل وصولها لأهدافها.

تمشيط ضد "داعش"

إلى ذلك، قال مصدر محلي يفضل عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية، إنّ مليشيات الدفاع الوطني التابعة للنظام بالتعاون مع قوات من الفرقة الحادية عشرة والفرقة الثامنة عشرة في قوات النظام السوري واصلت عمليات التمشيط البرية في منطقة السخنة شمال شرقي حمص ومحيط منطقة الضبيات، بحثاً عن خلايا تنظيم "داعش".

وبحسب المصدر، لم تشهد عمليات التمشيط، التي وقعت صباح اليوم الثلاثاء، أي اشتباكات تذكر بسبب تواري خلايا التنظيم في أماكن مجهولة، فضلاً عن تقلب الظروف الجوية التي تعيق تحرك القوات جراء الأمطار وتشكل الضباب في بعض فترات اليوم، مضيفة أنّ الطائرات الحربية الروسية لم تساند القوات البرية اليوم وأمس.

وذكر المصدر أنّ قوات النظام عادت للتمركز في نقاط كانت قد أخلتها، الأسبوع قبل الماضي، عقب الهجمات الأخيرة في المحيط الشرقي لمدينة السخنة. 

وكان الطيران الحربي الروسي قد شن غارات، أول أمس الأحد، على أهداف مجهولة في المنطقة يرجح أنها كهوف أو تلال يظن أن خلايا التنظيم تتحرك من خلالها أو تتوارى في تضاريسها الوعرة.

وفي الشأن قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الاثنين، إنّ 6 من خلايا التنظيم قتلوا من جراء الغارات الحربية الروسية في محيط حقل الضبيات للغاز، فيما وقعت أمس اشتباكات بين قوات النظام وخلايا التنظيم في المنطقة دون وقوع خسائر بشرية.

وذكر المرصد أن خلايا التنظيم هاجمت بشكل مباغت مجموعة من قوات النظام بالقرب من بلدة البوليل في ريف دير الزور الشرقي، حيث أصيب ثلاثة من عناصر قوات النظام نقلوا إلى مستشفى دير الزور العسكري.

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن العملية التي يقوم بها النظام السوري منذ أيام تتزامن مع الذكرى السادسة لسيطرة النظام والمليشيات المدعومة من إيران على ناحية البوكمال التي كانت آخر معقل صريح لتنظيم "داعش" في ريف دير الزور الشرقي الخاضع حالياً لسيطرة المليشيات وقوات النظام.

وكان النظام قد أعلن، في صباح 29 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017، القضاء على تنظيم "داعش" في البوكمال الحدودية مع العراق، ومنذ ذلك التاريخ تشهد البادية السورية بشكل متكرر هجمات من خلايا تنظيم "داعش" أدت إلى خسائر بشرية ومادية في صفوف النظام كان آخرها الهجوم في الثامن من الشهر الجاري حيث قتل وجرح 30 من عناصر مليشيا "الدفاع الوطني" في بادية الرصافة ومنطقة الكوم بريف الرقة المتاخم لريف حمص، بعيد هجومين متزامنين طاولا موقعين للنظام في السخنة وتدمر بريف حمص، وأسفرا أيضاً عن مقتل وجرح عناصر من قوات النظام وموظفين في حقل للنفط.

المساهمون