أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، مقتل ستة جنود من الوحدات المتواجدة في إقليم كردستان في الشمال العراقي، في اشتباكات جرت أمس الأربعاء مع "حزب العمال الكردستاني".
وكانت وزارة الدفاع أعلنت تعرض الجنود لإطلاق النار من قبل عناصر "حزب العمال"، أمس الأربعاء، في منطقة عمليات الجيش التركي المسماة "المخلب - القفل"، والمستمرة منذ أكثر من عام، فيما هدد متحدث باسم وزارة الدفاع بملاحقة المسلحين حتى آخر مسلح والقضاء عليهم.
ولم تعلن وزارة الدفاع تفاصيل إضافية عن ظروف العمليات وإطلاق النار، إلا أن التهديدات الرسمية التالية تؤكد أن المواجهات في تصاعد مستمر بين الطرفين.
من جهته، أعلن وزير الداخلية، علي يرلي كايا، الخميس، عن القضاء على مسلحين من "العمال الكردستاني" في عمليات عسكرية بمنطقة بيت الشباب في ولاية شرناق، فيما ترحّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمن كلمة له اليوم على القتلى متمنياً الصبر لذويهم.
وفي السياق، هدد مستشار العلاقات العامة والإعلام في وزارة الدفاع التركية، زكي آكتورك، مسلحي الكردستاني باستمرار ملاحقتهم "لا مفر لهم من نهايتهم، ولن يترك دماء الشهداء هباء وستواصل قتال الإرهابيين بنفس الحزم حتى القضاء على آخر إرهابي".
وقال آكتورك في إحاطة إعلامية، الخميس، إن القوات المسلحة التركية تمكنت من "تحييد 995 مسلحاً منذ مطلع العام، بينهم 53 في الأيام السبعة الماضية" داخل تركيا وفي شمالي سورية والعراق.
وأوضح أن القوات التركية تمكنت من تحييد 38 ألفاً و338 مسلحاً منذ 24 يوليو/ تموز 2015، خلال العمليات العسكرية داخل تركيا وخارجها، وأن القوات المسلحة التركية حققت نجاحاً كبيراً في مكافحة الإرهاب، وأنها تحمي حقوق ومصالح البلاد وأمن حدودها.
وبين أن قوات بلاده حيدت لغاية اليوم 586 مسلحاً خلال عملية "المخلب - القفل" المستمرة في شمال العراق، وضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات ودمرت الكثير من ملاجئ الإرهابيين.
وفي 17 إبريل/ نيسان 2022، أطلقت تركيا عملية "المخلب ـ القفل" ضد معاقل الكردستاني في مناطق متينا والزاب وأفشين ـ باسيان في شمال العراق، حيث تنفذ تركيا عمليات لمواجهة الحزب الذي يستهدف قواتها ومواطنيها منذ عقود وينشط في عدة دول بالمنطقة من بينها سورية والعراق وإيران، بحسب المسؤولين الأتراك.
ومن المتوقع أن تتصاعد المواجهات في المرحلة المقبلة بين القوات التركية ومسلحي الكردستاني، في ظل مواصلة المسيّرات التركية ملاحقة قيادات الكردستاني في شمال العراق وسورية، فضلاً عن استمرار العمليات العسكرية، وإعلان الكردستاني بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة، إنهاء وقف إطلاق النار المؤقت المعلن من طرفه فقط، إيذانا ببدء العمليات العسكرية.
ومن المنتظر أن تتصاعد العمليات العسكرية في ظل استمرار توظيف مسألة مكافحة الكردستاني من قبل الحكومة التركية في مرحلة ما قبل الانتخابات، وتحقيق نجاحات بهذا الصدد، قبيل إجراء الانتخابات البلدية في آذار/مارس المقبل.
وتواصل القوات التركية سلسلة من العمليات العسكرية الانتقائية في الشمال العراقي، ضمن نطاق نينوى وإقليم كردستان، تتركز خصوصاً في سنجار وقنديل وسيدكان وسوران والزاب وزاخو. وتضمنت العمليات الأخيرة قصفاً جوياً واغتيالات طاولت قيادات بارزة في حزب "العمال الكردستاني" المعارض.
وتستهدف العمليات التركية منذ منتصف عام 2021 مقارّ وتحركات عناصر "الكردستاني" في عدة مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، يقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا. وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى قتل المئات من مسلحي "الكردستاني" وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.