ملائكة الموت

26 اغسطس 2024
تظاهرة في تونس دعماً لغزة، 23 أغسطس 2024 (ياسين قايدي/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **موقف الفلسطينيين من زيارة بلينكن:** يعبر مواطن فلسطيني عن استياءه من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، معتبرًا أن أميركا لن تجلب الخير للفلسطينيين، وأن بلينكن جاء لدعم نتنياهو فقط.
- **المقاومة والمفاوضات:** يعكس الكاريكاتير حالة المفاوضات الجارية لإجبار "حماس" على قبول شروط المحتل، ويصفها بوهم المفاوضات والموت الخفي.
- **ردود الفعل الدولية:** بينما تتجاهل بعض المدن العربية معاناة غزة، شهدت مدينة شيكاغو مسيرة حاشدة تطالب بوقف إطلاق النار، مما يكشف زيف بعض الحكومات.

على هامش زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، نقل موقع "يورو نيوز" عن مواطن فلسطيني نازح من رفح أن "أميركا تعني الموت، وبلينكن هو ملاك الموت للشعب الفلسطيني وللعرب وللمسلمين. أميركا لن تجلب لنا الخير أبداً، ومن يتوقع أن يجد خيراً منها أو من بلينكن أو من (جو) بايدن أو حتى (دونالد) ترامب فهو واهم. بلينكن قادم فقط من أجل (بنيامين) نتنياهو، طفله المدلل، لإنقاذه وإخراجه من الأزمة التي يعيشها".

يلخص موقف هذا المواطن ما يفكر فيه أغلب العرب، الذين لا يريدون الموت للمقاومة، فيما البعض يتمنّى لو تجهز إسرائيل وأميركا على "حماس" وعلى كل نَفَس مقاوم في المنطقة، حتى ينتهي وجع الرأس، ويتأدب كل من ينوي أو يفكر أن يقول لا أو يعارض أو يقاوم، كل من يريد أن يتحرر من كابوس المحتل الإسرائيلي، أو النظام الجاثم على الصدور في أكثر من بلد عربي. في رسمه الكاريكاتوري المبدع، يصور الزميل عماد حجاج حالة المفاوضات الجارية هذه الأيام لإجبار "حماس" على قبول شروط الظالم والمحتل، ويلخصها بوهم المفاوضات، شكلاً من أشكال الموت الخفي، الأفعى المتخفية في ابتسامات وشعارات من نوع إنهاء معاناة المواطنين الفلسطينيين.

كان من المدهش سماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يقول "قررت التوجّه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة، سأعمل بكل طاقتي لكي نكون جميعاً مع شعبنا لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي، وإن حياتنا ليست أغلى من حياة أي طفل من الشعب الفلسطيني". مشهد سريالي، الآن، بعد سقوط حوالي 150 ألفاً بين شهيد وجريح، وبعد أشهر من التهجير والجوع والعطش، يقرر رئيس شعب أن يتعاطف مع شعبه وينتبه إلى أن حياته ليست أغلى من حياة أي طفل فلسطيني؟

شيء واحد يُبقي على أمل الحياة، وهو أن هذه المقاومة لا تعوّل علينا، إلا على قلة قليلة من الصادقين، ولننظر إلى المدن العربية التي تدير ظهرها لغزة ومعاناة أطفالها ونسائها، وتتفرغ لصيفها وهمومها. بينما الخميس الماضي، في مدينة شيكاغو الأميركية، وتزامناً مع المؤتمر الوطني الديمقراطي، انتظمت مسيرة حاشدة شارك فيها نحو 20 ألف شخص تطالب بوقف إطلاق النار في غزة. وتوقفت المسيرة قرب يونايتد سنتر، وهو مكان إلقاء نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس كلمة إعلان قبول الترشح للانتخابات الرئاسية. كذلك فإن أصواتاً صادقة أخرى في مدن وشوارع لم نتوقعها لا تزال تُحرج حكوماتها وتطالب بوقف الإبادة، ولكنها تعرّينا وتكشف زيفنا في الوقت نفسه.

المساهمون