ملادينوف: 50% من المستوطنات الإسرائيلية في عمق أراضي الضفة ما يعيق إقامة دولة فلسطينية

21 ديسمبر 2020
المبعوث الأممي ملادينوف يحذر من استمرار عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية (Getty)
+ الخط -

حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من استمرار عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال إن حوالي 50% من المستوطنات التي قررت إسرائيل بناءها خلال السنة الحالية، تقع في داخل وعمق أراضي الضفة الغربية المحتلة، مما يعيق بشكل جدي إمكانية إقامة دولة فلسطينية حيوية وقابلة للاستمرار.

وجاءت تصريحات ملادينوف خلال آخر إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي في منصبه الحالي، الذي يغادره ليتولى منصب مبعوث الأمين العام لليبيا، ومن المتوقع أن تعلن الأمم المتحدة، في وقت لاحق الاثنين، رسمياً توليه منصبه الجديد كمبعوث لليبيا، وسيخلف ملادينوف النرويجي، تور فينيسلاند، بدءاً من الشهر القادم.

وحذر ملادينوف من خطط إسرائيلية جديدة إضافية لبناء 3500 وحدة سكنية استيطانية إضافية، ولفت الانتباه إلى أن بناءها سيؤدي إلى فصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها، هذا في الوقت الذي تهدم فيه إسرائيل بيوت الفلسطينيين وتشردهم.

وطالب ملادينوف بوقف التوسع الاستيطاني على الفور، كما دعا السلطات الإسرائيلية لوقف هدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم، وإلى منح رخص بناء لهم خاصة في القدس المحتلة والمناطق المحيطة، وأكد على ضرورة وقف هدم المباني الفلسطينية والاستيلاء عليها، بما فيها هدم مباني للمشاريع الإنسانية والمدارس. وتحدث عن إطلاق خطة عمل إنسانية بدعم من الأمم المتحدة، لسد احتياجات الفلسطينيين، وقال إن هناك قرابة 2.5 مليون فلسطيني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، أي قرابة 47% من الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية.

وعبر ملادينوف عن قلقه جراء استمرار العنف وعمليات قتل الفلسطينيين، وقال في هذا السياق "لقد شهدنا حوادث مثيرة للقلق خلال الشهر الماضي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يجب ألا يكون الأطفال عرضة للخطر والعنف من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، وعليها أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس وألا تستخدم القوة المميتة إلا عندما لا يمكن تجنبها من أجل حماية الأرواح"، ودعا السلطات الإسرائيلية لحماية الفلسطينيين من عنف المستوطنين وهجماتهم المستمرة.

وعبر عن أسفه لاستمرار وتفاقم الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أنروا"، وقال إنه، وعلى الرغم من دعم بعض الدول وحصول المنظمة على قرض من الصندوق المركزي للطوارئ، إلا أن الوضع المالي ما زال مقلقاً للغاية، حيث ما زالت هناك فجوة تمويلية وضائقة مالية خانقة تواجهها المنظمة، وأضاف في هذا السياق "على الرغم من الدعم فإن فجوة التمويل ستصل هذا الشهر إلى قرابة 88 مليون دولار، بما فيها 22 مليون دولار أميركي لدفع رواتب ما يقرب 30 ألف من العاملين في الخطوط الأمامية ومجالات التعليم والصحة والعاملين الاجتماعيين وغيرهم ممن يقدمون المساعدة المباشرة للاجئين الفلسطينيين"، وتوقع أن يسوء الوضع المالي خلال الشهر القادم "قد تضطر الأنروا لاتخاذ خطوات إضافية أكثر صرامة لمنع انهيارها المالي في الأشهر القادمة، لا تمثل الوكالة شريان حياة لملايين لاجئي فلسطين فحسب، بل إنها ضرورية للاستقرار الإقليمي".

وتحدث عن معاناة هائلة يواجهها أهل غزة وطالب قوات الاحتلال برفع كامل لإجراءات اغلاقها لغزة وحصارها، وقال إن خطر التصعيد ما زال قائماً وحث إسرائيل على تخفيف القيود المفروضة على البضائع من وإلى غزة، وكذلك على حركة الفلسطينية من وإلى القطاع، وعبر عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق حول تنظيم الانتخابات التشريعية الرئاسية الفلسطينية.

كما حث إسرائيل على منح تراخيص عمل للفلسطينيين في الضفة وغزة حالما تسمح الظروف الصحية لفيروس كورونا بذلك، وقال "من الضروري التخفيف من القيود المفروضة على استيراد السلع مزدوجة الاستخدام إلى قطاع غزة، كما السماح بالتجارة بين القطاع والضفة"، مؤكداً في الوقت ذاته على تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في القطاع والضفة الغربية والقدس المحتلة.

المساهمون