أقام قياديون في مليشيات إيران بريف دير الزور شرقي سورية، اليوم الثلاثاء، احتفالا تأبينيا، بعد مرور قرابة عام على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، تزامنا مع عمليات توزيع أموال و"مساعدات" على السكان المحليين.
ويأتي الاحتفال قبيل قرابة أسبوع من الذكرى الأولى لمقتل قاسم سليماني في قصف أميركي في الثالث من يناير/كانون الثاني العام المنصرم، بعد زيارة أجراها لسورية ووصوله إلى مطار بغداد الدولي.
وقال الناشط أبو محمد الجزراوي إن المليشيات الإيرانية، وعلى رأسها التابعة للحرس الثوري الإيراني، تقيم حفلات تأبينية في مناطق متفرقة من دير الزور شرقي سورية، واليوم كان الحفل في مدرسة الحسين بمدينة الميادين، وحضره قياديون في المليشيات مع إجبار الأهالي والسكان على الحضور بالترغيب والترهيب.
وذكر الناشط أن المليشيات أبرزها "لواء أبو الفضل العباس" و"فاطميون" و"لواء السيدة زينب"، وجميعهم يتلقون الدعم من الحرس الثوري الإيراني، مؤكدا وجود شخصيات دينية سورية وإيرانية في الحفل، الذي كان مليئا بإلقاء أبيات الشعر والأناشيد التي تمدح سليماني والحرس الثوري الإيراني.
ورافق الحفل إطلاق شعارات دينية مرتبطة بالمليشيات وعقيدتها، ورفع صورا تمثيلية لـ"الحسين" وصورا لرئيس إيران وقائد "حزب الله" اللبناني، فضلا عن صور سليماني.
وترافق الحفل مع توزيع مبالغ مالية وكميات من الطعام على الحاضرين والساكنين بالقرب من مكان الحفل، والذين تجرى دعوتهم تكرارا لحضور ندوات ثقافية ودينية يقيمها المركز الثقافي الإيراني بهدف نشر "التشيع" في المنطقة.
وذكرت المصادر أن دفع المال يغري السكان هناك بسبب الفقر، كما يغري فئة الأطفال الذين يلتحق عدد منهم بما يسمى "كشافة المهدي"، التي يدعمها الحرس الثوري عن طريق المركز الثقافي الإيراني، والتي تقدم تدريبات للأطفال على حمل السلاح إضافة للتلقين العقائدي.
وتقوم إيران، منذ طرد تنظيم "داعش" من دير الزور والسيطرة عليها بدعم روسي، بالترويج للثقافة الإيرانية ونشر ثقافة التشيّع بين السكان في المنطقة، وبخاصة عن طريق استغلال حالة الفقر والبطالة والجهل.
خسائر لـ"قسد" في المواجهات بمحيط عين عيسى
من جانب آخر، أعلن الجيش التركي مساء اليوم عن تحييده ثلاثة من عناصر مليشيات "قسد" في شمال سورية.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش التركي حيّد ثلاثة من عناصر "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، أثناء محاولتهم التسلل إلى منطقة عمليات "نبع السلام" في شمال عين عيسى بريف الرقة.
وتزامن ذلك مع تجدد القصف من القواعد التركية في ناحية تل أبيض على محاور قرية المشيرفة ومعلك شمال شرق مدينة عين عيسى. كما قصف الجيش التركي مواقع لـ"قسد" في قريتي عرب حسن وتوخار شمال شرق مدينة منبج، ما خلف أضرارا مادية.
من جانبه، أعلن "المركز الإعلامي" لـ"قسد"، في بيان له، عن مقتل خمسة من عناصر المليشيات جراء المواجهات الأخيرة مع الجيش التركي و"الجيش الوطني السوري" في محور عين عيسى.
وذكر البيان أن الجيش التركي هاجم خلال اليومين الماضيين مواقع "قسد" في قريتي جهبل والمشيرفة، بمساعدة طائرات الاستطلاع، وخلال هذه الهجمات تم قصف محيط عين عيسى وريفها بشكل عنيف ومكثف.
وأضاف البيان أنه خلال المواجهات سقط خمسة عناصر من "قسد" قتلى أربعة من بينهم يتبعون لما يسمى بـ"لواء الشمال الديمقراطي".
وفي الشأن ذاته، قالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إن الأخيرة أجبرت الأهالي اليوم على الخروج في مظاهرة أمام مقر القوات الروسية في مدينة عين عيسى، من أجل الاعتراض على سياسة روسيا تجاه الهجوم التركي.
وأوضحت المصادر أن "قسد" تسعى من خلال تلك المظاهرات إلى إظهار أن الحاضنة الشعبية معها، من أجل الضغط على روسيا للموافقة على شروطها من أجل وقف الهجوم التركي. حيث ترفض "قسد" العرض الروسي بتسليم المدينة لقوات النظام السوري.
"قسد" تسعى من خلال تلك المظاهرات إلى إظهار أن الحاضنة الشعبية معها من أجل الضغط على روسيا
من جهتها، عززت القوات الروسية وجودها في مدينة عين عيسى قرب الطريق الدولي حلب الحسكة، كما عززت اليوم قواتها في ناحية منبج الخاضعة لقسد بريف حلب.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن القوات الروسية جلبت تعزيزات إلى القاعدة العسكرية في قرية السعيدية غرب مدينة منبج، مضيفة أن تلك التعزيزات تألفت من 20 آلية محملة بالمعدات والجنود.
وتخضع منطقة منبج أيضا لتفاهمات بين روسيا والنظام السوري و"قسد"، وكانت قد خضعت سابقا في مايو 2018 لاتفاق أميركي تركي،قبل انسحاب القوات الأميركية بشكل نهائي من تلك المنطقة ودخول القوات الروسية إلى جانب "قسد" بهدف منع التحرك التركي تجاه المدينة.