كشفت وسائل إعلام كردية عراقية مُقربة من سلطات إقليم كردستان عن مقتل نحو 10 قادة في تنظيم حزب العمال الكردستاني في مناطق متفرقة من شمال العراق من قبل الجيش التركي، مؤكداً أن مقاتلي الحزب يواصلون تجنيد المراهقين والأطفال لشن هجمات جديدة ضد تركيا.
وذكر تقرير نشره موقع "داركا مازي" الكردي، نقلا عن مصادر معتمدة في الإقليم، أن "10 قياديين ومقاتلين في صفوف حزب العمال الكردستاني قضوا خلال عام 2023، دون أن يكشف الحزب عن مصرعهم".
والقياديون الذين قتلوا أخيراً هم "كريم باكور، وقد حيّد في الشهر السابع من عام 2023، في منطقة جبل متين، ومعه المقاتلون دليل عرب، وآزاد كوباني، وكذلك المسؤول البارز روزهات روزهلات، وزنار حسكة، ومسؤول منطقة كارزان مسكن نصيبين" الذي تمّ تحييده في أغسطس/آب الماضي.
كما قُتل، وفقا للمصادر ذاتها، دزوار آمد، نائب مسؤول منطقة جارجل بجبل متينا، وعضو مكتب العلاقات العامة في العمال الكردستاني روكن زيلان، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بقرية (دركلي) في منطقة برواري بالا، وحسين آمد، المسؤول العام للمؤسسة المالية، في الشهر نفسه.
كما أشارت المصادر إلى مقتل روكن كوجر، عضوة المؤسّسة المالية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في قرية دركلي بمنطقة برواري بالا، وكانت برفقتها سارينا وان عضوة مكتب العلاقات، حيث أصيبت هي الأخرى خلال الاستهداف، بحسب ما أورده التقرير الذي لم ينفه الحزب المصنف على لائحة الإرهاب من قبل تركيا ودول كثيرة.
وخلال الأشهر الماضية، كثّفت تركيا هجماتها على مواقع ومخابئ مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة داخل العراق، ضمن حملة "المخلب - القفل"، التي دخلت عامها الثاني وتضمنت عمليات جوية وبرية داخل الأراضي العراقية وبعمق يصل إلى 80 كيلومتراً.
حزب العمال الكردستاني لا يكشف عن خسائره وقدراته تراجعت
ولا تتوفر معلومات حول الأعداد الحقيقية لمسلحي العمال الكردستاني في مناطق شمال العراق، إلا أن مصادر أمنية وسياسية من مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أفادت بأن "القصف التركي المستمر أدى إلى تراجع قدرة المسلحين على مهاجمة تركيا، وأن الحكومة في أربيل تتعاون مع أنقرة، لكن بغداد لا تريد أن تقع أي أخطاء عسكرية تسبب أضرارا للمدنيين".
وأضافت المصادر، متحدثة لـ"العربي الجديد"، أن "العمال الكردستاني لا يكشف عن خسائره البشرية، مع العلم أنها تكاد تكون كبيرة"، مبينة أن "الحزب يُحاصر تدريجياً في مناطق شمالي العراق، لكن الوجود المدني له متغلغل في محافظات عراقية عدة، بما فيها محافظة كركوك".
من جهته، لفت عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في أربيل سورت أيزيدي إلى أن "أربيل متفهمة الوضع في تركيا، وتقدر التهديد الذي يشكله وجود المسلحين المعارضين لأنقرة، لكنها تعترض على بعض الهجمات التي عادة ما تتسبب بحرق المزارع والبساتين أو بمقتل مدنيين".
وأضاف أيزيدي في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "بغداد لا تتعاون مع أنقرة للتخلص من المسلحين، بل إن أطرافاً من الفصائل المسلحة المنضوية مع الحشد الشعبي، إضافة إلى دعم سياسي ومالي من أطراف حكومية في بغداد، يؤدي إلى تعقيد المشهد الأمني في مناطق شمال العراق".
وتستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية، التي أطلقتها أنقرة رسمياً منذ منتصف عام 2021، مقار وعناصر حزب العمال الكردستاني، في مناطق عدة ضمن إقليم كردستان، شمالي العراق، يقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا.
وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي "الكردستاني"، وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.