أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن تعيينه البلغاري نيكولاي ملادينوف، منسقاً جديداً لعملية السلام في الشرق الأوسط خلفاً للهولندي روبرت سيري. وشغل سيري، منصبه الأخير كمنسق لعملية السلام ومبعوث الأمين العام لرباعية السلام في الشرق الأوسط منذ العام 2007.
وكان آخر منصب تولاه ملادينوف هو عمله كممثل الأمين العام الخاص في العراق. وجاء الإعلان عن التعيين على لسان نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق. وأكد أن ميلادينوف سيكون كذلك الممثل الخاص له لدى منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية. ومن المقرر أن تناط بعهدته، جهود إعادة إعمار قطاع غزة التي تسير ببطء شديد، إضافة إلى مهمة تنسيق جهود إحياء عملية السلام المتعثرة،
وأضاف حق، خلال المؤتمر الصحافي اليومي، الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن "ميلادينوف يأتي بخبرة واسعة في مجال الشؤون الدولية حيث عمل في العراق كرئيس للبعثة الخاصة للأمم المتحدة للمساعدة في العراق". وكان ميلادينوف تبوأ مناصب سياسية عدة لبلاده من بينها منصب وزير خارجية بلغاريا بين الأعوام 2010 - 2013 ووزير الدفاع بين الأعوام 2009 - 2010، إضافة إلى مناصبه كعضو في البرلمان الأوربي والبلغاري.
غير مرغوب به
من جهته، علق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تيسير خالد، في مدونة له على موقعي التواصل الاجتماع "فيسبوك" و"تويتر" على تعيين ملادينوف، قائلاً إنه "شخص غير مرغوب به، ولا يوحي بالثقة".
وكتب خالد: "وافق مجلس الأمن الدولي بناء على اقتراح الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقام بتعيين ملادينوف كمنسق، فضلاً عن مهمة تنسيق جهود إعادة إعمار قطاع غزة الذي تعرض لدمار واسع في العدوان الذي شنته اسرائيل ضد القطاع في حزيران الماضي، من دون التشاور مع الطرف الفلسطيني المعني بشأن هذا التعيين".
وأضاف أن "ملادينوف غير مؤهل للقيام بمثل هذا الدور، فهو شخص لا يوحي بالثقة لكون سيرته وفي اكثر من محطة في حياته السياسية مثقلة بالتساؤلات بفعل ولائه لسياسة الولايات المتحدة في المهام التي تولى قيادتها كممثل خاص للأمم المتحدة في العراق بعد الاحتلال الاميركي للعراق الشقيق أو عمله في مؤسسة المجتمع المفتوح للملياردير لص البورصات المشهور جورج سوروس، وداعم الفوضى الهدامة في البلدان العربية او في المعهد الوطني الديمقراطي الاميركي وفي المعهد الجمهوري الدولي، ومؤسسات أخرى ينظر إليها باعتبارها من أدوات الاستعمار الجديد".
وتابع: "يهمنا أن نشدد هنا على حق الفلسطينيين في أن يكون لهم رأي مسموع في الامم المتحدة بشأن من يجري اختياره للعمل منسقاً لما يسمى عملية السلام في ضوء تجارب لم تكن مشجعة مع اكثر من منسق أو مبعوث، سواء كان مبعوثاً او منسقاً لدولة، كما هو الحال مع الولايات المتحدة الاميركية، أو كان مبعوثاً أو منسقاً لأكثر من دولة وجهة دولية، كما هو الحال مع الرباعية الدولية، التي تضم الى جانب الامم المتحدة كلاً من الاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي والولايات المتحدة".